الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل وصلت العلاقات "الفرنسية الجزائرية" إلى طريق مسدود؟

الرئيس نيوز

بدا أن العلاقات "الفرنسية - الجزائية" ليس في طريقها إلى التحسن خلال الفترة المقبلة، على وقع توتر في العلاقة بين البلدين على خلفية تصريحات ماكرون التي انتقد فيها النظام "السياسي - العسكري" للجزائر، فضلًا عن تأكيده أن الجزائر لم تكن أمة لها حق السيادة.
صحيفة "لوسوار دالجيري" الصادرة بالفرنسية، قالت: "يبدو أن العلاقات الجزائرية الفرنسية دخلت مرحلة حرجة، بعد أربع وعشرين ساعة من نشر التصريحات الخطرة التي أدلى بها إيمانويل ماكرون الخميس في الإليزيه. تم اتخاذ إجراءات، ويمكن أن تتخذ أخرى قريبا جدا بين الجزائر وباريس، الآن أزمة غير مسبوقة".
ويرى مراقبون أن هدف ماكرون من إنكار وجود أمة للجزائر، هو تبرير الوجود الاستعماري لفرنسا في الجزائر؛ وبالتالي لا مساحة للاعتذار او حتى دفع تعويضات عن جرائم الحقبة الاستعمارية، فضلًا عن هدف التصريحات الانتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أبريل 2022.
فيما ربطت وكالة "فرانس برس"، تصريحات ماكرون بـ"طغيان الخطاب اليميني المتطرف على الأجواء" في فرنسا، بينما قالت تقارير إن العلاقات بين فرنسا والجزائر لم تخرج أبدا عن المنظور العنصري مستعمِر/مستعمَر الذي لطالما عوملت الجزائر في ظله، بازدراء.
وقررت الجزائر السبت "الاستدعاء الفوري" لسفيرها في باريس، ردا على تصريحات نقلتها صحيفة لوموند اعتبر فيها ماكرون أن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع الذاكرة"، منتقدًا "النظام السياسي - العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي. كذلك، أشارت مصادر عسكرية فرنسية الأحد إلى أن الجزائر منعت الطائرات العسكرية الفرنسية من التحليق فوق أراضيها ردا على تصريحات ماكرون.
من جانبها، برّرت الجزائر "الاستدعاء الفوري" لسفيرها في فرنسا محمد عنتر داود "للتشاور"، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى بـ"تصريحات لا مسؤولة". 

كما وصلت العلاقات درجة من التوتر بعدما قررت الجزائر إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، فيما قال الجيش الجزائري إن الإغلاق لن يؤثر على عمليات الجيش في منطقة الساحل والصحراء. 
وتحدثت الجزائر عن "تصريحات غير مكذّبة" للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند الفرنسية في مقال السبت أفاد عن عقد ماكرون الخميس لقاء مع أحفاد ممثلين لأطراف فاعلة في حرب استقلال الجزائر (1954-1962).
وعلى الرغم من أن تصريحات ماكرون حديثة، إلا أن جذروها تعود إلى عقود مضت، ففي 23 فبراير 2005 أقر البرلمان الفرنسي قانوناً يعترف بـ"الدور الإيجابي للاستعمار"، وتسبب هذا القانون في إبطال معاهدة الصداقة التي وقعها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إلى ان تم إلغاء هذا القانون.

كما شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين توترات حادة، ففي مايو 2020، استدعت الجزائر سفيرها صلاح البديوي على أثر بثّ فيلم وثائقي حول الحراك المناهض للنظام في الجزائر على قناتين فرنسيتين رسميتين،  وفي أبريل 2021، ألغى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس في اللحظة الأخيرة زيارةً له إلى الجزائر بطلب منها، إذ إنها كانت مستاءة من حجم الوفد الوزاري الفرنسي.
وقدرت صحف جزائرية أن تطول الأزمة بين الجزائر وفرنسا، مؤكدة على الطبيعة غير المسبوقة لهذا الخلاف.