الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

مصر تدعو لتحويل «الهجرة الإفريقية» إلى محرك للتنمية وفرص نوعية

الرئيس نيوز

السفير عمرو الشربيني يؤكد: الهجرة ظاهرة عابرة للحدود تتطلب استجابة جماعية قائمة على المسؤولية المشتركة

شهدت مدينة جنيف السويسرية حراكًا دبلوماسيًا رفيع المستوى حول ملف الهجرة الإفريقية، حيث شارك السفير عمرو الشربيني، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، في مائدة مستديرة هامة بعنوان "الهجرة الإفريقية عند مفترق طرق: من التعاون إلى الحلول". وقد جاءت هذه الدعوة من مدير عام المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، لتشكل منصة محورية لتبادل الرؤى وبلورة آليات لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي حول هذه القضية الحيوية.

دعوة لتعزيز التعاون ودعم الهجرة الآمنة


ركز الاجتماع على التشاور حول كيفية دعم الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، وكيف يمكن توظيفها بفعالية كأداة قوية لتعزيز النمو والتنمية الاقتصادية. وتأتي أهمية هذا اللقاء في ظل التحديات التي تواجه القارة الإفريقية فيما يخص حركات التنقل البشري.

خلال المائدة المستديرة، أكد السفير عمرو الشربيني على الطبيعة العابرة للحدود لظاهرة الهجرة، مشددًا على أنها تستوجب استجابة جماعية قائمة على مبدأ المسؤولية المشتركة.

 و سلط السفير الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه مصر، مؤكدًا استضافة القاهرة لأعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، ما يعكس التزامها الإنساني والإقليمي.

 

 الدور المصري الرائد في مكافحة الهجرة غير الشرعية


أبرز مساعد وزير الخارجية الجهود الدبلوماسية المصرية والدور الرائد لها في صياغة الميثاق العالمي للهجرة. كما نوّه إلى القيادة المصرية الناجحة لـ عملية الخرطوم عام ٢٠٢٤، والتي توجت باعتماد إطارين أساسيين لتعزيز العمل المشترك:"إعلان القاهرة الوزاري"، "خطة عمل القاهرة".

ويشكل هذان الإطاران أساسًا لتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى دفع الحوار البناء بين أفريقيا وأوروبا حول قضايا الهجرة.

 المقاربة الشاملة: الأمن، التنمية، والإنسانية


أوضح السفير الشربيني أن مصر تتبنى مقاربة شاملة لملف الهجرة، نظرًا لوضعها كـ دولة منشأ وعبور ومقصد. وتستلزم هذه المقاربة تحقيق توازن دقيق بين الأبعاد الثلاثة الأساسية الأمنية والتنمية والإنسانية.

وأشار إلى ضرورة أن تكمل الجهود الدبلوماسية والإقليمية والتنموية الجهود الوطنية الرامية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة العابرة للحدود.

 تحويل التحديات إلى فرص تنموية
في نقلة نوعية من التحديات إلى الفرص، دعا السفير عمرو الشربيني إلى تحويل الهجرة إلى محرك للتنمية. واقترح آليات عملية لتحقيق ذلك، تطبيق برامج الهجرة الموسمية والدائرية لتطوير المهارات وتسهيل تنقلها.

وتعزيز برامج إعادة الدمج التي تُمكّن المهاجرين العائدين من نقل خبراتهم القيمة إلى بلدانهم الأصلية، مما يعزز التنمية المحلية.

كما تناول الاجتماع كذلك التحضير لـ المنتدى الدولي لمراجعة الهجرة المقرر عقده في نيويورك عام ٢٠٢٦. وتم التأكيد على دور الدول الرائدة، وفي مقدمتها مصر، في تعزيز التعاون الأفريقي والدولي ضمن إطار الميثاق العالمي للهجرة، مع التشديد على أهميةالاستثمار في الشباب الأفريقي كونه أحد أهم مفاتيح التنمية وبناء قدرات قارية مشتركة.