رمضان عبدالمعز: الهداية فضل من الله وكفّ الأذى طريق الإيمان الحق| فيديو
أكد الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، أن الله سبحانه وتعالى امتنّ على عباده بنعمة الهداية والطاعة، موضحًا أن الإنسان لم يصل إلى طريق الإيمان بجهده وحده، وإنما هي منّة إلهية خالصة، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة النساء: ﴿كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم﴾، وقوله سبحانه: ﴿بل الله يمنّ عليكم أن هداكم﴾، وأن هذه الحقيقة الإيمانية تفرض على المسلم التواضع وعدم الشماتة في أهل المعاصي أو البلاء، لأن العافية ليست استحقاقًا ذاتيًا، وإنما فضل من الله يمنحه من يشاء.
لا شماتة في الابتلاء
شدد الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة dmc، على أن المسلم إذا رأى مبتلًى بمعصية أو مصيبة، فعليه أن يقول: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري»، وأن يدعو له بالهداية والصلاح، لا أن يشمت به أو يؤذيه، مستشهدًا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا لقومه قائلًا: «اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون»، مؤكدًا أن هذا هو منهج الرحمة الذي يجب أن يتحلى به المسلم في تعامله مع الآخرين.
وأوضح الشيخ رمضان عبدالمعز، أن الإيمان الصادق يظهر في السلوك والأخلاق، وعلى رأسها كفّ الأذى عن الناس، مؤكدًا أن من يؤذي الخلق أو يتتبع عوراتهم فعليه أن يراجع إيمانه، لأن الإيمان إذا دخل القلب منع صاحبه من سوء الظن والتجسس والغيبة، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف رحله»، مؤكدًا أن حفظ اللسان من أعظم علامات الإيمان.
اللحظات الأخيرة في حياة النبي
وتطرق الداعية الإسلامي، إلى المشاهد الختامية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن آخر خروج له كان لزيارة شهداء أُحد، ثم عاد إلى المدينة واشتد عليه المرض، وكان يعاني من حمى شديدة، وذلك في بيت السيدة ميمونة رضي الله عنها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن زوجاته أن يُمرَّض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، فوافقن، ونُقل إليها وهو متكئ من شدة المرض، الأمر الذي أثار حزن الصحابة وخوفهم من فراقه.
وبيّن الشيخ رمضان عبدالمعز، أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يطمئن أمته، فقال: «أيها الناس، بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، فهل خُلِّد نبي قبلي فيمن بُعث فيهم حتى أخلد فيكم»، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون﴾، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لاحق بربي، وإنكم لاحقون بي، وإن موعدكم الحوض».

الطريق إلى الحوض
وأوضح الشيخ رمضان عبد المعز، أن الحوض يكون في أرض المحشر، ويُملأ من نهر الكوثر، ويسقي النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بيده الشريفة، مشيرًا إلى قوله: «فمن أراد منكم أن يرد الحوض عليّ غدًا فليكفف يده ولسانه»، وأن كفّ الأذى، وحفظ اللسان، وعدم تتبع العورات هي الطريق الحقيقي لنيل شرف مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الإيمان الصادق لا يجتمع مع أذى الخلق ولا مع الشماتة أو الغيبة.