السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«أرس تكنيكا»: أسرار وصفات التحنيط عند الفراعنة

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة أرس تكنيكا المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا إن معظم ما نعرفه عن تقنيات التحنيط المصرية القديمة يأتي من بعض النصوص القديمة بالإضافة إلى نص معين يسميه علماء الآثار وعلم المصريات باسم كتاب طقوس التحنيط، وذكر المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت استخدام النطرون لتجفيف الجسم في تاريخه ولكن هناك القليل جدًا من التفاصيل حول أنواع الأعشاب والزيوت والراتنجات والمكونات الأخرى المستخدمة في هذه العملية التي تنطوي على الكثير من التعقيد، ولحسن الحظ، يساعد العلم في الإجابة عن الأسئلة المحيرة حول تحنيط المصريين القدماء لموتاهم، وسد الثغرات في هذا المجال.

واستخدم فريق من الباحثين التحليل الجزيئي لتحديد العديد من المكونات الأساسية المستخدمة في التحنيط، وفقًا لورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة نيتشر، ويُعتقد أن التحنيط المصري بدأ في فترة ما قبل الأسرات أو حتى قبل ذلك، عندما لاحظ الناس أن الحرارة القاحلة للرمل تميل إلى الجفاف والحفاظ على الجثث المدفونة في الصحراء وفي النهاية، شقت فكرة الحفاظ على الجسد بعد الموت طريقها إلى المعتقدات الدينية المصرية وعندما بدأ المصريون القدماء دفن الموتى في مقابر صخرية، بعيدًا عن الرمال الجافة، استخدموا مواد كيميائية مثل ملح النطرون والراتنجات النباتية للتحنيط.

وبدأ الإجراء عادة بوضع الجثة على طاولة وإزالة الأعضاء الداخلية باستثناء القلب ووفقًا لتاريخ هيرودوت، "إنهم يسحبون أولًا جزءًا من الدماغ من خلال فتحات الأنف بخطاف حديدي، ويحقنون بعض الأدوية في الباقي" لتسييل المادة المتبقية وتنتشر في الدماغ لحفظه، وقد اكتشف علماء الآثار بردية جديدة من كتاب الموتى المصري، ووفقًا للاكتشاف الجديد، بعد ذلك، قام المحنطون بغسل تجويف الجسم بالبهارات ونبيذ النخيل، وخياطة الجسد مرة أخرى، وتركوا النباتات العطرية والأعشاب في الداخل، بما في ذلك أكياس ملح النطرون ثم سُمح للجسد بالجفاف لمدة 40 يومًا وغلق الأعضاء المجففة في برطمانات كانوبية (أو في بعض الأحيان أُعيدت إلى تجويف الجسم) ثم يُلف الجثمان بعدة طبقات من القماش الكتاني، مع وضع تمائم داخل تلك الطبقات لحماية المتوفى من الشر وتم تغليف المومياء الملفوفة بالكامل بالراتنج لإبعاد الرطوبة ووضعها في تابوت (مغلق أيضًا بالراتنج)، ولكن الدراسات تشير إلى أن بعض المواد المستخدمة في التحنيط كان المصريون يحضرونها من خارج مصر.

وذكرت وكالة رويترز: "استخدم المصريون القدماء مجموعة من المكونات الغريبة - بعضها مستورد على ما يبدو من أماكن بعيدة مثل جنوب شرق آسيا - لتحنيط موتاهم، كما يتضح من تحليل جديد للحاويات المكتشفة في ورشة التحنيط التي يزيد عمرها عن 2500 عام والمكتشفة حديثًا".