«الصلاة والانضباط النفسي».. رمضان عبد المعز يحذر من تتبع عيوب الآخرين| فيديو
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي أن الصلاة ليست مجرد عبادة يؤديها الإنسان، بل هي المصدر الحقيقي للانضباط النفسي والسمو الأخلاقي والروحي، مشددًا على أن الفائدة الحقيقية للصلاة تكمن في تعزيز الثبات الداخلي للإنسان وقدرته على مواجهة تحديات الحياة.
الصلاة ومفتاح الثبات
وأوضح رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "DMC"، أن الصلاة تمنح الإنسان ما يُعرف بـ"الثبات الانفعالي"، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة المعارج: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾، مشيرًا إلى أن المصلين يتمتعون بالسكينة والاتزان النفسي، مما يجعلهم قادرين على مواجهة ضغوط الحياة بثبات وهدوء.
وحذر رمضان عبد المعز، من آفة اجتماعية خطيرة تهدد تماسك الأسرة والمجتمع، وهي "تتبع عورات الناس"، مستشهدًا بمقولة الإمام الحسن البصري: "من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه"، مشددًا على أن الانشغال بعيوب الآخرين يؤدي إلى فقدان الإنسان لفرصته في تحسين ذاته والسمو الروحي.
إغلاق "ملف مراقبة الناس"
ودعا الشيخ رمضان عبد المعز، إلى ضرورة إغلاق ما أسماه "ملف مراقبة الناس" نهائيًا، والتركيز على إصلاح النفس والعمل على تصحيح العيوب الشخصية. وشبه الدنيا بـ "قاعة الامتحان" والآخرة بـ "دار الحساب"، قائلًا: "نحن في دار ابتلاء واختبار، وعليك أن تنظر في ورقة إجابتك فقط، لأنك ستحاسب وحدك". وأضاف أن تتبع أخبار الناس وانتقادهم يُعد مضيعة للوقت في "امتحان العمر".
واختتم الداعية الإسلامي، حديثه بالتذكير بالهدي النبوي الشريف: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ"، مؤكدًا أن ترك الاهتمام بعيوب الآخرين جزء أساسي من السلوك الإسلامي الصحيح. وأشار أيضًا إلى الآية الكريمة: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾، التي تؤكد أن حساب الإنسان يوم القيامة فردي، ونجاحه يعتمد على تركيزه على إصلاح نفسه ومراقبة أعماله الشخصية.

النجاح الشخصي مسؤولية فردية
شدد الشيخ رمضان عبد المعز، على أن نجاح الإنسان ونجاته يوم القيامة مشروع شخصي بحت، يعتمد على انشغاله بنفسه وإصلاحها، بعيدًا عن تتبع عيوب الآخرين، مؤكدًا أن الصلاة والانضباط الروحي هما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق السمو النفسي والأخلاقي، ومفتاح الإنسان للعيش بسلام داخلي وسعادة مجتمعية حقيقية.


