الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تهور روسي.. انتقادات دولية بعد إعلان بوتين ضم مناطق أوكرانية لروسيا

بوتين ورؤساء الأقاليم
بوتين ورؤساء الأقاليم الأربعة

شهد الكرملين أمس الجمعة، حدثا تاريخيا يتمثل في توقيع اتفاقيات انضمام أربع مناطق أوكرانية وهم: زاباروجيا، وخيرسون، لوجانسك، ودونيتسك، إلى روسيا الاتحادية.

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار ضم أربع مناطق من أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية رسميًا، بعد استفتاءات ندّد بها المجتمع الدولي.

وفي خطاب حماسي معاد للغرب في الكرملين، أعلن بوتين أن الموجودين في هذه الأقاليم مواطنون روس إلى الأبد.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أن صواريخ روسية ضربت عددا من السيارات المدنية في زاباروجيا، وهو ما نجم عن ذلك مقتل 25 شخصا وأصيب أكثر من 60 آخرين.

وقال الرئيس الروسي، في خطاب ألقاه أمام المئات من كبار الشخصيات في قاعة سان جورج في الكرملين، إنها إرادة الملايين من الناس.

وفي كلمته التي قاطعها مرارا تصفيق الحضور، حث بوتين أوكرانيا على وقف الأعمال العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات.

ويأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من انتهاء عمليات تصويت وصفت بأنها استفتاءات نظمت على عجل، بينما يزعم مسؤولون موالون لموسكو في تلك المناطق أنّ نتيجتها جاءت لصالح الانضمام لروسيا بنسبة 99% من الأصوات.

إدانات واسعة

وعقب إعلان بوتين ضم المناطق، أعرب المجلس الأوروبي الذي يضم زعماء الاتحاد الأوروبي عن رفضه وإدانته بشكل قاطع ضمّ الأراضي روسيا للمناطق الأوكرانية، ولن يكون لذلك أي أثر قانوني.

وقال المجلس الأوروبي، في بيان، إن روسيا انتهكت بشكل صارخ الحقوق الأساسية لأوكرانيا في الاستقلال، مؤكدا عدم الاعتراف بهذا الضمّ غير القانوني، وعن الوقوف بحزم إلى جانب أوكرانيا، وتشديد عقوباته على موسكو.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن هذه الخطوة لن تغير أي شيء، وإن جميع الأراضي التي احتلها الغزاة الروس بشكل غير قانوني هي أراض أوكرانية.

أوكرانيا ترد

ووصفت أوكرانيا التصويت بأنه زائف وغير شرعي، وأنه جرى تحت تهديد السلاح، وطلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي عضوية سريعة في حلف الناتو.

وفي منشور على -تيلجرام- قال زيلينسكي: لقد أثبتنا بالفعل توافقنا مع معايير التحالف، ونحن نتخذ خطوة حاسمة بالتوقيع على طلب أوكرانيا التعجيل بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وكانت كييف تعهدت باستعادة كامل الأراضي التي استولت عليها الروس، وقالت إن قرار روسيا ضمّ الأراضي، قضى على أي فرصة لإجراء محادثات.

بايدن يحذر

وأدان الرئيس الأمريكي جو بايدن ما وصفه بأنه محاولة روسيا الاحتيالية لضم أربع مناطق في أوكرانيا.

وقال بايدن إن روسيا تنتهك القانون الدولي وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة وتظهر ازدراءها للدول السلمية في كل مكان.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستحترم دائما حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، وسنواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها من خلال تقويتها عسكريا ودبلوماسيا، بما في ذلك من خلال 1.1 مليار دولار من المساعدات الأمنية الإضافية التي أعلنتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وحذر الرئيس الأمريكي، روسيا، من أن بلاده لن تخاف من التهديدات المتهورة.

بوتين يهدد

وبدا بوتين يعلن تهديدا مبطنا، باستخدام الأسلحة النووية، للدفاع عن المناطق الجديدة التي ضمتها روسيا.

وجاء أغلب ما في الخطاب الأخير لبوتين، موجها للغرب، وقال إن الولايات المتحدة، خلقت سابقة باستخدام السلاح النووي، ضد اليابان، في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو الكلام الذي اعتبره الغرب تهديدا قويا.

