الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

دفاع عن المتظاهرين.. الحرس الثوري يحذر أحد أبرز رجال الدين السنة في إيران

مولاي عبد الحميد
مولاي عبد الحميد رجل الدين السني في إيران

اتهم الحرس الثوري الإيراني رجل دين سنيا بالتحريض ضد الجمهورية الإسلامية وحذره من أن ذلك قد يكلفه ثمنا باهظا بعد أن قال رجل الدين إن مسؤولين بينهم الزعيم الأعلى يتحملون المسؤولية عن مقتل العشرات في مدينة زاهدان الشهر الماضي.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 على الأقل في حملة قمع أعقبت صلاة الجمعة في زاهدان، جنوب شرق البلاد، يوم 30 سبتمبر أيلول، في أحد أعنف الاضطرابات خلال خمسة أسابيع من الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني.

وقال مولاي عبد الحميد رجل الدين السني البارز في زاهدان خلال خطبة الجمعة أمس إن مسؤولين من بينهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي -أكبر مسؤولي الدولة ذات الأغلبية الشيعية- مسؤولون أمام الله عن القتلى الذين سقطوا يوم 30 سبتمبر أيلول، بحسب رويترز.

وأفاد بيان مقتضب على موقع “سباه نيوز” الإخباري الرسمي للحرس الثوري “السيد عبد الحميد، تشجيع الشباب وتحريضهم ضد جمهورية إيران الإسلامية المقدسة قد يكلفك ثمنا باهظا! هذا هو التحذير الأخير!”.

وشكلت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني، وهي كردية إيرانية توفيت عن عمر 22 عاما بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب “ملابسها غير اللائقة”، أحد أكثر التحديات جرأة التي تواجه سلطات الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.

وعلى الرغم من أن الاحتجاجات لا تبدو على وشك الإطاحة بالحكومة، فقد اجتاحت الاضطرابات البلاد بأكملها بما في ذلك المناطق التي تضم أقليات عرقية لديها مظالم طويلة الأمد لدى الحكومة.

وزاهدان هي عاصمة إقليم سيستان-بلوشستان المضطرب جنوب شرق إيران الواقع على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وهو معقل أقلية البلوش العرقية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية وقت أحداث العنف في 30 سبتمبر أيلول أن “مسلحين مجهولين” فتحوا النار على مركز للشرطة، مما دفع قوات الأمن إلى الرد بإطلاق النار.

وقال الحرس الثوري إن خمسة من أفراده ومن متطوعي قوة الباسيج قتلوا خلال عنف 30 سبتمبر أيلول. وألقت السلطات باللوم على جماعة بلوشية متشددة. ولم تعلن هذه الجماعة ولا أي فصيل آخر الضلوع في العنف.

المزيد من الاحتجاجات

أفادت وكالة الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا) اليوم السبت بأنه بعد اندلاع الاحتجاجات مجددا في زاهدان أمس الجمعة، قال نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ماجد مير أحمدي، إن الهدوء عاد.

وقال إن 150 “مخربا هاجموا ممتلكات عامة، بل ومحلات يمتلكها سُنة”.

ونقلت إرنا عن أحمد طاهري، قائد الشرطة الإقليمي، قوله أمس الجمعة إن الشرطة اعتقلت 57 من “مثيري الشغب” على الأقل بعد أن ألقى متظاهرون الحجارة وهاجموا البنوك في مدينة زاهدان.

وقال التلفزيون الرسمي إن ما يصل إلى 300 محتج شاركوا في مسيرة في المدينة بعد صلاة الجمعة. وأظهرت لقطات التلفزيون بنوكا ومتاجر محطمة النوافذ.

ووصف رجل الدين السني عبد الحميد سقوط القتلى في 30 سبتمبر أيلول بأنه مذبحة، قائلا إنه تم إطلاق أعيرة نارية على الرؤوس والصدور. وقال في خطبة نشرت على موقعه على الإنترنت “قُتل العشرات هنا. ليس لدي العدد الدقيق. تحدث البعض عن 90، وقال البعض إن العدد أقل من ذلك، والبعض يقول إنه أكثر”.

وتقول منظمات حقوقية إن الحكومة مارست التمييز منذ فترة طويلة ضد الأقليات العرقية، ومن بينها الأكراد الذين احتدمت الاضطرابات في منطقتهم بشكل خاص منذ وفاة أميني، وفي المقابل تنفي الدولة اتهامات التمييز.

وألقت إيران اللوم في الاضطرابات على ما قالت إنهم مجموعة من الأعداء من بينهم انفصاليون مسلحون. وهاجم الحرس الثوري قواعد لجماعات كردية إيرانية مسلحة في العراق.

وسعى المحتجون إلى التأكيد على الوحدة الوطنية بهتافات تعبر عن التضامن بين العرقيات المختلفة.

وأفادت منظمة هينجاو الحقوقية بأن أصحاب المتاجر بدأوا إضرابا اليوم السبت في سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني وفي سقز، مسقط رأس أميني، بالإضافة إلى مدينة بوكان شمال غرب البلاد.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أمس الجمعة إن أكثر من 244 محتجا قتلوا خلال الاحتجاجات على مستوى البلاد، من بينهم 32 قاصرا. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن ما لا يقل عن 26 فردا من قوات الأمن قتلوا خلال الاضطرابات.