الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رغم عدم اعترافهما رسميًا بـ"طالبان".. قطر والإمارات تتنافسان على مطارات أفغانستان

الرئيس نيوز

بعد نحو ثلاثة أشهر من سيطرة حركة "طالبان" الأصولية على أفغانستان، بعد القرار الأمريكي بإنهاء مهام قواتها العسكرية والأمنية في الدولة التي قررت دخولها غازية العام 2000، أظهرت تداعيات الأحداث مدى المنافسة بين قطر والإمارات في حفظ نفوذهما في تلك الدولة الأسيوية. وتأمين المطارات كان هدفًا أساسيًا سعت له الدوحة وأبو ظبي منذ اليوم الأول؛ لكون تلك المرافق قد تكون وسيلة لمزيد من التداخل مع الدول الغربية.
رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبد الجبار بهير، يقول في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن التنافس بين الإمارات وقطر في بلاده، يظهر بشكل ملحوظ في تأمين مطار كابول، الذي كانت هناك مناشدة دولية لتأمينه من أجل إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان الذين ساعدوا الجيش الأمريكي.

وبدا أن قطر أرادت منذ اللحظة الأولى الاستئثار بهذا الامتياز؛ إذ أجرى وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني زيارة إلى أفغانستان، أعرب بعدها عن عدم استطاعة الدوحة تأمين أو تقديم ضمانات للمجتمع الدولي بشأن مطار كابول في حالة ألا يكون هناك اتفاقات واضحة. وهو الأمر الذي فسره مراقبون أن قطر لا تريد العمل بشكل مشترك مع الإمارات، لأن الإمارات كانت قد تعاقدت مع الحكومة السابقة على تأمين 4 مطارات بينها مطارا كابول وقندهار، ولا تزال تؤمّنها بالفعل.
ولم تعترف الإمارات بشكل رسمي حتى الآن بحركة "طالبان"، على الرغم من أن الإمارات لديها علاقة ودية مع "طالبان". وهناك توافق بين حركة "طالبان" وقطر على تأمين مطار كابل وإعادة خدماته بشكل عادي، لكن هناك شركة إماراتية تتولى خدمات المطار حيث يوجد مسلحون إماراتيون لتأمينه، من دون آلية واضحة للمستقبل ولا لدور قطر في تأمين المطار.
وقطر متواجدة في أفغانستان بقوة، إذ كان لها دور قوي في المحادثات التي جمعت الحكومة السابقة وحركة طالبان من جهة ووالولايات المتحدة من جهة، لكن الإمارات لها دور ريادي أيضا، حيث لها استثمارات سابقة، كما عقدت اتفاقيات في مختلفة الجوانب الأفغانية، وهناك جامعات تدعمها أبوظبي مثل جامعة الشيخ زايد، إضافة إلى الاستثمار في مجالات الاقتصاد والتنمية.
وربما يكون لقطر دور مهم في أفغانستان الفترة المقبلة في ظل العلاقات الأمريكية القطرية، لكن الفترة القادمة سيتضح خلالها دور الدولتين الإمارات في ظل عدم اعتراف أي منهما بشرعية حركة "طالبان".
وكانت حركة "طالبان" سيطرت على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاما على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.