السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فى ظل سياسات بايدن.. العلاقات الأمريكية العربية تمر بأزمة والحرب الروسية تكشف توجه دول الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

عندما رفضت الرياض وأبو ظبي تلقي المكالمات الهاتفية من رئيس الولايات المتحدة، ورفضا طلباته للمساعدة في رفع إنتاجهما من النفط وخفض أسعاره، وابتعدا عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وعندما ردت الإمارات العربية المتحدة باستضافة بشار الأسد في أبو ظبي، فلا شك في أن أزمة كبيرة في العلاقات الأمريكية الخليجية تتكشف تفاصيلها يوما بعد يوم.

وتتوقع صحيفة وول ستريت جورنال أن تتفاقم الأزمة في الأسابيع المقبلة كلما أصبحت الولايات المتحدة أقرب من إبرام اتفاقها مع إيران بشأن برنامجها النووي، مما يرفع الكثير من العقوبات عن طهران.

وأضافت الصحيفة أن الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع هذا المأزق الذي يتكشف ستشكل مستقبل المنطقة ومكانة أمريكا فيها على مدار العقود المقبلة.

ويسلط الصراع الدائر في أوكرانيا الضوء على تصدعات عديدة في بعض أبرز تحالفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وجاء أحدث تطور لهذا الخلاف الواضح الأسبوع الماضي عندما استضافت الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من التحذيرات المتكررة من واشنطن من تطبيع العلاقات مع دمشق وكانت هذه أول زيارة للأسد لدولة عربية منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، وجاءت بعد أسابيع من إعلان بشار دعمه الكامل للغزو الروسي لأوكرانيا.

وحضور الأسد إلى الإمارات، بعد فترة وجيزة من امتناع أبو ظبي عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا الشهر الماضي، يكشف أن الإماراتيين جادون للغاية في تأكيد استقلالهم عن الولايات المتحدة، وفقا لجورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة جلف ستيتس أناليتكس وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن العاصمة.

وتبع امتناع أبو ظبي الشهر الماضي عن التصويت على اقتراح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المدعوم من الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، تقارير إعلامية مجهولة المصدر تزعم أن قادة السعودية والإمارات رفضوا مكالمات من الرئيس الأمريكي جو بايدن وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية تجري محادثات مع الصين للتخلي عن الدولار الأمريكي لصالح اليوان لإجراء معاملات نفطية مع بكين.

ويبدو أن الإمارات والسعودية ترسلان رسالة إلى الولايات المتحدة، رصدها كريستيان كوتس أولريتشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، ولسان حال أبو ظبي والرياض: "سنعمل وفقًا لمصالحنا وليس ما تعتقد واشنطن أنه مصالحنا".

تصاعد التوترات
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الشهر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - وكذلك ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - رفضا مكالمات من بايدن. لكن البيت الأبيض نفى هذا التقرير ووصفه بأنه "غير دقيق" بينما شددت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا على أهمية علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأشار كافييرو إلى أن الإمارات لا تتخلى عن علاقتها مع الولايات المتحدة، حيث تظل واشنطن "الضامن الأمني" لأبو ظبي وأضاف أن الإمارات تتمتع "بمكانة قوية للغاية في واشنطن"، لا سيما بعد أن قادت حملة من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عبر ما يسمى بـ "اتفاقيات إبراهام".

قال كافييرو: "القيادة في أبو ظبي واثقة للغاية من أنها يمكن أن تتخذ خطوات تزعج واشنطن، مثل الترحيب ببشار الأسد في دبي وأبو ظبي، دون الحاجة إلى دفع ثمن باهظ فيما يتعلق بعلاقتها مع الولايات المتحدة" ولكن واشنطن وجهت انتقادات علنية نادرة لأبو ظبي بشأن زيارة الأسد وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لوكالة رويترز للأنباء في نهاية الأسبوع إن الولايات المتحدة "أصبنا بخيبة أمل عميقة"، ووصف رحلة الرئيس السوري بأنها "محاولة واضحة لإضفاء الشرعية" على حكومته.

وتتواصل مساعي أبوظبي لتطبيع العلاقات مع الأسد منذ سنوات على الرغم من احتجاجات واشنطن. لكن يبدو أن المظالم الرئيسية للإمارات مع الولايات المتحدة تتعلق باليمن وليس سوريا وتصاعدت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن على الإمارات والسعودية في يناير وفبراير - وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، في مقالها عن المكالمات التي يُزعم أنها رُفضت، أن دول الخليج لديها مخاوف بشأن ما يعتبرونه ردًا أمريكيا غير كاف للاعتداءات على الأهداف السعودية والإماراتية.

وأرسلت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة ومدمرة تعمل بصواريخ موجهة للمساعدة في تعزيز الدفاعات الإماراتية في أعقاب الهجمات، بينما قالت القوات الأمريكية في الإمارات أيضًا إنها ساعدت في اعتراض صواريخ الحوثيين في قاعدة جوية تتمركز فيها في البلاد ولكن القيادة الإماراتية دفعت إدارة بايدن إلى تصنيف الحوثيين على أنهم جماعة "إرهابية"، وهي خطوة حذرت المنظمات الحقوقية من أنها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتدخل تحالف تقوده السعودية ومدعوم من الولايات المتحدة ضم الإمارات العربية المتحدة في اليمن عام 2015 لصد المتمردين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي، بما في ذلك العاصمة صنعاء.