صور تظهر بدء إثيوبيا في تجفيف الممر الأوسط للتخزين الرابع لـ"سد النهضة"

في تحد جديد للقانون الدولي، وفي انتهاك لجميع الأعراف الدولية عند إقامة مشروعات مائية على أنهار مشتركة، تجهز إثيوبيا لملء رابع لـ"سد النهضة" الذي تبنيه على مياه النيل الأزرق من دون التوصل إلى اتفاقات قانونية بشأن ملء وتخزين السد مع دولتي المصب (مصر والسودان)، وقد فشل الاتحاد الأفريقي، وكذلك المؤسسات الدولية مجلس الأمن والأمم المتحدة، في إلزام أديس أبابا بالانخراط في مفاوضات جادة بشأن ملء وتخزين السد.

ومن المؤكد أن للسد الخرساني الذي تدور حوله شكوك كبيرة بشأن سلامته الإنشائية، تأثيرات خطيرة على حصتي مصر والسودان من مياه النيل، فضلًا عن الإضرار البالغة للبيئة جراء التخزين غير الآمن لبحيرة السد. وحذرت مصر مرارًا من أن سلوكيات أديس أبابا وعدم انخراطها الجاد في مفاوضات وفق القانون الدولي، سيؤدي إلى اضطرابات غير مسبوقة في منطقة القرن الأفريقي، وأن مصر لن تسمح بالمساس بحصتها المائية بأي شكل من الأشكال. 

ووفق منشور على موقع “فيسبوك” يقول الخبير الدولي في المياه، عباس شراقي، إن إثيوبيا بدأت في تجفيف الممر الأوسط تمهيدًا للتخزين الرابع.

يضيف شراقي: “أظهرت صور الأقمار الصناعية (لاندسات) الأحد 8 يناير 2023 فتح بوابتى التصريف كما كان متوقعًا بعد فشل التوربينين فى إمرار المياه الزائدة (أعلى من منسوب 600 م) والتى تمر أعلى الممر الأوسط والتى تقدر فى يناير بحوالى 26 مليون متر مكعب يوميا، وكان المفروض أن توربين واحد فقط لو كان يعمل بكفاءة أن يمرر هذه المياه حيث أنه يستطيع إمرار حوالى 50 مليون متر مكعب/ يوم، كما تظهر الصور توقف التوربينين عن العمل مع استمرار عبور المياه أعلى الممر الأوسط والتى سوف تتوقف خلال يوم أو يومين على الأكثر مما تؤدى إلى تجفيف الممر الأوسط تمهيدًا لبدء الأعمال الخرسانية لزيادة ارتفاع جانى السد والممر الأوسط”.

تابع: “التخزين الرابع يعد الخرق السادس لإعلان مبادئ سد النهضة مارس 2015، وجميع الاتفاقيات السابقة، والبيان الرئاسى لمجلس الأمن سبتمبر 2021، وجميع الأعراف الدولية عند إقامة مشروعات مائية على أنهار مشتركة”.

أوضح شراقي: “الخروقات السابقة هى التخزين الأول 2020، والثانى 2021، وتشغيل أول توربين فبراير 2022، والتخزين الثالث، وتشغيل التوربين الثانى أغسطس 202”.