الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر وتركيا تقتربان من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة‎ ‎

اللقاء الذي ضم وزيري
اللقاء الذي ضم وزيري خارجية مصر وتركيا

سلط تقرير تحليلي لموقع "فويس أوف أمريكا" الضوء على زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش ‏أوغلو إلى القاهرة أمس السبت للسعي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وتركيا على الرغم ‏من دعم أنقرة المستمر لتنظيم الإخوان.

وصرّح جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير ‏الخارجية المصري سامح شكري، بأن تركيا "تستخدم علاقاتها من أجل تمديد صفقة ممر الحبوب عبر ‏البحر الأسود"، وهي مبادرة تدعمها الأمم المتحدة تسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا"، وتعتزم تركيا ‏مواصلة دورها كوسيط بين موسكو وكييف.‏

ووفقًا لتحليل "فويس أوف أمريكا"، تشير حقيقة المباحثات بين السفير سامح شكري وجاووش أوغلو ‏انتهاءً بمؤتمر صحفي مشترك إلى حدوث تغيير جذري على مستوى العلاقات بين البلدين بعد ما يقرب ‏من 10 سنوات من تبادل الاتهامات والعلاقات المشوشة بعد الإطاحة بتنظيم الإخوان من السلطة في ‏أعقاب ثورة 30 يونيو الشعبية التي شهدتها مصر.

كما ألمح الدبلوماسيان الكبيران إلى أنه سيتم استعادة ‏العلاقات الدبلوماسية الكاملة قريبًا وسط ذوبان الجليد العام الذي يسود كافة أنحاء الشرق الأوسط والذي ‏كان أبرز تطوراته: الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في ‏عام 2016.‏

وكانت إحدى النقاط الرئيسية التي شدد عليها أوغلو في سياق حديثه للصحفيين في القاهرة هي التداعيات ‏الخطيرة للصراع الروسي - الأوكراني والحاجة إلى تجنب صراع أكثر خطورة وربما تهديداتٍ نووية ‏وأشار وزير الخارجية التركي إلى إن أنقرة ضغطت للحصول على موافقة روسيا على تجديد صفقة حبوب ‏البحر الأسود التي تسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب إلى مختلف دول الشرق الأوسط والعالم الثالث، بما في ‏ذلك مصر.‏

وأضاف جاويش أوغلو أنه بينما تستضيف أنقرة محادثات حول الوضع في محطة الطاقة النووية في ‏زابوريزهزيا الأوكرانية، فإنها تبذل أيضًا جهودًا مع روسيا للسماح بتمديد اتفاقية بيع الحبوب، وكان سفير ‏روسيا لدى الأمم المتحدة قد ألمح إلى أن موسكو وافقت على تمديد الاتفاقية لمدة شهرين بدلًا من 120 ‏يومًا التي تم طلبها.‏

ورجح تقرير "فويس أوف أمريكا" أن هناك تحركًا على قدم وساق في الشرق الأوسط لتخفيف التوترات ‏التي كانت تختمر بين دول المنطقة - مثل مصر وتركيا - وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ‏حريص بشكل خاص على إظهار قدرته على سد ترميم العلاقات بين الدول المعادية إقليميا ودوليا، ويبدو ‏أن تركيا "تريد أن تقول إننا ورقة مهمة في الشؤون السياسية الإقليمية والدولية، ونلعب دورًا استراتيجيًا ‏مهمًا للغاية في التوسط بين الشرق والغرب، على الرغم من حقيقة أننا نمتلك عضوية حلف شمال ‏الأطلسي، الناتو، يمكننا أن تحدث أيضًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما لا يستطيع العديد من ‏قادة دول غربية اليوم التحدث مباشرة إلى بوتين"، وفقًا لأستاذ الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق.‏

ويعتقد بول سوليفان، محلل شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، ومقره واشنطن، أن تمديد اتفاقية ‏ممر الحبوب عبر البحر الأسود يمثل ارتياحًا كبيرًا لمصر، لأن “الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في ‏صدمات كبيرة لأسواق الغذاء والطاقة والسلع وغيرها”.

وأضاف سوليفان: "إن التضخم الجامح في مصر ‏يمكن إرجاع أسبابه الرئيسية إلى الحرب، وقد خلق عبئًا كبيرًا على المصريين وحتى الأمهات والآباء في ‏أحياء الريف يفهمون كيف جعلت الحرب حياتهم أكثر صعوبة"، وتشتري مصر الكثير من الحبوب وزيت ‏عباد الشمس من أوكرانيا وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، متقدمة حتى على الصين.

ويعتقد سوليفان ‏أن "الحفاظ على صفقة البحر الأسود أمر مهم لصحة ورفاهية جميع المصريين الذين عانوا من صدمات ‏كافية مؤخرًا ويحتاجون إلى استراحة لالتقاط الأنفاس من أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن الغذائي".‏

وتعد إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا مهمة لعدة أسباب استراتيجية، من بينها "استغلال العلاقات ‏التركية الجيدة مع إثيوبيا لتخفيف التوترات بشأن سد النهضة"، الأمر الذي تسبب في حالة من القلق في ‏مصر بسبب خشية تعطيل تدفق المياه على نهر النيل.

كما أن التوترات الكامنة بين القاهرة وأنقرة بشأن ‏من يسيطر على أجزاء من ليبيا وموارد الغاز الطبيعي تحت مياه البحر في شرق البحر الأبيض المتوسط ‏جعلت العلاقات بين البلدين متوترة، ولا شك في أن تحسين العلاقات بين البلدين يمكن أن يساهم في تجنب ‏الصراع المحتمل في تلك المناطق أيضًا.‏