رمضان عبد المعز يكشف كيفية تجديد الخطاب الديني مع الأبناء| فيديو
دعا الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي إلى ضرورة تطوير وتجديد أساليب مخاطبة الأبناء عند غرس معاني الإيمان بالله في نفوسهم، مؤكدًا أن الأسلوب المعاصر القائم على الفهم والتبسيط أصبح ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات الفكرية والروحية التي يعيشها الشباب اليوم، متناولًا مفهوم الإيمان وأثره في حياة المسلم بلغة تلامس واقع المجتمع وتستجيب لاحتياجاته المعرفية.
تعليم الأبناء أساسيات الإيمان
أوضح الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أن مخاطبة الأبناء حول حقيقة الإيمان وأهميته يجب أن تكون بطريقة مبسطة بعيدة عن التعقيد، مشيرًا إلى أن ثمرات الإيمان تشمل "خير الدنيا والآخرة"، وأن على الأسرة والمربين استخدام لغة قريبة من عقول الأطفال والشباب، مع الاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية لتوضيح أثر الإيمان في حياة الفرد، ومن ثم تبسيط المفاهيم الدينية لا يعني الابتعاد عن أصول الدين، بل يعني إيصالها بطريقة عصرية تجعل الأبناء أكثر وعيًا وإدراكًا لقيم الإيمان في حياتهم اليومية.
واستشهد رمضان عبدالمعز، بقول الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، مبينًا أن الكثيرين يسيئون فهم هذا المصطلح، ويربطونه بالرفاهية المادية وكثرة الأموال، قائًلا: “الحياة الطيبة ليست في كثرة المال”، لافتًا إلى أن حوادث الانتحار بين الأثرياء دليل واضح على أن الوفرة المادية لا تكفي لتحقيق السعادة. وأوضح أن الحياة الطيبة تتعلق براحة النفس وطمأنينة القلب، وليس بالمظاهر الدنيوية الزائلة.
سكينة الروح لا رفاهية الجسد
وشدد رمضان عبدالمعز، على أن السعادة الحقيقية تكمن في تقوى الله والالتزام بمنهجه، وأن الطمأنينة الروحية هي أساس الحياة الطيبة التي وعد الله بها المؤمنين. وأكّد أن هذه السكينة لا تُقاس بالمال أو الممتلكات، بل تُقاس بالقرب من الله وبقوة الإيمان، مقدمًا شواهد تاريخية تعبّر عن هذا المعنى، أبرزها قصة الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه، الذي صمد أمام التعذيب الشديد وهو يردد: "أحدٌ أحد". وأوضح الشيخ أن قوة الإيمان في قلب بلال جعلته لا يشعر بلهيب الصحراء ولا بمرارة التعذيب، لأن قلبه كان عامرًا باليقين، كما استشهد بقصة ماشطة بنت فرعون التي واجهت العذاب بثبات بعدما أيقنت بالجزاء العظيم الذي ينتظرها في الجنة.
وبيّن رمضان عبدالمعز، أن الحياة الطيبة لا تتعلّق بجسد الإنسان، بل بروحه ونفسه التي تتقوى بالطاعة واليقين، فيما استشهد بحياة النبي الكريم ﷺ، الذي كانت تمر عليه الشهور دون أن يُوقَد في بيته نار، أي دون وجود طعام مطبوخ، ورغم ذلك كان يعيش أسعد الناس لصفاء قلبه وقوة إيمانه، مؤكدًا أن المؤمن حين يضعف جسده تقوى روحه، ويقترب من لقاء الله بفرح، مستشهدًا بقول السلف: “غدًا نلقى الأحبة؛ رسول الله وصحبه”.

رسالة تربوية للأسر والمربين
وفي ختام حديثه، شدد الشيخ رمضان عبدالمعز، على أن تجديد أسلوب الحوار مع الأبناء ضرورة تربوية ودينية، مؤكّدًا أن ربط الشباب بمفاهيم الإيمان الحقيقية يسهم في بناء جيل ثابت على القيم، واعٍ بمعاني السعادة الروحية، ومحصّن ضد الانجراف وراء المظاهر المادية.


