الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أول تصدع داخل حكومة المتطرفين الإسرائيلية.. إيتمار بن غفير يتحدى نتنياهو

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

لم يكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليميني المحافظ، بنيامين نتنياهو، الذي يترأس تشكيلة حكومية متطرفة، يتعهد أمام ملك الأردن عبد الله الثاني، بالحفاظ على الوضع القائم في مدينة القدس المحتلة، حتى خرج وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المدرج على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة، بتصريحات يؤكد فيه استمراره في سياسة الاقتحامات للمسجد الأقصى، مما يشير إلى بداية التصدعات في حكومة المتطرفيين الإسرائيلية.   

وخلال وقت سابق، حذرت مصر والأردن وفلسطين ممثلة في رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من مساعي إسرائيل إحداث تغيير في الوضع التاريخي لمدينة القدس، واتباع سياسات تفضي إلى تهويد القدس، وتمسك الزعماء الثلاثة في بيان مشترك إثر اجتماع في القاهرة، على ضرورة إقامة دولة فلسطينة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على استمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات الفلسطينية. 

واقتحم الوزير المدرج إرهابيًا، بن غقير المسجد الأقصى، مما تسبب في موجة اضطراب جديدة في المدينة المحتلة، وأدانت مصر وغالبية الدول العربية عملية الاقتحام، وحذروا من تبعات تلك السياسات التي ستفضي إلى موجة عنف جديدة في فلسطين المحلتة.

وتحدثت تقارير عن مؤشرات تفيد بتصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب على خلفية السياسات الإسرائيلية في المنطقة، وأن المكالمة الهاتفية التي تمت بين نتنياهو والرئيس السيسي في أعقاب تولي الأول رئاسة الحكومة مطله يناير الجاري، وأكد الرئيس السيسي خلال المكالمة على ضرورة حفاظ على الوضع التاريخي لمدينة القدس، وقد تعهد نتنياهو بذلك، لكن حدث اقتحام بن غفير للمدينة المحتلة، مما وتر الأجواء بين القاهرة وتل أبيب، إذ اعتبرت القاهرة الأمر بمثابة نقض للعهود، وعدم الإلتزام بالاتفاقيات.

لقاء ملك الأردن ونتنياهو

ووفق صحيفة "هاآرتس" العبرية، نقلًا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن السلطات الإسرائيلية ستعمل على إبقاء الوضع في مدينة القدس المحتلة كما هو دون أي تغيير، مع احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى.

وكان بنيامين نتنياهو قد زار، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، العاصمة الأردنية عمان، والتقى بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهي الزيارة الخارجية الأولى لنتنياهو منذ توليه مقاليد الأمور في تل أبيب، الشهر الماضي.

وخلال وقت سابق، ذكر الديوان الملكي الأردني، في بيان: "الملك عبد الله الثاني يشدد خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعمان على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف وعدم المساس به".

وأكد الملك عبد الله على "ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددًا على ضرورة وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام".

فيما أوضح بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء بين نتنياهو وعاهل الأردن في عمّان تطرق إلى القضايا الإقليمية وتعزيز التعاون الاستراتيجي والأمني ​​والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يسهم في استقرار المنطقة.

إيتمار بن غفير

تحدي إيتمار بن غقير 

بدوره، وفي أول رد فعل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اليوم الأربعاء، إنه سيواصل اقتحاماته للمسجد الأقصى في القدس الشرقية، في تحدي للتعهد، الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال لقائهما، في عمّان.

ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية، عن بن غفير قوله في تصريح، "مع كل الاحترام للأردن، قمت بذلك، وسأستمر في الصعود إلى جبل الهيكل (إشارة إلى المسجد الأقصى)".

أضاف بن غفير، "دولة إسرائيل مستقلة، وليس عليها وصاية من أي دولة أخرى". 

ووصفت قناة "كان" هذه التصريحات بـ "التحدي" لنتنياهو، الذي تعهد للعاهل الأردني بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى.

كان نتنياهو والملك عبد الله الثاني، قد بحثا أمس الثلاثاء، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية. وذلك في لقاء علني، هو الأول الذي يجمعهما، منذ 2018.

نتنياهو والملك عبد الله

أجواء إيجابية

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن مصادر، إن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية؛ وتعهد نتنياهو بالحفاظ على الوضع القائم في القدس.

جاءت الزيارة في ظل توتر العلاقات بين الجانبين، في أعقاب اعتراض الشرطة الإسرائيلية طريق السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي، لدى دخوله إلى المسجد الأقصى، يوم الثلاثاء الماضي.

كما يأتي، بعد اقتحام بن غفير، مطلع الشهر الجاري، للمسجد الأقصى، الذي يقع تحت الوصاية الأردنية؛ بالتنسيق مع نتنياهو نفسه.

وتشهد العلاقات الأردنية – الإسرائيلية، بين الحين والآخر، توترات على خلفية محاولات السلطات الإسرائيلية تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، والمساس بمكانة الأردن كراع للأوقاف الإسلامية.