< نظرة على الشرق الأوسط قبل 2026.. إيران وإسرائيل تتجهان نحو الحرب
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

نظرة على الشرق الأوسط قبل 2026.. إيران وإسرائيل تتجهان نحو الحرب

الرئيس نيوز

تستعد المنطقة لاستقبال الساعات الأولى من العام الجديد 2026، ولكن سابقه شهد بالفعل تحولات عميقة على المشهد الإقليمي، حيث انتقلت المواجهة بين إيران وإسرائيل من حرب الظل إلى صدام عسكري مباشر في يونيو الماضي. 

واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت عسكرية داخل إيران، وردت طهران عبر وكلائها في لبنان وسوريا، ما أدى إلى حالة استنفار عسكري إسرائيلي وتكثيف التنسيق الأمني مع واشنطن. 

ولفت موقع المونيتور الأمريكي إلى أن هذا التحول يعكس انهيار قواعد الاشتباك التقليدية التي حكمت المنطقة على مدار عقود، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من الصراع المفتوح.  

وأطلق الصحفي آدم لوسينتي عبر منصة المونيتور بودكاست قدم من خلاله رصدا معمقا لتطورات الشرق الأوسط. 

واستضاف البرنامج خبراء استراتيجيين ودبلوماسيين لمناقشة التحولات الجيوسياسية واستعراض السيناريوهات المحتملة لعام 2026، بما في ذلك التوترات بين إيران وإسرائيل والملفات اليمنية والخليجية وتأثيرها على الأمن الإقليمي والعالمي. 

الخليج العربي بين التصدع والتدخلات

برزت خلافات واضحة بين الإمارات والسعودية، خاصة في الملف اليمني، خلال الأسبوع الأخير من 2025، واختلفت الدولتان حول إدارة المرحلة الانتقالية وتقاسم النفوذ في الجنوب، ما أضعف التماسك الخليجي وفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية. 

هذه التوترات انعكست على قدرة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وأثارت مخاوف من تراجع الدور الخليجي الموحد في القضايا الإقليمية.  

سوريا ساحة مفتوحة للصراعات

شهدت سوريا تجددا مثيرا للقلق لنشاط تنظيم داعش الإرهابي في مناطق البادية، وسط احتكاكات بين القوات الروسية والإيرانية على الأرض. 

هذه التطورات زادت من تعقيد المشهد الأمني، ورفعت احتمالات التصعيد المفاجئ. 

التنافس بين موسكو وطهران على النفوذ داخل مؤسسات الدولة السورية أضاف طبقة جديدة من التعقيد، وأعاد طرح أسئلة حول مستقبل التسوية السياسية في البلاد.  

الداخل الإيراني تحت ضغط الاحتجاجات

لم يكن الداخل الإيراني بمنأى عن هذه التطورات. وشهدت الجمهورية الإسلامية موجة احتجاجات شعبية واسعة، مدفوعة بالأزمة الاقتصادية وتداعيات الحرب مع إسرائيل. 

اتساع رقعة الغضب الشعبي في المدن الكبرى أثار مخاوف من انهيار داخلي محتمل أو تغييرات جذرية في بنية النظام السياسي. 

تزايد الضغوط الدولية وتراجع قدرة طهران على احتواء الأزمات المتعددة كشف هشاشة التوازن الداخلي، وزاد من تعقيد السياسة الإقليمية.  

قراءة أمنية ودبلوماسية أوروبية

نشرت الصحفية رينا باسست تقريرًا من باريس بعنوان "من المرجح أن تضرب إسرائيل إيران في 2026"، نقلت فيه عن دبلوماسيين أوروبيين توقعاتهم بأن إسرائيل قد تقدم على ضربة عسكرية جديدة ضد إيران إذا استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية. 

تجاوز نسبة 60% في التخصيب يعد، وفقا للتقديرات الإسرائيلية، اقترابا من العتبة النووية، ما قد يدفع تل أبيب إلى تنفيذ ضربة استباقية تستهدف منشآت نووية حساسة داخل الأراضي الإيرانية.  

مخاوف من انفجار إقليمي واسع

وأعرب الدبلوماسيون الأوروبيون عن قلقهم من أن أي ضربة إسرائيلية قد تؤدي إلى انفجار إقليمي واسع يشمل لبنان وسوريا وربما دول الخليج. 

وفي الأثناء، يحاول الاتحاد الأوروبي لعب دور الوسيط، لكنه يواجه صعوبة في التأثير على القرار الإسرائيلي في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران. 

هذه المخاوف تعكس إدراكًا أوروبيًا بأن أي مواجهة مفتوحة ستتجاوز حدود إيران وإسرائيل لتشمل المنطقة بأكملها.  

إسرائيل بين التنسيق مع واشنطن والرهان على الضربات الاستباقية

تشير تحليلات الموقع الأمريكي إلى أن إسرائيل تعتمد على تنسيق محكم مع الولايات المتحدة لضمان أن أي عملية استباقية تحقق أهدافها دون دفع المنطقة إلى فوضى مفتوحة. 

هذا التنسيق يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأهداف بدقة، إضافة إلى ضمان الدعم السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية. 

إسرائيل تراهن على أن الضربات الاستباقية ستردع إيران وتمنعها من الوصول إلى العتبة النووية، لكنها تدرك أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى مواجهة شاملة.  

إيران بين الاحتجاجات الداخلية وشبكة الوكلاء الإقليميين

تحاول إيران الحفاظ على شبكة وكلائها الإقليميين لتوسيع نفوذها وردع أي ضربات مستقبلية. 

هذه الشبكة تشمل حزب الله في لبنان، والميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا واليمن.

 في الوقت نفسه، تواجه طهران ضغوطًا داخلية متزايدة نتيجة الاحتجاجات الشعبية والأزمة الاقتصادية، ما يضعها أمام تحدي مزدوج: إدارة الداخل المضطرب والحفاظ على نفوذها الخارجي.  

التحولات الجيوسياسية بين المواجهة والتسوية

تعكس هذه الأحداث تحولًا واضحًا في طبيعة النزاعات بالشرق الأوسط. المواجهات لم تعد محصورة في ساحات الوكلاء، بل انتقلت إلى صدام مباشر بين القوى الكبرى في الإقليم. 

أوروبا تسعى إلى احتواء التصعيد من خلال دبلوماسية نشطة، لكنها تواجه صعوبة في التأثير على مسار الأحداث. 

عام 2026 يبدو حاسما في تحديد مستقبل المنطقة، سواء عبر تسوية دبلوماسية غير متوقعة، أو مواجهة مفتوحة قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات.  

ويقف المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة. الحرب بين إيران وإسرائيل لم تعد احتمالًا بل واقعًا، والخلافات الخليجية تعكس تصدعات داخلية، وسوريا تظل ساحة مفتوحة للصراعات، والداخل الإيراني يواجه ضغوطًا غير مسبوقة. 

وتؤكدالتحليلات التي قدمها آدم لوسينتي ورينا باسست، أن المنطقة تدخل مرحلة من عدم اليقين، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الأزمات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. 

عام 2026 قد يكون نقطة تحول حاسمة، إما نحو تسوية تفرضها الضغوط الدولية، أو نحو مواجهة مفتوحة تعيد تشكيل المسار المستقبلي للشرق الأوسط برمته.