الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| عبد الله السناوي: التصويت العقابي قد يلعب دور غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية.. والمقاطعة قرار خاطئ تاريخيا ( 2-2)

الكاتب الصحفي والمحلل
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الله السناوي

-  شائعات تبكير "الماراثون الرئاسي" تفقد المواطنين الأمل فى جدية الانتخابات المقبلة

- أتوقع تعديل الدستور في 2030 لتمكين الرئيس السيسي من فترة رئاسية جديدة

- التصويت العقابي قد يعلب دور غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية فى ظل أجواء الإحباط العام

-  أحمد الطنطاوي من حقه الترشح في الانتخابات الرئاسية طالما توفرت فيه الشروط الدستورية

- رئيس حزب الوفد "مجهول" وعليه بذل جهد ليكون له نشاط سياسي قبل الترشح للرئاسة

- فقدان المواطنين الثقة في نزاهة التصويت سيؤدى للمقاطعة.. وعلينا الاستفادة من دروس الانتخابات التركية

- مقاطعة المعارضة للانتخابات قرار خاطئ تاريخيا ولكنه قد يصبح تحصيل حاصل

- مصر تعيش حالة من الخواء السياسي والمستقبل لا يبشر بالخير.

- الأحزاب التاريخية بلا قواعد شعبية والحركة المدنية مترنحة وتعاني من انشقاقات

- أحزاب الموالاة هشة جاءت من الفراغ وستذهب إلى الفراغ

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الله السناوي، إن مصر تعيش حالة من الخواء السياسي الأمر الذى لا يبشر بالخير مستقبلًا.

الانتخابات الرئاسية المصرية 2024

وحذر السناوي في حواره لـ"الرئيس نيوز" من إجراء انتخابات رئاسية تفتقد لضمانات النزاهة والجدية لأنها ستصيب المواطنين بالإحباط في ظل أزمة اقتصادية وتجفيف البيئة السياسية ما يمكن أن يمهد لعودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى الشارع السياسي.

وعلق على تلويح بعض القوى السياسية المعارضة بالمقاطعة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في النصف الأول من العام 2024، بأن المقاطعة قرار خاطئ تاريخيا ولكنه قد يعتبر تحصيل حاصل حال فقدان نزاهة العملية الانتخابية.

وتابع: أننا "لدينا مشكلة حقيقة في الدولة وهى أن المعارضة ضعيفة ومنقسمة، بينما يفتقد نظام الحكم لقوى سياسية، فأحزاب الموالاة "هشة"، جاءت من الفراغ وستذهب إلى الفراغ، والأمر ذاته ينطبق على أحزاب المعارضة التاريخية فلا وجود لها بالشارع"، الأمر الذى قد يفتح الباب لعودة الجماعة الإرهابية.

وإلى الجزء الثاني من نص الحوار..

■  ما تقديرك لجدية الحديث عن الانتخابات الرئاسية واستقبال الرأي العام لها؟
-  قبل الشفافية والنزاهة نحتاج إلى الوضوح، كل الأطراف يجب أن تتحدث بوضوح عن الانتخابات الرئاسية، حتى الآن لم يتحدث أحد بشكل جاد عن الانتخابات الرئاسية، والتوقعات تتراوح بين إعادة سيناريو انتخابات 2005، أول انتخابات رئاسية تعددية شكلية فى مصر، وجرى فيها التباحث حول نسبة نجاح الرئيس الراحل حسنى مبارك، وجرى البحث عن من سينافسه، وجرى الإيعاز لخالد محيى الدين ليكون هذا الشخص، لكن كل من حوله رفضوا إهانة تاريخه، وتم الدفع بالدكتور نعمان جمعة، رئيس حزب الوفد لكنه عندما ترشح جرى تعمد إذلاله وتقديم أيمن نور عليه.

أو سيناريو 2018 والذي حمل عنوان "الإقصاء الخشن" لكل مرشح محتمل، وجرى تقديم مرشح صوري.

■ هناك شائعات عن تبكير الانتخابات الرئاسية.. ما وراء ذلك؟ 
- الأنباء المتداولة عن تبكير الانتخابات الرئاسية كلام له أساس وأعتقد أنه جرى التفكير فيه، والسؤال الذى يتردد لماذا تقدم موعد الانتخابات الرئاسية 4 شهور؟ ما الذي يخيف؟ وما الذي تسعى إليه؟ هذه الأطروحات تؤدي إلى أزمة الثقة، وهذا الكلام يضر بالسلطة والرئيس ولا معنى له، ويفقد الناس الأمل فى جدية الانتخابات المقبلة، وهذا كلام لا يصح أن يقال لأن هناك استحقاق دستوري يتم فى موعده بالضمانات والشروط مع السماح لكل من يرغب وتنطبق عليه الشروط بالتقدم، مع توفير شروط جدية فى انتخابات 2024.

