الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تصعيد محفوف بالمخاطر.. رئيسة تايوان: الحرب مع الصين ليست خيارا على الإطلاق

تصعيد بين الصين وتايوان
تصعيد بين الصين وتايوان محفوف بالمخاطر

على وقع العواصف المستمرة التي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في أغسطس وتتركز في المضيق، حيث تواصل بكين تأهبها العسكري ومناوراتها الواسعة، قالت رئيسة تايوان تساي إينج وين، اليوم الاثنين، إن المواجهة المسلحة مع الصين «ليست خيارا على الإطلاق»، لكنها تعهدت بتعزيز دفاعات الجزيرة وكررت استعدادها لإجراء محادثات مع بيجين.

وفي خطابها بمناسبة العيد الوطني قالت رئيسة تايوان «أريد أن أوضح لسلطات بيجين أن المواجهة المسلحة ليست خيارًا على الإطلاق للجانبين، لن يكون هناك أي أساس لاستئناف التفاعل البناء عبر مضيق تايوان إلا من خلال احترام التزام الشعب التايواني بسيادتنا وديمقراطيتنا وحريتنا».

ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة تحت تهديد متواصل باحتمال وقوع غزو صيني، إذ إن بيجين تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها ولا تستبعد استعادتها ولو تَطلّب ذلك اللجوء إلى القوة العسكرية، وقد فاقمت الحرب الروسية الأوكرانية هذه المخاوف.

وشبهت تساي إينج وين في خطابها الغزو الروسي لأوكرانيا بهدف بيجين المعلن بالسيطرة مستقبلًا على تايوان قائلة «لا يمكننا إطلاقًا تجاهل المخاطر التي تثيرها عمليات التوسع العسكري هذه على النظام العالمي الحر والديمقراطي».

وانفصلت تايوان عن الصين في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949.

وتصف الصين رئيسة تايوان -التي أُعيد انتخابها بأغلبية ساحقة في 2020 على وعد بالوقوف في وجه بيجين- بأنها انفصالية وترفض التحدث إليها.

وتأتي كلمة تساي قبل أقل من أسبوع من افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في بيجين.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الرئيس شي جين بينج في هذا المؤتمر بولاية ثالثة مدتها خمس سنوات.

وقالت تساي إن تايوان ستظهر للعالم أنها تتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها، مضيفة أن بلادها تزيد من إنتاج الصواريخ الدقيقة التوجيه والسفن البحرية العالية الأداء، وتعمل على اقتناء أسلحة صغيرة سريعة الحركة تضمن استعداد تايوان التام للرد على «التهديدات العسكرية الخارجية».

كما شددت على ضرورة تعبئة وتدريب المزيد من المدنيين للعمل مع الجيش -وهي الاستراتيجية التي طبقتها أوكرانيا- وقالت «كل مواطن هو حارس لأمتنا».

وأثار هذا التوتر العسكري المخاوف، خاصة في الولايات المتحدة، بسبب تركّز صناعة الرقائق الإلكترونية في تايوان.

وحول هذا الموضوع قالت تساي «سنواصل الحفاظ على مزايا تايوان وقدرتها في عمليات تصنيع أشباه الموصلات الرائدة، وسنساعد على إعادة الهيكلة لسلسلة توريد أشباه الموصلات على مستوى العالم، بما يمنح شركات أشباه الموصلات (التايوانية) دورًا عالميًّا أكثر أهمية».

وفي السنوات الأخيرة صعّد الرئيس الصيني شي جين بينج الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على تايبيه، وجعل من مسألة استعادة تايوان بندًا رئيسيًّا في مشروعه التاريخي لـ«تجديد الشباب الوطني»، كما يُعد شي جين من حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقرّبين.

وتتفوق الصين على تايوان عسكريًّا، إذ إن لديها أكبر جيش في العالم من حيث العدد، وقد أمضت عقودًا في تعزيز قدراتها العسكرية.

وتعهدت بكين، التي تقول إن تايوان هي إحدى مقاطعاتها، بإخضاعها لسيطرتها ولم تستبعد استخدام القوة لفعل ذلك.

وتعارض حكومة تايوان بشدة مطالبات الصين بالسيادة وتقول إن سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليونا هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلها.