الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

ضعف إدارة بايدن.. زلزال الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين يثير الغبار في واشنطن

الرئيس نيوز

بضربة حاسمة، أثبتت الصين نفسها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط، وأخرجت هدفًا استراتيجيًا لرئيس الوزراء ‏الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مساره ومرة أخرى أوقعت بكين الرئيس بايدن في موقف حرج، فقد جاء إعلان 10 ‏مارس عن اتفاق المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية (التي قطعت في عام 2016) ‏بعد اجتماع قمة استمر أربعة أيام في بكين كالزلزال.‏

ولا تزال تفاصيل الاتفاق الذي توسط فيه الصينيون غامضة، لكن من المحتمل أن يتضمن اتفاقًا إيرانيًا لكبح جماح ‏قوات الحوثي في اليمن التي هاجمت مدنًا ومنشآت نفطية سعودية وأخرى إماراتية، وفقًا لمقال "جد بابين" كاتب ‏العمود في شؤون الأمن القومي والشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن تايمز.‏

ويعتقد "بابين" أن الاتفاقية غير عادية ومهمة لأنها تساهم في سد فجوة الانقسام الديني بين السنة والشيعة والذي غالبا ‏ما يؤدي إلى التوترات والحروب في حين تواجه المملكة العربية السعودية تهديدًا خطيرًا من برنامج الأسلحة النووية ‏الإيراني الذي لا يغيره الاتفاق كثيرًا، ويرجح المقال أن المحرك الرئيسي للخطوة الصينية هو مصالح الصين ‏باعتبارها أكبر زبون للنفط الإيراني.

الصفقة السعودية الإيرانية التي توسطت فيها الصين تجعل من المستحيل على نتنياهو تحقيق اتفاقية السلام مع ‏المملكة العربية السعودية التي قال إنها كانت أولوية عند عودته إلى منصبه في ديسمبر 2022، وتعهد بالتوصل إلى ‏مثل هذا الاتفاق لأنه يدرك أن اتفاقيات إبراهام، التي دبرها الرئيس السابق دونالد ترامب بين إسرائيل والعديد من ‏الدول العربية، لا يمكن أن تنجح بدون مثل هذه الاتفاقية مع السعودية، وبعد اتفاق إيران الذي توسطت فيه الصين ‏مع إيران، لا تستطيع المملكة العربية السعودية إبرام مثل هذا الاتفاق لأن إيران هي ألد أعداء إسرائيل، ‏والسعوديون، كالعادة، يلعبون كلا الجانبين ضد بعضهما البعض في 9 مارس، سعيًا وراء حوافز لاتفاقية شبيهة ‏باتفاقية إبراهام مع إسرائيل، طلب السعوديون من بايدن ضمانات أمنية أمريكية (ضد إيران؟ ومساعدتهم في ‏برنامجهم النووي غير العسكري، والمطلب الأول غير وارد في حين أنهم يتعاملون مع إيران والصين، ولكن ‏الصحيفة ترجح أن واشنطن يمكنها التعامل مع المطلب السعودي الآخر.‏

وزعم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن الصفقة السعودية الإيرانية شيء إيجابي، وقال كيربي عن ‏الصفقة الصينية الإيرانية: "نحن ندعم أي جهد لتهدئة التوترات في المنطقة ونعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهذا شيء ‏عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية"، ولكن الصحيفة تبرز أن هذا خطأ شامل، فلا يوجد ‏دليل واحد على أن الأمريكان "عملوا" من أجل التوصل إلى اتفاقية التي صاغتها بكين وربما لم يكن لديها أدنى ‏فكرة عنها قبل الإعلان عنها. والأهم من ذلك، أن الصفقة السعودية الإيرانية لا يمكن أن تكون في مصلحة أمريكا ‏لأنها تقوي إيران وتضفي الشرعية عليها، وتبعدها أكثر عن المملكة العربية السعودية.‏

وترجح الصحيفة أن الصفقة الصينية الإيرانية هي انعكاس مباشر لضعف إدارة بايدن، ويبدو أن السعوديسن يبحثون ‏عن حصان أقوى لركوبه والأسوأ من ذلك، أنه تم التوصل إلى الاتفاقية في سياق خطاب بكين المهدد للولايات ‏المتحدة بعبارات أكثر سخونة مما استخدمه الصينيون منذ عقود، وقال بايدن مرارًا وتكرارًا إن أمريكا تريد منافسة ‏مع الصين بدلًا من الصراع ودحض وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، هذا الموقف بشكل مباشر في 7 مارس.

وقال المسؤول الصيني الكبير: "من المفترض أن الجانب الأمريكي يريد وضع" حواجز حماية "على العلاقات ‏الصينية الأمريكية وليس صدام"

وتابع تشين قائلًا: “في الواقع، تريد الصين ألا ترد بالقول أو الفعل عند ‏الافتراء أو الهجوم، فهذا مستحيل... وإذا لم يضغط الجانب الأمريكي على المكابح واستمر في السير في الطريق ‏الخطأ، فلن يتمكن أي قدر من الحواجز من إيقاف الانحراف عن المسار والانقلاب إلى المواجهة والصراع ”.

‏وأشار تشين إلى أن تايوان هي "الخط الأحمر الأول" للصين وكرر أن تايوان جزء من الصين ويمكن الاستيلاء ‏عليها بالقوة إذا لزم الأمر.‏

كما ترجح الصحيفة أن الصين لم تنته من التدخل في الشرق الأوسط، وأن التوسط بين الرياض وطهران مجرد ‏خطوة أولى، إذ تخطط لعقد قمة كبرى في وقت لاحق من هذا العام بين مسؤولين إيرانيين وقيادات دول الخليج ‏العربية وبمجرد استضافة بكين للقمة، تقلل الصين من مكانة أمريكا بين المشاركين ومن المؤكد أن أي نتاج للقمة ‏سيقلل بشكل أكبر من نفوذ أمريكا في الشرق الأوسط وأثناء حدوث ذلك، تسعى الصين أيضًا إلى زيادة نفوذها في ‏أمريكا الجنوبية.‏

وأثناء جلسة استماع حديثة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أبلغت النائبة ماريا سالازار اللجنة أن الأرجنتين، ‏وكذلك دولًا مثل فنزويلا وبوليفيا، تسمح للصين بالحصول على موطئ قدم عسكري في أمريكا الجنوبية ويبدو أن ‏النائبة محقة تمامًا فالصين مشاركة بنشاط في تسليح البحرية الفنزويلية بصواريخ مضادة للسفن منذ ما يقرب من ‏ثلاث سنوات، ويقال إن فنزويلا تسمح لسفن البحرية الصينية بدخول موانئها كما تلقت بوليفيا أسلحة صينية ويقال إن ‏هناك محطة عسكرية تديرها الصين في الأرجنتين من أجل عمليات فضائية (أو مضادة للفضاء) وتحاول الصين ‏ملء الفراغ السياسي في أمريكا الجنوبية الذي خلفته سياسة بايدن المهملة بعدم التدخل تجاه أمريكا الجنوبية.‏

إذا كان بايدن قائدًا قويًا، وفقًا للصحيفة، لكان يرد على خطاب الصين المحموم بكلمات هادئة وقوية ولم يكن ليتفاجأ ‏بالصفقة السعودية الإيرانية التي توسطت فيها الصين وكان سيتخذ خطوات لإيقافها وعليه، شخصيًا، أن يتخذ خطوات ‏لتعزيز اتفاقيات إبراهام وتأثير أمريكا على القادة العرب ولكن بايدن ليس قويًا، لذا ستستمر الصين في زيادة نفوذها ‏في الشرق الأوسط.‏