الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إرسال قوات أمريكية للشرق الأوسط.. هل يخشى بايدن تداعيات الغياب عن المنطقة؟

الرئيس نيوز

كُرم جنود من الحرس الوطني في ولاية ماساتشوستس هذا الأسبوع في حفل توديع قبل نشرهم في مواقع مختلفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط لدعم الأعمال العسكرية المستمرة للولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأعلنت قيادة الحرس الوطني أن الجنود المتمركزين في كامب إدواردز في كيب كود وفي ويستفيلد هم جزء من الكتيبة الثالثة، فوج الطيران 126 ويتم نشرهم للمشاركة في عملية العزم الصلب ويعد ذلك، وفقًا لتقرير صحيفة wcvb.com الأمريكية رابع انتشار للكتيبة دعما لعملية العزم الصلب والأول منذ عام 2019.

وأكدت صحيفة wcvb.com الأمريكية أن الحرس الوطني في ماساتشوستس هو قوة مكلفة بمهمة مزدوجة، عليهم الاستعداد لتلبية احتياجات الدفاع للولاية وللولايات المتحدة ضمن جهود الدفاع الفيدرالية، وذكرت القيادة الكتيبة بأن مهمتها الأساسية هي القتال والفوز في حروب أمريكا".

ووفقًا لتصريحات الميجور جنرال قال غاري كيفي، مساعد الجنرال في الولاية إنه "مع ما يقرب من اثنتي عشرة عملية نشر لدعم عمليات الطوارئ في الشرق الأوسط، فإن رجال ونساء الفرقة الجوية 126 على استعداد مرة أخرى لخدمة بلادهم في الخارج".

تجدر الإشارة إلى أن الحرس الوطني شارك في كل نزاعات أمريكا منذ تشكيله عام 1636، ومنذ أن بدأت الحروب في الشرق الأوسط في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية 2001، ظل أكثر من 20000 جندي من الحرس الوطني في الخارج، وكانت طائرات من الجناح المقاتل 104 للحرس الوطني في قاعدة بارنز الجوية للحرس الوطني في ويستفيلد جزءًا من جهود لإسقاط بالون تجسس صيني قبالة ساوث كارولينا، وقال العقيد ديفيد مون هالسي كون قائد الوحدة في بيان "نحن فخورون جدا بمشاركتنا اليوم في إطار مهمتنا 24/7/365 لحماية الولايات المتحدة من التهديدات الجوية، أطلقنا طائرتين من طراز إف-15 سي، إيجل لدعم الإسقاط الناجح لمنطاد المراقبة الصيني".

ووفقًا لتقرير موقع دويتش فيله الألماني، يرى الباحث الأمريكي جون بي. ألترمان أن منطقة الشرق الأوسط ستكون علامة بارزة على خارطة صراع المصالح الجيوسياسية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة ما يفسر حرص الولايات المتحدة على إرسال ونشر قوات جديدة في المنطقة.

ورجح ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن التاريخ لا يسير على خط مستقيم، وللأسف يتجاهل الكثيرون هذه الحقيقة، وقد ابتهج البعض في الولايات المتحدة لأنهم يرون أن تراجع أهمية النفط والغاز سوف يعني في القريب العاجل انتهاء المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ولكن ليس الأمر بهذه البساطة في الحقيقة.

وأضاف ألترمان في تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيحية والدولية أن النفط والغاز لن يكونا سلعتين استراتيجيتين في المستقبل البعيد، لكن من المؤكد أنهما سلعتان استراتيجيتان الآن، حيث تساهم الحرب الروسية – الأوكرانية في ارتباك أسواق الطاقة العالمية وتهدد إمدادات التدفئة في أوروبا في الشتاء. ومع ذلك، فإن هذه ليست أزمة قصيرة الأمد.

دورة حياة

كما أكد ألترمان، وهو أحد كبار نواب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ورئيس كرسي زبيجنيو بريجينسكي في الأمن العالمي والجيواستراتيجية أنه من الغريب أن سبب ذلك هو أن الكثيرين تسيطر عليهم فكرة نهاية عصر النفط والغاز فالكثير من المستثمرين ليسوا على استعداد للاستثمار في مجال التنقيب عن الطاقة وفي البنية الأساسية للطاقة، ويرجع ذلك من ناحية لعدائهم لقطاع النفط والغاز لأسباب بيئية، ومن ناحية أخرى بسبب توقع أن دورة حياة أي استثمارات جديدة قصيرة للغاية مما يحول دون استعادة التكاليف.

ورغم الحكمة التقليدية بأن أسعار النفط والغاز سوف تتراجع تدريجيا مع انخفاض الطلب عليها، ليس من المرجح حدوث ذلك. فحقول النفط القديمة تنتج أقل من الجديدة، ومع تضاؤل التنقيب وتراجع الاستثمار في الحقول الموجودة، من المرجح أن تكون النتيجة فترة تنخفض فيها الإمدادات أكثر من انخفاض الطلب، مما يزيد الضغط على الأسعار.

مكاسب على المدى الطويل

يمكن أن يقول البعض إن أي ارتفاع في الأسعار يعتبر مكسبا على المدى الطويل لأنه سيجعل أنواع الوقود البديلة أكثر تنافسية. ولكن قبل أن يحدث ذلك، سوف يرغم اهتمام العالم على العودة للاتجاه نحو الشرق الأوسط، حيث بمقدور شركات الإنتاج المملوكة للدولة الاستثمار في هذا المجال، وحيث أن لديها اهتماما استراتيجيا بمد أجل عصر النفط وذلك بتخفيض الأسعار بما يكفي لإبطاء اللجوء للبدائل.

وترى هذه الشركات أن هناك منطقا بيئيا لمركزيتها المتجددة، نظرا لأن إنتاجها يتسبب في انتشار أقل نسبة كربون في العالم وفي حقيقة الأمر، من المحتمل أن هناك عددا من العوامل ستمنح الشرق الأوسط حصة أكبر في الإنتاج العالمي والاحتفاظ بهذه الحصة مع ظهور البدائل.

ومع ذلك، هناك اندفاع في الولايات المتحدة للخروج من الشرق الأوسط مع تزايد الحديث عن تنافس دائم مع الصين ومع قلق الولايات المتحدة المتزايد بشأن تصرفات الصين في منطقة المحيط الهادئ، يبدو الشرق الأوسط كمعركة الأمس فقد عادت مرة أخرى معركة "لا حرب بسبب النفط" التي أثيرت قبل 20 عاما، وانضم إليها الآن دعاة الحفاظ على البيئة.

ومع اتجاه الولايات المتحدة نحو آسيا، تقوم الصين تدريجيًا بالتوغل في الشرق الأوسط. فالصين تروج لنفسها باعتبارها الترياق لمواجهة الهيمنة الأمريكية فهي لا تلقي محاضرات عن الحكم ولا تطلب شيئا أكثر من الشروط التجارية المحضة ويبدو اهتمام الصين واضحا للقادة في المنطقة تمامًا.