السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تطورات الأزمة الأخيرة.. ليبيا تعاني من أكثر المعارك دموية منذ سنوات

الرئيس نيوز

نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية صورًا لتصاعد أعمدة الدخان في السماء في أعقاب اشتباكات طرابلس خلال الأيام القلية الماضية، وقالت الشبكة في تقريرها إن أسوأ جولة من القتال في ليبيا منذ عامين ضربت العاصمة طرابلس فجأة منذ يوم السبت وتناول التقرير بالشرح والتحليل الأسباب التي أدت إلى العنف، وحاول أن يستشف كيف يمكن أن تسير الأمور في المستقبل القريب.
كيف تكشف عن الخلاف الأخير؟
أدت عملية السلام الأخيرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة بتفويض للإشراف على الانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، لكن لم يتم الاتفاق على قواعد التصويت وانهارت الاستحقاق الانتخابي وفي شرق ليبيا، أعلن البرلمان أن حكومة الدبيبة لم تعد غير شرعية وعين حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا ولكن رفض الدبيبة تحركاته قائلا إنه لن يتنازل عن السلطة إلا بعد الانتخابات.
وقتل ما لا يقل عن 32 شخصا في اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس، وفي الأثناء، كانت فصائل غرب ليبيا التي انضمت ضد حفتر تتصارع مرة أخرى على موقع في طرابلس مع مناوشات عرضية، ورأى البعض في باشاغا أفضل رهان للتقدم نحو الاستقرار المنشود، وحاول باشاغا دخول طرابلس بعد فترة وجيزة من تعيينه في مارس الماضي ولكن الفصائل الموالية للدبيبة منعت موكبه ثم حاول مرة أخرى في مايو، لكنه غادر طرابلس بعد تبادل إطلاق نار قصير.
مع مرور الأشهر، تحولت التحالفات والائتلافات بين فصائل طرابلس حيث حاول كل من الدبيبة وباشاغا استمالة اللاعبين الرئيسيين وفي شوارع طرابلس، احتكّت القوات المسلحة بعضها ببعض وعندما اندلع القتال بين مجموعتين ليل الجمعة، بدأت الفصائل المتحالفة مع باشاغا في شن ما بدا أنه هجمات منسقة في محاولة جديدة لاستلام مقاليد منصبه في العاصمة ولكن هذه الخطوة فشلت، وتركت الدبيبة على ما يبدو أكثر رسوخًا.
ما هي فرص التسوية السياسية؟
أظهر الفصيل الشرقي القوي لحفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح القليل من الاستعداد للتنازل عن هدفه المتمثل في إزاحة الدبيبة وتنصيب باشاغا محله، ومع ذلك، مع عدم قدرة باشاغا على بناء تحالف من الفصائل الغربية التي يمكنها تنصيبه في طرابلس، فقد يتعين عليهم التفكير مرة أخرى كما ساهم استمرار الوجود العسكري التركي حول طرابلس في تعقيد الأوضاع، حيث حافظت أنقرة على قواعد جوية بطائرات بدون طيار بعد المساعدة في صد هجوم شرق البلاد في عام 2020، ما يعني أن هجومًا آخر لحفتر ضد العاصمة يبدو بعيد الاحتمال في الوقت الحالي، ونشرت صور لسيارات تحترق في الشارع خلال اشتباكات في طرابلس بليبيا مع اندلاع قتال بين الفصائل في نهاية الأسبوع.
وأثار بعض السياسيين فكرة محاولة أخرى لتشكيل حكومة جديدة يمكن لجميع الأطراف قبولها - وهو أمر من المرجح أن يحاول الدبيبة منعه وفي غضون ذلك، توقفت الجهود الدبلوماسية وأصبح الاتفاق على كيفية إجراء الانتخابات كحل دائم للخلافات السياسية في ليبيا بعيدًا أكثر من أي وقت مضى وتعرقلت الجهود الدولية للتوسط في اتفاق بسبب الخلاف بين الدول المعنية وبين الفصائل المحلية التي يعتقد العديد من الليبيين أنها تريد تجنب الانتخابات من أجل التمسك بالسلطة كما يخشى العديد من سكان ليبيا الذين يبلغ عددهم حوالي 7 ملايين نسمة أن هذا يعني أنه مهما كانت الفترة المقبلة من المفاوضات وتحديد المواقع، فلن يتبعها إلا اندلاع آخر للعنف.
كيف تؤثر الاضطرابات على النفط الليبي؟
لطالما كانت السيطرة على عائدات الصادرات الليبية الرئيسية، وإنتاجها النفطي الذي يصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، أكبر جائزة لجميع الفصائل السياسية والعسكرية الرئيسية وأوقفت مجموعات الإنتاج مرارًا وتكرارًا من قبل كتكتيك للضغط على الحكومة في طرابلس، حيث يتم تحويل جميع عائدات مبيعات النفط الأجنبية إلى البنك المركزي من خلال اتفاقيات دولية، لذا فقد أصبحت صناعة النفط في ليبيا في حالة من الفوضى عندما يحتاجها العالم أكثر من أي وقت مضى بالتزامن مع تداعيات الحرب في أوكرانيا على أسواق النفط.
ميدانيًا، يمتد نفوذ قوات الجيش الوطني الليبي والقوات المتحالفة معه عبر معظم الأراضي التي تشمل حقول النفط الرئيسية والصادرات كما يشمل ذلك النفوذ حقول النفط الرئيسية ومحطات التصدير، وكان الجيش الوطني مسؤولا عن أكبر عمليات إغلاق في السنوات الأخيرة وانتهى الإغلاق الأخير، الذي قلص الصادرات بنحو النصف، عندما استبدل الدبيبة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بحليف لحفتر وهي خطوة اعتبرها البعض محاولة لمغازلة القائد الشرقي وجعله أكثر انفتاحًا على صفقة سياسية.
قد يكون ذلك كافيًا لوقف إغلاق آخر بينما تعمل الفصائل الموالية لباشاغا على خطوتها التالية ولكن التشابك السياسي في ليبيا حتى الآن بعيد عن الحل، ويبدو أن هناك احتمال ضئيل بأن صادرات النفط ستظل دون تغيير لفترة طويلة جدًا.
كيف انهار السلام الهش في ليبيا؟
ظهرت خطوط الصدع الليبية على السطح عندما اتخذت الجماعات المحلية مواقف مختلفة في انتفاضة 2011 التي دعمها الناتو والتي أطاحت بمعمر القذافي وخرجت محاولات الانتقال الديمقراطي عن السيطرة بسبب قيام الجماعات المسلحة ببناء قواعد قوة محلية واندماجها حول الفصائل السياسية المتنافسة، والسيطرة على الأصول الاقتصادية، وأهمها حقول النفط الليبية.
وبعد معركة للسيطرة على طرابلس في عام 2014، تحرك فصيل يضم معظم أعضاء البرلمان شرقا واعترف بخليفة حفتر قائدا للجيش، وشكل في النهاية حكومة موازية كما أدى اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة جديدة في طرابلس، لكن الفصائل الشرقية رفضت الاتفاق وهاجم الجيش الوطني الليبي العاصمة في عام 2019.
وتضافرت الفصائل المسلحة المتنازعة التي سيطرت على غرب ليبيا لدعم حكومة طرابلس ضد حفتر وصدت هجومه في عام 2020 بمساعدة تركيا، مما أدى إلى وقف إطلاق النار وعملية سلام جديدة تدعمها الأمم المتحدة.