الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

موسكو: تزويد كييف بالأسلحة سيفتح السوق السوداء للتنظيمات الإرهابية

الرئيس نيوز

أعلن الاتحاد الأوروبي عن ميزانية كاملة لدعم كييف بسلاح نوعي بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقد حذت الولايات المتحدة حذوه أيضاً، وبالتزامن مع تعهد دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدعم كييف بالأسلحة عقب العملية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في فبراير والتي دخلت يومها الحادي عشر، دعت وزارة الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي والناتو للكف عن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا،  وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة قد يعني تعريض الطيران المدني الدولي للخطر.

 من أين تأتي الأسلحة إلى أوكرانيا ومن يخشى وقوعها في أيديهم؟

جددت زاخاروفا الدعوة لدول الاتحاد الأوروبي والناتو لوقف ما تعتبره موسكو "ضخاً متهوراً" لأحدث أنواع الأسلحة إلى نظام كييف الذي وصفته بأنه "غير القابل للحياة"، كما اعتبرت أن طلبها جاء تفاديا لظهور أخطار هائلة على الطيران المدني الدولي وغيره من المواصلات في أوروبا بل وخارجها واستبعدت زاخاروفا إمكانية أن يتجاهل موردو الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات ومضادات الدبابات إلى أوكرانيا، خطر وقوع هذه الأنظمة عالية الدقة في أيدي الإرهابيين والعصابات الإجرامية ليس في أوكرانيا فقط بل وفي أوروبا بأسرها.

وأشارت إلى أن ظهور أنظمة مضادة للجو مثل "ستينجر" أو مضادات المدرعات "جافلين" و"كارل جوستاف" ونيلاو في السوق السوداء وترسانات الشبكات الإرهابية ليس سوى مسألة وقت، موضحة أن نظام "ستينجر" على سبيل المثال يشكل خطرا كبيرا على الطائرات المدنية، بينما تعتبر مضادات المدرعات خطرا جسيما على القطارات ومنشآت البنية التحتية.

هل تتحول أوكرانيا لساحة تجمع أعداء روسيا؟
تلقت أوكرانيا مساعدات عسكرية كبيرة وتدريبات من الجيوش الغربية، والآن يسلك أعداء روسيا كافة السبل الممكن من أجل دخول أوكرانيا من أجل الانتقام من روسيا، وذكر موقع بيزنس إنسايدر أن المتطوعين الأجانب يقاتلون في أوكرانيا منذ سنوات، ولكن الحرب الأخيرة كانت دافعًا لتدفق المزيد من المقاتلين.

يعرف القادة العسكريون الروس الذين غزوا أوكرانيا أن خصومهم الأوكرانيين تلقوا تدريبات وأسلحة كبيرة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، وبدأت التقارير حول الاستخدام المحتمل لصواريخ جافلين المضادة للدبابات الأمريكية الصنع وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات بالظهور بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحشد مئات الآلاف من القوات على طول الحدود الأوكرانية مع روسيا وبيلاروسيا.

كان القادة العسكريون الروس المطلعون يعرفون أيضًا أنه بالإضافة إلى الجيش والحرس الوطني الأوكرانيين، قد ينتهي بهم الأمر بمواجهة مجموعات صغيرة من الأجانب - معظمهم من الغربيين - الذين ذهبوا إلى أوكرانيا للانضمام إلى القتال ضد الغزو الروسي.

فيلق أوكرانيا الأجنبي
ونشر موقع بيزنس إنسايدر صورًا لمدنيين يتدربون مع أعضاء من الفيلق الجورجي، وهو عبارة عن وحدة شبه عسكرية تشكلت أساسًا من متطوعين من أصل جورجي للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا في عام 2014، وانضم هؤلاء المقاتلون الأجانب لأول مرة إلى الجيش الأوكراني بعد أن غزا بوتين شبه جزيرة القرم واستولى عليها في عام 2014 وبدأ تمرد في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في نفس الوقت تقريبًا، حيث سعى الانفصاليون المدعومون من روسيا في المنطقة إلى الانفصال عن حكم كييف.

ذهب المقاتلون الأجانب إلى أوكرانيا على الجانبين، فمنهم من يوالي أوكرانيا ومنهم من يوالي روسيا ومنهم من لديه دوافع للانتقام من روسيا، وتضم هذه الفئة عددا من السوريين والليبيين، كما انجذب المتطرفون اليمينيون إلى كلا طرفي الصراع ووضعت الحكومة الأوكرانية معايير للمتطوعين الأجانب وحاولت فحص أولئك الذين يأتون للقتال.

