«ضوابط المهنة».. دينا عصمت: الصحفيين تضع حدودًا للتغطية الإنسانية|فيديو
علّقت الإعلامية دينا عصمت، على البيان الصادر عن النقابة بشأن الواقعة التي أثارت الجدل خلال عزاء الفنانة الراحلة سمية الألفي، بعدما أصر أحد المصورين على تصوير الفنان أحمد الفيشاوي عن قرب، في مشهد أثار استياء الحضور والمتابعين، يأتي ذلك في تطوّر يعكس حرص نقابة الصحفيين على حماية صورة المهنة والحفاظ على قيمها.
مهنية الإعلام وحدود السلوك
وأوضحت دينا عصمت، خلال تقديمها برنامج «اليوم» على قناة DMC، أن البيان جاء حاسمًا في التأكيد على أن تغطية الجنازات والعزاءات ليست كسائر الفعاليات الإعلامية، بل هي مناسبات إنسانية تتطلب حسًّا عاليًا بالمسؤولية والاحترام، وأن النقابة شددت على أن هناك ضوابط أخلاقية ومهنية واضحة تحكم هذا النوع من التغطيات، بحيث يتحقق التوازن بين حق الجمهور في المعرفة، وحق ذوي المتوفى في الخصوصية وصون المشاعر.
وأشارت دينا عصمت، إلى أن النقابة اعتبرت أي خروج على هذه القواعد مرفوضًا تمامًا، لما يحمله من إساءة إلى صورة الصحافة والمصورين أمام الرأي العام، مؤكدة أن بعض السلوكيات الفردية قد تترك آثارًا سلبية تتجاوز حدود الواقعة نفسها، وأن التشديد على الانضباط المهني لا يهدف إلى تقييد العمل الإعلامي، بقدر ما يسعى إلى ترسيخ ثقافة احترام الإنسان، خاصة في اللحظات التي يكون فيها الألم حاضرًا والحزن سيد الموقف.
التغطية واحترام المشاعر
ولفتت الإعلامية دينا عصمت، إلى أن البيان أعاد تذكير الصحفيين والمصورين بأن الكاميرا سلاح ذو حدين؛ فكما تنقل الحقيقة وتوثّق الأحداث، يمكن أن تتحول إذا أسيء استخدامها إلى مصدر إزعاج وانتهاك لحرمة الحياة الخاصة، فضًلا عن أن مهارة الصحفي الحقيقي تكمن في معرفة متى يصوّر ومتى يتوقف، وكيف يختار الزاوية واللحظة التي لا تنتهك خصوصية أحد ولا تزيد ألم العائلة.
وأكدت دينا عصمت، أن نقابة الصحفيين كما دعت جميع المصورين الصحفيين إلى الالتزام الكامل بقواعد المهنة في تغطية المناسبات الإنسانية، والعمل على تطوير سلوكيات أكثر احترامًا لخصوصية الأفراد، مشددًا على أن الالتزام بهذه المعايير يعزز الثقة بين المجتمع والوسائل الإعلامية، ويعيد الاعتبار لصورة الصحافة كصوت مهني مسؤول، لا يسعى للإثارة بقدر ما يسعى إلى نقل الحقيقة في إطار إنساني راقٍ.

رسالة أخلاقية للإعلام
واختتمت الإعلامية دينا عصمت، تعليقها بالتأكيد على أن بيان النقابة جاء رسالة واضحة مفادها أن احترام الخصوصية ليس خيارًا، وإنما واجب مهني وإنساني، وأن الصحافة مهما كانت ضغوط المنافسة تظل أداة لخدمة المجتمع لا لانتهاك مشاعره، بهذه الخطوة تؤكد نقابة الصحفيين أن تطوير الأداء الإعلامي يبدأ من الالتزام بالقيم، وأن بناء الثقة مع الجمهور يمر عبر احترام الإنسان أولًا وأخيرًا.