اقرأ أيضا:

ولا يصح ونحن دولة إقليمية كبيرة أن نتغافل عن التجربة التركية، فنسبة الإقبال 83% وكانت هناك انتخابات وبرامج ومنافسة حقيقية وانقسام فى الرأي العام، والأهم من ذلك أن المعارضة التركية لم تشكك فى نزاهة التصويت.

ونحن دولة عريقة ولدينا إرث سياسي كبير، ويجب أن نحتكم لانتخابات حرة ونزيهة.

■  ما السيناريوهات المتوقعة بشأن التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- إذا أجريت الانتخابات بنزاهة ووفق القواعد، في ظل الأجواء المحبطة بالشارع، فإن التصويت العقابي قد يلعب دورا غير مسبوق، رغم عدم وجود مرشح قادر على طرح نفسه على الرأي العام في هذه الحالة من التجفيف السياسي.

وهناك بعض القوى السياسية المعارضة تلوح بالمقاطعة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا سيناريو محتمل، لكن المقاطعة قرار خاطئ تاريخيا ولكن في أحوال معينة قد يكون بديهيًا، وإذا فقد الرأي العام الثقة في نزاهة التصويت أو أيقن أن النتائج مقررة سلفا فإن المقاطعة تصبح مجرد تحصيل حاصل، وفى حالة وجود ضمانات وأجواء وتنافس هنا أقول إن المقاطعة خطأ كبير.

■ كيف تنظر لإعلان رئيس حزب الوفد عزمه على الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- أظن أن هناك مشكلة عند رئيس الحزب فهو اسم غير معروف للشارع وكان من باب أولى أن يكرس جهده ليكون له نشاط سياسي ودور حتى يكون له أثر ومعرفة بين أعضاء حزبه وبين القواعد الشعبية في الشارع، وحتى لا يتعرض حزب الوفد لإهانة غير مستحقة لأنه حزب تاريخي.

■ النائب السابق أحمد الطنطاوي أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.. ما رأيك؟

-  من حق الطنطاوي الترشح شأن أي مواطن، وليس من حق أحد اتفق أو اختلف مع أطروحاته أن يعارض ترشحه فهذا حق دستوري مكفول لكل المواطنين، والرأى العام هو صاحب الحق في ترجيح كفة هذا أو ذاك طالما توفرت فيه الشروط الدستورية، وتوفرت في العملية شروط النزاهة الانتخابية.

■  كيف تتوقع الاتجاهات التصويتية لفئات الشباب، المرأة، الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل؟

- هذا سؤال ضروري ومفيد شريطة أن تكون هناك مؤشرات يمكن من خلالها قراءة النتائج بشكل حقيقي، وبشرط إجراء انتخابات حقيقية، حتى نتمكن من اكتشاف خريطة المستقبل وتكون عاكسة لتوجهات الرأي العام.

على سبيل المثال أحد مشاكل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رغم فوزه فى الانتخابات أنه خسر مدن رئيسية مثل إسطنبول وأنقرة وأزميل والأكراد، وهناك مشكلة حقيقية فى القطاعات العلمانية بالمدن، ومن دعمه هى الأصوات المحافظة فى الأقاليم، رغم أن الفرق أقل من 5 أبناط.

وفى مصر الطبقة المتوسطة هى أكثر الطبقات المتضررة من الأزمة الاقتصادية، بينما لا يمكن حسم الاتجاهات التصويتية للمرأة خاصة مع ما تعانيه من تدبير مصروفات بيتها، أما الفئات التى حظيت بمظلة حماية اجتماعية خلال السنوات الماضية فسيكون لها اتجاهات تصويتية مغايرة.

وقد يعد استشراف المستقبل أكثر دقة فى حالة وجود انتخابات سابقة يمكن قياس على أساسها.

