المنيا تتشح بالسواد.. قصص مؤلمة لضحايا "مركب الموت" في كريت وصدمة أهالي مطاي بعد فقدان أبنائهم
السفير عمر عامر يكشف تفاصيل صادمة: أعمار الضحايا تبدأ من 13 عامًا.. ورحلة الموت انطلقت من شرق ليبيا
في تحديث مؤلم لملف حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية قبالة السواحل اليونانية، كشف السفير عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان، عن إحصائيات دقيقة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بـ 27 عائلة مصرية، غالبيتهم من محافظة المنيا، مؤكدًا أن الدولة المصرية ستتحمل كافة نفقات إعادة الجثامين إلى أرض الوطن.
بالأرقام.. تفاصيل ضحايا مركب اليونان المنكوب
أوضح السفير عمر عامر، في تصريحاته لبرنامج "يحدث في مصر"، خريطة الضحايا والمفقودين وفقًا لآخر البيانات الرسمية، مشيرًا إلى أن إجمالي من كانوا على المركب 34 شخصًا، عدد المصريين 27 مواطنًا مصريًا، بينهم 14 حالة وفاة (تم التعرف على هويتهم)، والمفقودون 13 شخصًا (لا تزال عمليات البحث الجوية والبحرية جارية عنهم)، الناجون شخصان فقط يتلقيان الرعاية الصحية والنفسية حاليًا.
فاجعة الأعمار 13 عامًا..أطفال في مواجهة أمواج "كريت"
أبدى السفير قلقه البالغ من تدني أعمار الضحايا والمفقودين في هذا الحادث، حيث كشف أن أعمارهم تتراوح ما بين 13 و18 عامًا، هذه الفئة العمرية الصغيرة تفتقر إلى الخبرة، مما جعلهم ضحايا سهلين لعصابات التهريب التي زجت بهم في مركب غير صالح للإبحار ومحمل بأكثر من طاقته الاستيعابية.
مسارات رحلات الموت.. لماذا جزيرة كريت؟
أكد السفير المصري حقيقتين هامتين أن الرحلات لا تنطلق من الأراضي المصرية إطلاقًا، بل تسلك مسارين من ليبيا، الأول من شرق ليبيا باتجاه اليونان (وهو المسار الذي سلكه هذا المركب لقرب جزيرة كريت من السواحل الليبية)، والثاني من غرب ليبيا باتجاه إيطاليا.
وأن الحادث وقع في منطقة تبعد أكثر من ساعة عن العاصمة أثينا، وفي ظل ظروف جوية سيئة، مما جعل عمليات الوصول للمفقودين بالغة الصعوبة.
و أكدت السفارة المصرية أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لشحن جثامين الضحايا الـ 14 إلى مصر على نفقة الدولة، فور انتهاء الإجراءات القانونية مع السلطات اليونانية.
السفارة المصرية في أثينا:تنسيق كامل مع أسر الضحايا في المنيا
تتابع السفارة في أثينا، بالتنسيق مع وزارة الخارجية في القاهرة، الموقف مع أهالي الضحايا والمفقودين في قرى مركز مطاي والمنيا، حيث يتم إطلاعهم أولًا بأول على نتائج عمليات البحث الجارية عن الـ 13 مفقودًا، وتقديم الدعم اللازم لهم في مصابهم الأليم.
فاجعة تهز المنيا.. تفاصيل غرق 3 شباب من "مطاي" في رحلة الموت نحو سواحل "كريت"
المنيا تتشح بالسواد عقب إعلان وزارة الخارجية مصرع 14 مصريًا في حادث غرق مركب هجرة غير شرعية باليونان
تخيّم أجواء من الحزن والأسى على محافظة المنيا، عقب فاجعة غرق مركب هجرة غير شرعية بالقرب من جزيرة كريت اليونانية. الحادث الذي وقع في 7 ديسمبر 2025، أسفر عن فقدان ثلاثة من خيرة شباب مركز مطاي، كانوا يحلمون بالوصول إلى السواحل الأوروبية بحثًا عن مستقبل أفضل، لكن أحلامهم انكسرت على صخور سواحل اليونان.