وكان بوتين قد أكد الأسبوع الماضي، أن بلاده لديها العديد من أنواع أسلحة الدمار الشامل، وسوف نستخدم كل الأسلحة المتاحة لدينا، وأنا لا أخادع.

وأكد أن أي هجوم على الأراضي المنضمة حديثا، سينظر إليه على أنه هجوم على الأراضي الروسية، وهو ما يعني تصعيدا حربيا.

من جانبه، وصف بايدن، تصريحات نظيرة الروسي، بوتين بالكلمات المتهورة، مؤكدًا أن التهديدات لن تخيفهم.

وقال بايدن -في تصريحات في البيت الأبيض- إن أمريكا وحلفاؤها، لن يخافوا، ثم وجه كلماته للرئيس الروسي بشكل مباشر، موجها سبابته نحو الكاميرا، قائلا أمريكا مستعدة بالكامل، مع حلفائها في الناتو، للدفاع عن كل شبر من أراضي الدول الأعضاء.

وواصل بايدن: سيد بوتين، لا تستخف بكلماتي، أنا أعني كل شبر.

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إن بريطانيا ستزيد من العقوبات على روسيا بعد الضم غير الشرعي.

وأضاف أن الإجراءات الجديدة ستحد من وصول روسيا لمؤسسات تجارية كبيرة وخدمات المعاملات ومنع تصدير 700 سلعة أساسية في عمليات التصنيع.

وفي إيطاليا، قالت جورجيا ميلوني -التي فاز حزبها الذي يمثل أقصى اليمين بالانتخابات العامة في إيطاليا الأسبوع الماضي- إن بوتين يمثل مرة أخرى الإمبريالية الجديدة، التي تضاهي الأسلوب السوفياتي، والذي يهدد أمن القارة الأوروبية بأكملها.

وأدانت ماغدالينا أندرسون، رئيسة الوزراء السويدية، ضم الأراضي الأوكرانية الذي رأته غير شرعي ووصفت الخطوة الروسية بالمسرحية الهزلية تماما.

وأكدت كوريا الجنوبية أنها لا تعترف، بضم روسيا هذه المناطق، مؤكدة سيادة أوكرانيا عليها، وعلى كامل أراضيها، ويجب حماية استقلالها.

قالت وزارة الخارجية التركية، السبت، إنها ترفض ضم روسيا لأربع مناطق في أوكرانيا، مضيفة أن القرار يعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

وحافظت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، على توازن دبلوماسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وتعارض أنقرة العقوبات الغربية على روسيا ولها علاقات وثيقة مع كل من موسكو وكييف، جيرانها في البحر الأسود، كما انتقدت الغزو الروسي وأرسلت طائرات مسيرة مسلحة إلى أوكرانيا.

وبينما كان بوتين يلقي خطابه في موسكو، على بعد نحو 750 كيلومترا، كانت قواته تتعرض للحصار، من قبل القوات الأوكرانية، في ليمان، وهي مدينة استراتيجية، مهمة شرقي منطقة دونيتسك، إحدى المقاطعات الأربع التي ضمها.

وكان الجيش الأوكراني حريصا على سرعة تجقيق إنجاز عسكري، بحيث تتقدم القوات لأكبر قدر ممكن في المنطقة، وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، القوات الأوكرانية، في قلب مدينة يامبيل، الواقعة على بعد 16 كيلومترا شرقي ليمان.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، الجمعة، إنها استعادت قرية دروبيشيف، على بعد 8 كيلومترات شرقي ليمان.

وفي زابوريجيا، قتل نحو 30 شخصا، في قصف صاروخي روسي، استهدف قافلة، من سيارات المدنيين.

وفي الوقت نفسه، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، كان ينص على إدانة ضمها للمناطق الأوكرانية، وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن ما جرى كان محاولة غير مسبوقة، لإدانة عضو دائم في مجلس الأمن.

وقد كان تصرف روسيا متوقعا قبل تقديم مشروع القرار، الذي امتنعت الصين، والهند عن التصويت عليه.