الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بقصيدة «فلسطين».. محمد عبد الوهاب يرفض سيناريو التقسيم

موسيقار الأجيال محمد
موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب

في ظل الأوجاع الفلسطينية المتواصلة، تتصارع الذكريات القديمة في العقول لإسترجاعها، كنوع من التشخيص والفحص لأصل الحكاية التي وضعت الأراضي الفلسطينية في هذا الموقف المعقد، منذ قرار التقسيم الذي تم في 29 نوفمبر من العام 1947 بالأمم المتحدة، والتي قسمت فلسطين إلي : "دولة عربية"، "دولة يهودية"، "بيت لحم، القدس والأراضي المجاورة" تحت الوصاية الدولية.


(الشاعر علي محمود طه)

في يوم 9 أبريل من العام 1948 قبل قيام دولة إسرائيل السرطانية بشهر واحد، كتب الشاعر الكبير على محمود طه، أحد رواد مدرسة "أبولو الشعرية" قصيدته "فلسطين"، معبرًا عن سخطه وحزنه على ما حدث في مذبحة دير ياسين، على يد عصابة "الإرجون" بقيادة "مناحم بيجن"، وعصابة "ليحي بن شتيرن" بقيادة "اسحق شامير".


(مشهد من مذبحة دير ياسين في 9 أبريل 1948)

إلتقط موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب تلك الكلمات الرثائية لأبناء فلسطين، مدندنًا على عوده الباكي، مأساة شعب يبحث عن الاستقرار متحديًا مسألة البقاء والوجود ماديًا وتراثيًا.


(مناحم بيجن قائد منظمة الإرجون في العام 1948)

إستلهم طه قصيدته، من مأساة سقوط الأندلس منبهًا الجميع بألا يسمحوا بتكرار المأساة على مدار الأيام، وهو ما نحته بدموعه الشعرية من القتل الجماعي والإبادة المتناهية من أسلحة "مناحم بيجن"، و"اسحق شامير".


(اسحق شامير قائد منظمة ليحي بن شتيرن)

استطاع موسيقار الأجيال، الرد على اتهامات بعض النقاد بأنه مطرب الملوك والأمراء، مجسدًا بأنغامه الأصيلة وفنه العتيد، قصة شعب يبحث عن هويته المفقودة أرضًا وشعبًا بلحن شرقي عربي أصيل، لا يحتمل الإضافة والتطوير، لضرورة إرسال النداء لأمة العرب من أجل مواجهة المصير الدامي.

تقول كلمات القصيدة :

 أخي جاوزالظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا

أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا

وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتًا لنا أو صدى

فجرد حُسامك من غمده فليس له بعدُ أن يغمدا

أخي أيها العربي الأبيُ أرى اليوم موعدنا للغدا

أخي أقبل الشرق في أمة ترد الضلال وتحي الهدى

صبرنا على غدرهم قادرين وكنَا لهم قدرًا مرصدا

طلعنا عليهم طلوع المنون فصاروا هباءً وصاروا سدى

أخي قم إلى قبلة المشرقين لنحمي الكنيسة والمسجدا

أخي إن جرى في ثراها دمي وأطبقت فوق حصاها اليدا

ففتش على مهجةٍ حرةٍ أبت أن يمرعليها العدا

وقبِل شهيدًا على أرضها دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطين يفدي حماكي الشباب وجنَ الفدائيُ والمقتدى

فلسطين تحميك منَا الصدور فإما الحياةُ وإما الردى

 

أصدر محمد عبد الوهاب فرمانًا موسيقيًا، يدعو جميع العرب بالزود عن مهبط الأديان وقبلة المشرقين، وملمس أقدام الأنبياء العظام، والإبقاء على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى.