الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الحزن يملأ القلوب والفواخير.. وداعًا إيفلين بوريه عاشقة الفيوم

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة The National الضوء على نعي هيئة السياحة بالفيوم الفنانة السويسرية إيفلين بوري، إحدى أكثر سكان المحافظة المحبوبين، عن عمر يناهز 81 عاما.

كانت بوري مقيمةً منذ فترة طويلة في قرية تونس بمحافظة الفيوم، وهي إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية في المحافظة. وزارت القرية لأول مرة في أوائل الستينيات عندما كانت في مصر لرؤية والدها، الذي كان يعمل في القاهرة في ذلك الوقت.

في زيارتها الأولى للفيوم، رافقها الشاعر المصري الراحل سيد حجاب، الذي تزوجها لاحقًا. وبعد أن ركزت في صناعة الفخار وفن السيراميك في سويسرا، قامت بزيارات منتظمة إلى ورش الفخار والسيراميك في جميع أنحاء مصر خلال الستينيات والسبعينيات، قبل أن تنتقل بشكل دائم للإقامة في مصر في الثمانينيات لإطلاق "جمعية بتاح" لتدريب الأطفال في المناطق الحضرية والريفية على أعمال الفخار، والتي لا تزال أكبر مدرسة الفخار بالفيوم.

ونقلت الصحيفة عن حسين السعداوي، 34 عامًا، مدرس في مدرسة جمعية بتاح، قوله: كانت واحدة من أقوى وأشجع النساء اللواتي قابلتهن في حياتي. إن مغادرة الوطن والاستقرار في مكان آخر ليس بالأمر السهل، لكنها أخبرتني دائمًا أن حبها الشديد للناس والقرية هو ما جعلها تبقى معنا هنا". ويعرف السعداوي السيدة بوري منذ 20 عامًا، حيث كان أحد طلابها عندما كان عمره 10 سنوات فقط.

منذ الإعلان عن وفاتها، خيم الحزن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب العديد من كبار الفنانين في البلاد عن تعازيهم وحكوا قصصهم معها. كتب الرسام المصري المقيم في الفيوم محمد عبلة: "الله يرزقها بقدر ما أعطته لمن حولها". 

عثرت بوري على ضالتها المنشودة في الحياة بطمأنينة تامة في الفيوم وقررت بناء منزل ريفي على مساحة كبيرة واختارت بناء منزلها بسقف مقبب مميز بالكامل من مواد صديقة للبيئة. يقال إن التصميم مستوحى من أعمال المهندس المعماري المصري البارز حسن فتحي. 

وتشتهر بوري بتعليم السكان الآخرين بناء منازل بهذه الطريقة، وتعريفهم بمبادئ حماية البيئة، التي كانت قريبة وعزيزة على قلبها.

خلال أيامها الأولى في الفيوم، كانت بوري تشاهد الأطفال يلعبون في الوحل، الذي يتواجد بكثرة في التربة الرطبة للقرية التي تقع على ضفاف بحيرة قارون. واستوحت من كيفية تشكيل الأطفال للطين بأصابعهم، فكرة إطلاق أول مدرسة للفخار في القرية والتي تواصل تعليم الآلاف من السكان المحليين كيفية كسب لقمة العيش من خلال صقل مهاراتهم في صناعة الفخار وبيع أعمالهم لزوار القرية. 

وتعد قرية تونس اليوم هي مكان شهير للعديد من الفنانين الذين يستمتعون ببعدها وبراعة أهلها في صناعة الفخار. وكانت بوري أول من جلب هذه الروح الفنية إلى القرية وينسب إليها تحويل ثقافة القرية المهنية إلى الأفضل. 

وأدت جهود بوري إلى انتشال الآلاف من الفقر، حيث تحولت قرية تونس خلال حياتها هناك من منطقة مهمشة إلى وجهة شهيرة لقضاء العطلات لدى القاهريين وبنى بعض الأثرياء منازل لهم بالقرب من القرية. أدى الاهتمام المتزايد بالقرية أيضًا إلى إنشاء عدد من الفنادق الراقية.

على الرغم من أن الحرف اليدوية لم يتم استكشافها إلى حد كبير في الفيوم، إلا أن جهود بوري على مدار عشرات السنين من العيش هناك جعلت مهرجان الحرف اليدوية السنوي في القرية أحد أكثر الأحداث شعبية من نوعها على مستوى البلاد.

تم بث مراسم دفن بوري، التي حضرها العديد من أصدقائها وأحبائها بما في ذلك سكان القرى والمغتربين، على الهواء مباشرة من قبل عدد من وسائل الإعلام المصرية. ودفن جثمانها في مقبرة الفيوم القبطية. أنجبت بوري اثنين من الأبناء من زواجها الثاني من المهندس السويسري ميشيل باستوري، الذي لا يزال مقيمًا في قرية تونس حتى اليوم.