الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التنظيم يتبرأ من "إخوان إسرائيل".. وخبراء: خرجوا من عبائتهم

الرئيس نيوز

جاء بيان تنظيم الإخوان بشأن التبرؤ من الحركة الإسلامية في إسرائيل متزامنًا مع دعم الفرع السياسي للحركة الإسلامية الحكومة الائتلافية القادمة في إسرائيل.

وذكر موقع صحيفة Media Line أن تطورًا سياسيًا دراماتيكيًا حدث الأسبوع الماضي عندما وقعت القائمة العربية الموحدة، الجناح السياسي للفرع الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، اتفاقية ائتلافية مهدت الطريق للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وبعد دعم حزب عربي لحكومة إسرائيل أمر نادر الحدوث في حد ذاته. في المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، كان إسحاق رابين يقود إسرائيل، وكان بيل كلينتون في البيت الأبيض، وكان ياسر عرفات يترأس منظمة التحرير الفلسطينية. ولكن ما يجعل هذا التحالف أكثر إثارة للاهتمام هو أن الحزب، المعروف بالعامية بالاختصار العبري، "راعم"، هو حزب إسلامي يُنظر إليه تقليديًا على أنه يستمد أيديولوجيته من تنظيم الإخوان العابر للحدود.

وأدى ذلك إلى قيام وسائل الإعلام بربط تنظيم الإخوان والحركة الإسلامية في مقالات سلطت الضوء على تنظيم الإخوان. ويرى المحللون أن التطور هو مثال آخر على قيام حزب مستوحى من تنظيم الإخوان بوضع السلطة والمصالح الذاتية فوق المبادئ عندما يتعلق الأمر بأي أزمة. ورداً على هذه التطورات، أعلن تنظيم الإخوان في بيان أن: "الإخوان يؤكدون أنه لا علاقة - أيديولوجية أو تنظيمية - بينهم وبين هذه الحركة"، في إشارة إلى الحركة الإسلامية في إسرائيل.

قال الدكتور يحيى الشابي، الخبير في الحركات الإسلامية بمركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، للصحيفة أنه على الرغم من بيان الإخوان، فإن حركة راعم هي "جزء من الإخوان، معتقداتهم الأساسية مطابقة لمعتقدات تنظيم الإخوان".

وتحت مظلة الإخوان، كما أوضح الشابي، هناك طيف واسع من المواقف إلا أن الهدف واحد، وهو إقامة الخلافة الإسلامية. وأضاف أن هذا هو هدفهم الأسمى، وأن مختلف فروع الإخوان على استعداد للعمل ضمن أطر تتعارض مع تطلعاتهم، إذا سمحت لهم بتعزيز مصالح مجتمعاتهم.

ويشير الشابي إلى الحركة الإسلامية في إسرائيل كمثال. تشكلت الحركة عام 1971، وانقسمت إلى فرعين شمالي وجنوبي بعد خلاف حول المشاركة في الانتخابات الوطنية الإسرائيلية. لا يرى أي منهما إسرائيل دولة ذات سيادة شرعية، كما يقول، لكن الفرع الجنوبي اختار الدخول إلى الساحة السياسية من أجل دفع أجندته، ويمثله في الكنيست "راعم".

من ناحية أخرى، رفض الفرع الشمالي المشاركة. وتم حظره في نهاية المطاف في عام 2015، وزعيمه، رئيس بلدية أم الفحم السابق الشيخ رائد صلاح، موجود حاليًا في السجن في إسرائيل بتهمة التحريض على الإرهاب. ونائبه كمال الخطيب موقوف حاليا بتهمة التحريض.  

ويعتقد الشابي أن بيان الإخوان بالتنصل من الحركة الإسلامية لن يكون له على الأرجح أي تأثير على قائمة راعم وسياساتها. وقد نالت هذه الخطوة موافقة القادة الدينيين في الحركة الإسلامية، على حد قوله، "وفي نهاية المطاف، ما يحاول رئيس القائمة منصور عباس أن يفعله الآن هو تعزيز مصالح عرب إسرائيل". ومع ذلك، يشير وائل عوض، الصحفي العربي الإسرائيلي من شمال إسرائيل، إلى أن البيان قد يكون له تأثير خلال الانتخابات المقبلة.

وأضاف: "قد تلجأ الأحزاب العربية لاستخدام هذا البيان كجزء من حملتهما". قد تستخدم الأحزاب البيان لابعاد ناخبي القائمة المحتملين الذين دعموا الحزب بسبب علاقته بتنظيم الإخوان". ويعتقد عوض أن تنصل تنظيم الإخوان من الحكة الإسلامية هو نتيجة ذهاب حزب العمل بعيداً في نهجه البراجماتي من خلال الموافقة على تشكيل حكومة مع إسرائيليين يمينيين مثل رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت، المقرر أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل يوم الأحد المقبل.

من ناحية أخرى، تنصل تنظيم الإخوان من الحركة التي خرجت من عبائته لصعوبة شرح الإخوان لأنصارهم، في مصر، على سبيل المثال، أو الأردن، أن هذا منصور عباس، زعيم الإخوان في إسرائيل، يجلس على طاولة واحدة مع بينيت وليبرمان. ورئيس حزب يسرائيل بيتينو أفيجدور ليبرمان السياسي اليميني الآخر وعضو الائتلاف الذي تم تشكيله مؤخرًا.

وانضمت حركة راعم إلى الاتفاقية في مقابل سلسلة من التعهدات من قبل التحالف لتعزيز مصالح القطاع العربي في البلاد في المجال المدني. والجدير بالذكر أن هذا يشمل التزامات الميزانية والوعد بإعطاء قضية الجريمة والعنف التي تزعج القطاع الاهتمام الواجب.