وقال أحد المتطوعين الأجانب لبيزنس إنسايدر، وهو جندي سابق بمشاة البحرية الأمريكية يقاتل مع الجيش الأوكراني في دونباس: "بالنسبة لنا، هذه هي نفس الحرب التي بدأت في عام 2014، بعد الضم السريع للقرم، أتى دور أوكرانيا، ولولا التقارير الإخبارية، لما انتبه العالم للحرب ضد أوكرانيا".

كانت هناك "ضجة" بعد أن أُسقطت رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 بسبب ما قال المحققون إنه صاروخ روسي الصنع فوق الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، "لكن حتى ذلك لم يدم طويلاً"، وكان الانضمام إلى الجيش الأوكراني أو العمل معهم كمستشار وسيلة للمحاربين الأمريكيين والبريطانيين القدامى في الحرب على الإرهاب ليظلوا محتفظين بلياقتهم، ولكن خيار الذهاب إلى أوكرانيا كان ولا يزال فرديًا، وقال الجندي السابق في مشاة البحرية: "إنها معركة نبيلة وهذا ما جذبني إلى هناك، وكان لكل شخص أسبابه الشخصية للحضور إلى أوكرانيا، جاء البعض وراء المال وجاء آخرون لأسباب أيديولوجيتة، وأراد البعض الحصول على تجربة حربية جديدة لتجديد ضخ الأدرينالين والاستمرار في الشعور بأهميتهم في المجتمع، جاء الجميع لأسبابهم الخاصة، بالنسبة لي كانت هذه فرصة أقاتل في حرب نبيلة، وأساعد في الدفاع عن أمة أصغر من القوات الغازية من متنمر أكبر. "

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتطوعين الأجانب للانضمام إلى الجيش الأوكراني، ودفع الغزو المتجدد العديد من الأجانب إلى التدفق على أوكرانيا لمحاربة الروس وقال وزير الخارجية الأوكراني إن أكثر من 1000 متطوع من 16 دولة في طريقهم إلى كييف، وقال مسؤول دفاعي أوكراني لمجلة مليتري تايمز إن سفارة أوكرانيا في الولايات المتحدة تلقت أكثر من 3000 طلب من المواطنين الأمريكيين الذين يريدون الانضمام إلى القتال.

وسمحت عدة دول أوروبية لمواطنيها بالذهاب إلى أوكرانيا والاستجابة لنداء زيلينسكي لحمل السلاح و لكن المسؤولين الأمريكيين حذروا الأمريكيين من الذهاب إلى هناك، قال السكرتير الصحفي للبنتاجون جون كيرب: "ما نقول للأمريكيين الراغبين في مساعدة أوكرانيا هو إيجاد طرق للتبرع والمساهمة في العديد من المنظمات غير الربحية التي تعمل بالفعل لمحاولة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".

أبدى الجيش والحرس الوطني الأوكرانيان حتى الآن مقاومة أكثر شراسة مما توقعته روسيا والعالم، ولكنهم يفتقرون إلى الأسلحة والتكنولوجيا التي تتمتع بها الجيوش الغربية، ولكن لديهم قلبًا، لا يمكنك أن تخطئ أبدًا"، هذا ما قاله جندي سابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية يقاتل في أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وأضاف: "إن القلب سيحملهم للنصر أفضل بكثير من البنادق أو العتاد عالي السرعة".

وذكرت صحيفة "فويس أوف أمريكا" أنه بعد يوم من حديث العديد منهم مع الرئيس الأوكراني، تعهد أعضاء الكونجرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف حيث تواصل الحكومة هناك القتال من أجل بقائها وسط الغزو الروسي، وطلبت إدارة الرئيس جو بايدن 10 مليارات دولار في شكل دعم إنساني وعسكري واقتصادي لأوكرانيا، وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، في رسالة مساء الأحد إلى زملائها الديمقراطيين: "يعتزم الكونجرس تفعيل هذا التمويل الطارئ هذا الأسبوع كجزء من قانون التمويل الحكومي الشامل".

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه مع الضغط على الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية في أواخر يناير وأوائل فبراير، احتفل وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بوصول أسلحة من الغرب، موضحًا في تغريداته شبه اليومية صور لرجال يرتدون الزي العسكري يفرغون منصات ثقيلة من طائرات الشحن، وقال في إحدى التغريدات: "لقد وصل الطائر الثامن الأمريكي إلى كييف!"، هكذا ابتهج ريزنيكوف في 5 فبراير وأعلن: "أرسل شركاؤنا من الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 650 طنًا من الذخيرة الدفاعية إلى أوكرانيا".