■ هل القوى الحزبية سواء الموالاة أو المعارضة قادرة على تقديم بدائل مؤهلة للمنافسة على الحكم؟

-  لدينا مشكلة فى البلد، وهى أن المعارضة ضعيفة ومنقسمة بينما يفتقد نظام الحكم لقوى سياسية، فحتى نظام مبارك كان له حزب وطني أمني بيروقراطي، ولديه إرث كبير من الاتحاد الاشتراكي وغيره من التنظيمات السياسية السابقة، أما الآن فأحزاب الموالاة "هشة"، جاءت من الفراغ وستذهب إلى الفراغ.

والأمر ذاته ينطبق على أحزاب المعارضة التاريخية فلا وجود لها بالشارع أما القوى الجديدة بالكاد تلملم نفسها وليس لديها تواصل مع جمهورها، وباقي المعارضة  ضعيفة وشبه متآكلة وتحاول أن تجمع نفسها بالكاد فى الحركة المدنية وهناك ضعف ظاهر وانشقاقات تتم، لكنها نجحت فى الحفاظ على قدر من التماسك، لكننا أما معارضه تعانى من مشكلات داخلية.

■ إذا فقدنا خيار البديل المدني الحزبي بشكل عام.. هل يمكن أن يقدم النظام بدائل مناسبة من داخله؟

- هناك حالة من الخواء السياسي، فالنظام يفتقد أى كوادر سياسية والحكومة ليس فيها وزير سياسي واحد فكلهم بيروقراطيين وهذا لا يمنع أن بعضهم على درجة عالية من الكفاءة، لكن ذلك غير مؤهل لتقديم بدائل، وشكل المستقبل لا يبشر بالخير فى ظل جفاف البيئة السياسية.

■ ما هى السيناريوهات المطروحة مستقبلا كبدائل للحكم؟  

- بطريقة التفكير الحالية لا يخامرني شك إذا أمد الله فى أعمارنا أنه عندما يقترب عام 2030 وإذا استقرت الأمور وجرى التخفف من حمل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، سيتم الدعوة لتعديل الدستور لتمكين الرئيس السيسي من تولى فترة رئاسية جديدة، وذلك إذا عمل خلال الفترة الرئاسية المقبلة على وجود حياة سياسية وإصلاح سياسي واسع.

أخبار الانتخابات الرئاسية المصرية 2024

 

فطريقة الأداء بهذا الشكل وإضعاف الحياة السياسية وإنهاك القوى المدنية يفسح المجال لعودة جماعة الإخوان الإرهابية، وأنا أقول إن الإنجاز الحقيقي للنظام الحالي هو تقويض الإرهاب، لكنه لم يكن لديه استراتيجية لمواجهة الظاهرة بشكل عام، والمجلس القومي لمكافحة الإرهاب لم ينعقد سوى مرة واحدة.

ونحتاج إلى مؤسسات حقيقية وتقوية المجتمع المدني السياسي، تحسن كبير فى ملف الحقوق والحريات العامة، لابد أن يكون هناك اطمئنان أن البلد ستمضي وتتراكم خبراتها.

■  فى النهاية هل تنعكس متانة العلاقات "الخليجية - المصرية" على المشهد السياسي الداخلي؟

- لا يوجد نظام جاء إلى مصر أو حكمها بمقدوره أن يتجاهل محيطه وعالمه سواء بالتحدي أو الإذعان أيا كان خياراته السياسية والاجتماعية، والنظام الحالي فى نفس المعادلة وأمام نفس الخيارات، هناك ضغوط دولية عليه، وهناك سلبيات فى ملف حقوق الإنسان والحريات.

لكن بالقراءة حسابات الدول تختلف، الدول لها مصالح وتسعى للحفاظ على النظام طالما يحافظ على مصالحها، وإذا طرأت ظروف وترنح هذا النظام ستكون أول من يبيعه إذا وثقت أن ما بعده أكثر نفعا لها.

إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما راهنت على الإخوان المسلمين لحماية مصالحهم بدلا من نظام مبارك المترنح، هذا ليس معناه أن الإدارة الأمريكية إخوان، لكنها رأت أن الإخوان أقدر فى حينها على حماية مصالحها.

فى اللحظة الحالية علاقتك بدول الخليج حاليا ليست فى أفضل حالاتها، هناك مشاكل، هل يمكن يدعموا؟.. حسب ما هو معلن لن يحدث ذلك ولكن حسب تصوري وفق حسابات المتغيرات الإقليمية هناك حاجة إلى الدور المصري.

اقرأ أيضا:

حوار| عبد الله السناوي: النظام لا يملك كوادر سياسية تمثله ويرفض مراجعة أولوياته.. والمعارضة منقسمة ومتهالكة (1-2)