مع انخفاض الميجاوات.. هل تفشل أديس أبابا فى توليد الكهرباء من توربينات السد
فى وقت تتوقف فيه مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، فى سبيل الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، استكملت أديس أبابا خلال الأيام القليلة الماضية، تجارب تشغيل أولية لمحاولة توليد الكهرباء بقدرة ضعيفة من التوربينات، لم تحقق الغرض منها بسبب استمرار تدفق المياه أسفل الممر الأوسط.
يأتى ذلك فيما انتهت إثيوبيا خلال الأيام الماضية من اختبار تجارب أول توربين منخفض، حيث تبلغ قدرة التوربين الأول المنخفض 375 ميجاوات، وذلك عن طريق الشركة الهندية، وكانت نتيجة الاختبار 169 ميجاوات حوالي 46 % أقصى قدرة للتوربينة فقط، والتجربة الثانية بقدرة135 ميجاوات لأول توربين منخفض فى السد ، لذلك لم تحقق الهدف الرئيسي من تجارب التشغيل.
كذلك لم تحقق تجارب التشغيل النسبة المثالية، رغم أن التصميم الجديد يبلغ 5150 ميجاوات وهى قدرة السد الاجمالية، بالإضافة إلى أن خمسة تجارب تمت بقدرة تشغيلية 412 ميجاوات ساعة وبقيمة اقتصادية تعادل 20 الف دولار، رغم أنه من المفروض أن النتيجة المثالية 1875 ميجاوات ساعة القيمة الاقتصادية 93 الف دولار نتيجة التشغيل.
وسبق أن جاءت تصريحات إثيوبية بأن القدرة السنوية تبلغ 15.8 الف جيجاوات ساعة أى أن التوربين سيعمل 3072 ساعة طول العام بصورة غير منتظمة ولكن لم تتحقق على أرض الواقع الآن، وأن تجارب اول توربين منخفض في سد النهضة ستحقق مليار دولار.
كذلك أكدت المصادر وآخر صور الأقمار الصناعية، أنه لم يتم تشغيل التوربينات بصورة مثالية لعدم وجود ارتفاع منسوب المياه مثالي لتوليد الكهرباء ، وأيضًا استمرار أعمال التعلية ومحاولة الوصول إلى منسوب 595 متر فوق مستوى سطح البحر لتوليد الكهرباء.
كما أوضحت المصادر، أن قرار التعلية الأخيرة كان سياسي بالمقام الأول، لذلك من المفروض استغلال الامر ، وأن يتم تجهيز ملف عن الأضرار بالنسبة لمصر والسودان من التعلية الاخيرة وربطها بمدى الفوائد اللي حصلت عليها اثيوبيا لإثبات ان الغرض كان اضرار لمصر والسودان بدون منفعة كهربية لاثيوبيا .
من جانبه قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن المياه مازالت تتدفق أعلى الممر الأوسط واستمرار أعمال التعلية، وأيضًا غلق بوابتى التصريف مما يرجح عدم القدرة على توليد الكهرباء من التوربين المنخفض الان.
كما أوضح شراقى، أن عدم التشغيل للان يعنى عدم تجفيف الممر الأوسط، وفى نفس الوقت لم ترتفع جوانب السد منذ الموسم الماضي، ولكن حدثت تسوية لبعض المناطق حول أنابيب التوربينات الاحدى عشر العلوية.
من جهته قال الدكتور علاء عبدالله الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية بجامعة الخليج بمملكة البحرين، أن المعلومات تشير إلى استمرار ثبات منسوب بحيرة سد النهضة عند مستوى 573 متر بإجمالي تخزين 8 مليار متر مكعب، واستمرار فيضان مياه بحيرة تانا بتصريف 10 ملايين متر مكعب في اليوم من أعلى الممر الأوسط، مع استمرار غلق بوابتي التصريف للسد منذ فيضان العام الماضي.
كما أوضح أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ" الرئيس نيوز"، أنه لم يتم فتح بوابتي تصريف سد النهضة حتى الآن يدل على نية إثيوبيا محاولة الاستفادة من المياه لتشغيل التوربينين لتوليد أي كمية من الكهرباء لكسب تأييد الشعب للتغطية على الأحداث الدامية في إثيوبيا ومحاولة توحيد الالتفاف حول الهدف القومي للشعب، خاصة أنها استمرت في تعلية الممر الأوسط للسد حتى توقفت بقدوم الفيضان وعبوره أعلى الممر. حقيقة الأمر أنه لازال هناك وقت كافي لتفريغ جزء من مخزون البحيرة من خلال فتحتي التصريف وتشغيل التوربينين لتجفيف وتعلية الممر الأوسط للاستعداد للملء الثالث.