أسماء ضحايا حادث غرق مركب اليونان من أبناء المنيا
كشف أهالي مركز مطاي عن هوية الضحايا الثلاثة الذين انقطعت الاتصالات بهم منذ أيام، وهم مايكل حنا فايز شلبي (مواليد 2007 - 18 عامًا)، مقيم بمنطقة الأطلات بمركز مطاي.
ومينا هاني جاد (مواليد نوفمبر 2004 - 21 عامًا)، وجرجس جرجس ناجح حنا عبد الله (22 عامًا).
ووفقًا لروايات الأهالي المفجوعة، كان آخر اتصال للشاب مينا هاني بأسرته في مساء الأحد 30 نوفمبر من مدينة طبرق الليبية، حيث طمأنهم على وصوله ورفاقه، طالبًا منهم الدعاء قبل ركوب "مركب الموت".
تفاصيل اللحظات الأخيرة وعلامات التعرف على الجثامين
أدلى أهالي الضحايا بأوصاف دقيقة للمساعدة في التعرف على ذويهم، حيث ذكروا أن الشاب مايكل حنا كان يرتدي "تيشيرت بيج" وجاكت أصفر بقبعة، وحذاءً رياضيًا أسود مزخرفًا باللون الأصفر، مع وجود علامة مميزة (كلمة مرسومة على يده).
عصابات "سماسرة الموت" تحت المجهر.. تفاصيل جديدة في فاجعة غرق 14 مصريًا بساحل كريت
و كشفت تصريحات إعلامية وتقارير رسمية عن خفايا رحلة الموت التي أودت بحياة 14 شابًا مصريًا، بينهم 3 من أبناء مركز مطاي بـ محافظة المنيا، إثر غرق مركبهم بالقرب من جزيرة كريت اليونانية. وتأتي هذه الفاجعة لتعيد فتح ملف عصابات الهجرة غير الشرعية التي تستغل أحلام الشباب وأهاليهم في القرى.
خالد أبو بكر: عصابات منظمة توهم البسطاء بـ "الجنة الأوروبية"
أكد الإعلامي خالد أبو بكر، عبر برنامجه على قناة "النهار"، أن الحادث كشف عن وجود "عصابة" محترفة تعمل داخل بعض القرى المصرية، تهدف لإقناع الأهالي والشباب بالمخاطرة بحياتهم مقابل مبالغ مالية، موضحًا النقاط التالية:
و أكد أبو بكر أن السواحل المصرية مغلقة تمامًا ومؤمنة، ولم تخرج منها أي مراكب هجرة غير شرعية منذ سنوات، وهو ما أشاد به الاتحاد الأوروبي في تقاريره الرسمية.
و تلجأ هذه العصابات لاستدراج الشباب للسفر عبر دول مجاورة تعاني من عدم استقرار أمني، لتكون نقطة انطلاق للمراكب المتهالكة التي تفتقر لأدنى معايير السلامة.
و أشار إلى أن بعض الأسر تقع في فخ "المقارنة"، حيث يرسلون أبناءهم للموت تأثرًا بنماذج أخرى نجحت في السفر والحصول على أوراق إقامة لاحقًا، مؤكدًا أن "المغامرة لا تساوي حياة الابن".
النيابة العامة تتدخل: ملاحقة المتورطين في الحادث
النيابة العامة المصرية بدأت إجراء التحقيقات اللازمة للوقوف على ملابسات الحادث، وتتبع الخيوط التي قد تؤدي إلى السماسرة والوسطاء الذين أقنعوا شباب "مطاي" وباقي الضحايا بالخروج في هذه الرحلة المشؤومة.
و يعيش أهالي ضحايا المنيا (مايكل حنا، مينا هاني، وجرجس جرجس) حالة من الترقب بانتظار وصول الجثامين، وسط مطالبات شعبية بضرب يد من حديد على كل من شارك في تسهيل هذه الرحلة.
لماذا يفشل المهاجرون في الوصول؟ (حقائق تقنية)
بحسب ما تم رصده من تفاصيل الحادث، فإن أسباب الغرق تعود إلى أن المركب صغير جدًا لا يتناسب مع طبيعة "البحر المتوسط المفتوح"، و أمواج عاتية وصلت إلى 5 أمتار، ما جعل انقلاب المركب مسألة وقت.
بالإضافة إلى الخروج من سواحل غير مؤمنة في دولة مجاورة يزيد من احتمالية التعرض للمخاطر دون وجود فرق إنقاذ سريعة.