الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

يوراسيا ريفيو: الحرب السياسية وحدها لن تكفل أي انتصار لواشنطن أمام الصين

الرئيس نيوز

في تقريره أمام المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي في أكتوبر، أشاد الرئيس الصيني شي جين بينج بالتقدم الذي تم إحرازه على مدى العقد الماضي تحت قيادته لتعزيز التجديد العظيم للأمة الصينية على الصعيدين المحلي والدولي. 

ووفقًا لكلمته، يحدث هذا التقدم في عصر "التغييرات الجسيمة لما لم نشهده منذ قرن والتي تتسارع في جميع أنحاء العالم" على مستوى ميزان القوى الدولي، مما يوفر للصين فرصًا إستراتيجية جديدة في متابعة التنمية ولفت إلى أن أحد أعمدة خطته لتحقيق تجديد شباب الصين والظهور كأمة بارزة في المنطقة وخارجها هو تقليص الأرضية الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والمعيارية في المنطقة التي يمكن للولايات المتحدة أن تحافظ عليها وتبنيها وتثبت قوتها ونفوذها لأن الصين تعلم أنه لا يوجد توازن مادي أو غير مادي بدون الولايات المتحدة. 

بالإضافة إلى ذلك، كلما زادت قدرة الصين على إضعاف عزم حلفاء الولايات المتحدة والدول الأخرى على دعم المبادرات التي تقودها واشنطن لمواجهة بكين ومصداقية نظام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كلما كانت الأرضية أصغر وأضعف لواشنطن للحفاظ على موطئ قدمها في الأراضي البعيدة وكلما اقتربت الصين من هدفها المتمثل في التفوق.

وتعتمد الخطة الصينية على بناء "قوة وطنية شاملة" لا مثيل لها يمكن أن تستخدمها الصين لإغواء الدول الأخرى أو إجبارها على السير في ركاب الصين، وفقًا لتحليل موقع يوراسيا ريفيو، وتحتوي تلك القوة الوطنية على عناصر مادية وغير مادية، لذا تركز بكين بشكل كبير على الحرب السياسية في شكل المعلومات وعمليات التأثير، علاوة على أهمية كبيرة للرأي العام والحرب النفسية والقانونية ولا تقتصر النية الصينية على التشويش أو إحداث الأذى فحسب، بل تهدف إلى صياغة الروايات الكبرى وتوجيهها، وهذا التكتيك فعال للغاية لأن مثل هذه الروايات تحدد كيفية تفسير المعلومات والمواقف بشكل انعكاسي، وبالتالي التحكم في التصورات حول ما يبدو ممكنًا أم لا، وما يبدو حكيمًا وليس متهورًا، وما يبدو عقلانيًا وفي مصلحة المرء على المدى الطويل وتحدد الروايات الكبرى كيف يفكر المرء في مشكلة أو قضية أو تطور وبذلك، فإنهم يحددون مسبقًا نطاق الخيارات والحلول "المعقولة" التي نعتقد أنها متوفرة.

عندما يتعلق الأمر بالمعلومات وعمليات التأثير في الخارج، تميل الولايات المتحدة والدول الحليفة، مثل أستراليا، إلى التركيز على مواجهة وردع الإجراءات الصينية التي تضر بشكل مباشر بمصالحها ومن حيث المبدأ والممارسة، والسياسات والجهود الحالية، فإنها لا ترقى إلى مستوى المشاركة الاستباقية في المعلومات والتأثير في العمليات، أي تشكيل الأطر النفسية والمعرفية في البلدان الأخرى من حيث كيفية فهمهم والاستجابة لسياسات وإجراءات الولايات المتحدة وحلفائها بدلًا من مواجهة جهود دولة أخرى فقط.