الصناعات المغذية للسيارات.. «ليوني» الألمانية تتوسع في مصر بـ مصنعين جديدين
في خطوة تعكس الثقة المتزايدة في السوق المصرية، أعلنت شركة ليوني الألمانية، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في الصناعات المغذية للسيارات، عن توسع كبير في مصر عبر افتتاح مصنعها الجديد "بدر ٤" ووضع حجر الأساس لمصنع "بدر ٥".
هذا الإعلان جاء بحضور رئيس الوزراء المصري وعدد من كبار المسؤولين، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه الاستثمارات بالنسبة لخطط الدولة الصناعية، خاصة في ظل توجه الحكومة نحو تعزيز قطاع السيارات وتوطين الصناعات المغذية له.
ويقع المصنعان في منطقة بدر الصناعية شرق القاهرة، وهي منطقة تشهد نموًا متسارعًا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث تغطي المساحة الإنتاجية للمشروعين نحو خمسة وثلاثين ألف متر مربع.
ووفقًا لتقارير صحفية متخصصة مثل إيفرتك، فإن الهدف من هذا التوسع هو مضاعفة الطاقة الإنتاجية بحلول عام ٢٠٢٧، بما يواكب الطلب العالمي المتزايد على مكونات السيارات الكهربائية والذكية.
ويأتي هذا التوجه في وقت يشهد فيه قطاع السيارات العالمي تحولًا جذريًا نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة والتقنيات الرقمية، ما يجعل مصر في موقع استراتيجي للاستفادة من هذه التحولات عبر شراكات مع شركات عالمية مثل ليوني.
وتم تجهيز مصنع "بدر ٤" بأنظمة إنتاج حديثة تعتمد على تقنيات التصنيع الرشيق واللوجستيات الرقمية، وهو ما يتيح للشركة تحقيق مستويات عالية من الكفاءة والجودة.
أما مصنع "بدر ٥"، الذي لا يزال في مرحلة الإنشاء، فمن المقرر أن يشهد إدخال مستويات أعلى من الأتمتة والتكامل بين الإنسان والآلة، بما يعزز القدرة على تلبية الطلبات المتزايدة من الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وأوضح مدير العمليات في ليوني أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام فرص وظيفية جديدة للكوادر المصرية، مع نقل خبرات تقنية متقدمة إلى السوق المحلي، وهو ما يمثل إضافة نوعية للقطاع الصناعي المصري.
ومن الناحية الاستراتيجية، يتماشى توسع ليوني مع البرنامج الوطني المصري لتوطين صناعة السيارات، الذي يهدف إلى بناء منظومة صناعية متكاملة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
الحكومة المصرية تسعى من خلال هذه الشراكات إلى زيادة الصادرات وخلق وظائف ماهرة، إضافة إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية والمكونات عالية التقنية.
ويأتي هذا في إطار خطة أوسع لتحويل مصر إلى قاعدة صناعية رئيسية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما يتيح لها الاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز وشبكة اتفاقياتها التجارية مع أوروبا وآسيا وأفريقيا.
ويبدو الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذه الاستثمارات واضحًا. فمن المتوقع أن توفر المصانع الجديدة آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وهو ما يسهم في تقليص معدلات البطالة ورفع مستوى المهارات الصناعية لدى الشباب المصري. كما أن إدخال أنظمة إنتاج متقدمة يعزز من قدرات الكوادر المحلية ويطور المهارات الصناعية، بما يفتح الباب أمام جيل جديد من المهندسين والفنيين القادرين على التعامل مع أحدث تقنيات التصنيع.
وعلى صعيد التصدير، ستساهم هذه المصانع في زيادة صادرات مصر من مكونات السيارات إلى أوروبا وآسيا، ما يعزز من إيرادات الدولة ويقوي ميزانها التجاري.
ويمثل افتتاح "بدر ٤" ووضع حجر الأساس لـ "بدر ٥" خطوة استراتيجية مزدوجة لشركة ليوني ولمصر على حد سواء. فمن جهة، تؤكد الشركة التزامها بتوسيع حضورها العالمي عبر الاستثمار في الأسواق الناشئة، ومن جهة أخرى، تعزز مصر موقعها كوجهة صناعية واعدة في قطاع السيارات، بما يتماشى مع خططها للتحول إلى مركز إقليمي للتصنيع والتصدير.
هذه الخطوة لا تعكس فقط ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري، بل تؤكد أيضًا أن مصر باتت لاعبًا رئيسيًا في معادلة صناعة السيارات العالمية، وأنها قادرة على استقطاب استثمارات ضخمة في قطاعات استراتيجية تعزز من مكانتها الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية.