الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بين واشنطن وموسكو.. انضمام دول عربية للضغط على روسيا لوقف الحرب؟

الرئيس نيوز



بعد يومين فقط من توقيعهم بيان الجامعة العربية الذي لم يدين روسيا وبدلاً من ذلك دعا إلى الحل الدبلوماسي، انضمت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى 138 دولة أخرى في قرار للأمم المتحدة يطالب روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا.

وأشار ميخائيل ميتزل، في تقرير  نشرته صحيفة وورلد كرنش إلى مسارعة دول عربية عدة للتصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا وسحب جميع قواتها.

وجاء تحرك القوى الإقليمية الثلاثة، التي تعد حليفة لواشنطن، بعد يومين فقط من توقيعهم على بيان جامعة الدول العربية الذي لم يسجل أي إدانة روسيا وبدلاً من ذلك دعا إلى الدبلوماسية وتجنب التصعيد والنظر في الوضع الإنساني.

كان تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة تغيير في موقف الإمارات، التي امتنعت عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي يطالب روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا وانضمت الإمارات، وهي عضو غير دائم والرئيس الحالي لمجلس الأمن، إلى الصين في الامتناع عن التصويت بينما رفضت روسيا القرار، وفي ذلك الوقت، برر المستشار الدبلوماسي الإماراتي الكبير أنور قرقاش القرار بالقول إن الإمارات "تعتقد أن الانحياز إلى جانب واحد لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف".

جاء تصويت الأربعاء بعد أن عقدت الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا جلستها الطارئة الأولى منذ عام 1997 وشجب القرار "العدوان" الروسي على أوكرانيا "بأشد العبارات" وطالب بوقف فوري لاستخدام موسكو للقوة والانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع القوات الروسية من حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا.

تم تمرير القرار بأغلبية 141 مقابل 5 أصوات وامتناع 35 عن التصويت والدول الخمس التي صوتت ضد القرار هي روسيا وسوريا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وامتنعت الجزائر والعراق اللتان تربطهما علاقات استراتيجية مع روسيا عن التصويت كما امتنعت إيران والسودان عن التصويت فيما قال مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة  إنها رسالة واضحة للغرب من البلدين.

في غضون ذلك، صوتت الصين، التي أعلنت عن صفقات كبيرة في مجال الطاقة والسلع مع روسيا قبل وقت قصير من الغزو، لصالح القرار بعد امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وأوضحت مصر تصويتها في بيان أدلى به المندوب الدائم للبلاد لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، قائلة إن القرار لا ينبغي أن يؤدي إلى غض الطرف عن الأسباب الجذرية للأزمة، وأن الهدف الرئيسي يجب أن يكون حلاً سياسيًا سريعًا.

قناة السويس عامل رئيسي
قال مصدر بالحكومة المصرية، تحدث قبل التصويت، إنه يأمل في تسوية الوضع في شرق أوروبا بسرعة، وأوضح المصدر "نأمل ألا نصل إلى نقطة من شأنها أن تعقد مرور السفن عبر قناة السويس، فلدينا مصالح قوية مع الولايات المتحدة ولدينا أيضًا مصالح قوية مع روسيا لذا فإن الوضع بالغ الحساسية"، من جانبه، نفى رئيس هيئة قناة السويس شائعات بأن الولايات المتحدة طلبت من مصر إغلاق القناة أمام السفن الروسية بسبب الغزو، وتتعرض مصر لضغوط من جميع الأطراف للإدلاء بتصريحات علنية تعلن دعمها لأي من الجانبين بينما دعت السفارة الروسية في القاهرة بنشاط إلى اتخاذ مصر موقفًا مؤيدًا لموسكو، أصدر سفراء مجموعة السبع في القاهرة بيانًا مشتركًا يوم الاثنين يطالبون بمزيد من الدعم الشعبي من مصر في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة.


بوتين والسيسي
وسط هذا الضغط المتزايد، شكلت مصر غرفة عمليات لتنسيق إدارتها للأزمة. قالت مصادر حكومية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن مخاوف مصر تزداد بشكل متزايد من أن تصعيد الغرب للإجراءات الانعزالية قد يضر بعلاقاتها الثنائية مع روسيا، والتي تشمل التعاون العسكري والتعاون في مجال الطاقة، فضلاً عن التجارة ذات الاتجاهين في السلع الغذائية.

وقال مصدر في الحكومة المصرية إن القاهرة قدمت شرحًا كاملاً لـ "الأصدقاء الروس" حول أسباب تصويتها، وربط موقف مصر بما وصفوه بـ "التطورات المقلقة في الأزمة الإنسانية" وأضاف المصدر أن القاهرة أضافت أنها "لم تتغاضى عن أسباب مخاوف روسيا" وبحسب مصادر في جامعة الدول العربية، ستستغل الدول اجتماع وزراء خارجية الجامعة المقرر عقده هذا الأسبوع لشرح موقفها، كما ستدعو إلى حل سريع للأزمة الإنسانية وتؤكد على أهمية مراعاة أسباب الأزمة السياسية.

من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت في الجمعية العامة، كان هناك عدد كبير من الدول في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل حيث تتنافس روسيا وفرنسا على النفوذ وحيث تم نشر قوات من مجموعة فاجنر الروسية وشملت هذه الدول السنغال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ومالي، التي شهدت مؤخرًا مظاهرات كبيرة ضد فرنسا وسط انسحاب القوات الفرنسية بموجب تفويض من الأمم المتحدة عام 2014.

وأدت الموجة الكاسحة من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي تستهدف روسيا إلى انخفاض سعر صرف الروبل إلى مستويات قياسية منخفضة ودفعت بورصة موسكو إلى الانهيار الحر، وبالفعل اجتمع مبعوثان من أوكرانيا وروسيا أمس الخميس في بيلاروسيا لإجراء جولة ثانية من المحادثات بهدف إنهاء القتال، ومع ذلك، واصلت القوات الروسية هجومها حيث قصفت مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وحركت قافلة عسكرية كبيرة بالقرب من العاصمة كييف، وبعد أسبوع من القتال، فر أكثر من 870 ألف شخص من أوكرانيا، وفقًا للأمم المتحدة.