الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قصة انتصار الإرادة المصرية.. 39 عامًا على تحرير أرض سيناء

خريطة سيناء
خريطة سيناء

تمر اليوم الذكرى التاسعة والثلاثون على تحرير سيناء، في مثل هذا اليوم 25 أبريل من العام 1982 وقت الأيام الأولى من تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك المسئولية الوطنية، عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادث المنصة الشهير في ذكرى السادس من أكتوبر في العام 1981، على يد عناصر متطرفة من الإسلام السياسي.


(الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن)

واجه الرئيس مبارك أول اختبار رئاسي مليئًا بالتحديات الكبرى لاستكمال ما بدأه الرئيس السادات، عبر إكماله لتحرير الأراضي المصرية من البراثن الإسرائيلية، طبقًا للاتفاقيات المبرمة بين الجانبين بكامب ديفيد برعاية أمريكية ممثلة في الرئيس "جيمي كارتر" عامي 1978 و1979.


(السادات ومبارك في بئر سبع في العام 1979)

واجه الرئيس السادات تعنتات إسرائيلية في أيامه الأخيرة، من قِبل "مناحم بيجن" رئيس الوزراء الإسرائيلي، لتقاعسه عن تنفيذ بند من بنود الاتفاقية بتحرير سيناء يوم 25 أبريل من العام 1982، وذلك لوجود أصوات مصرية معارضة للاتفاقية، مما دفع الرئيس المصري لاعتقالات سبتمبر من العام 1981، التي حشدت الأصوات المعارضة في السجون لإكمال الاتفاقية قبل شهر واحد من استشهاده.


(مبارك والسادات يوم تحرير العريش في العام 1979)

تسلم الرئيس مبارك تركة ثقيلة، من ضمن تفاصيلها مواجهته لشخصية سياسية إسرائيلية مخضرمة، تتسم بالمراوغة والمفاجأة بناءً على سيرته السياسية والعسكرية كأحد أقطاب منظمة الإرجون في أربعينيات القرن الماضي، وقيادته لمذبحة دير ياسين في العام 1948.


(مبارك يرفع العلم بسيناء في 25 أبريل 1982)

قابل الرئيس مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، "مناحم بيجن" وقت تلقيه العزاء في الرئيس السادات، وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أثناء زيارة زعيمها لمصر : "إن اغتيال الرئيس السادات هو الاختبار الأول بشأن جدية السلام بين البلدين، وهو ما يترقبه الشعب الإسرائيلي في ظل المخاوف بعدم إكمال الاتفاقيات مع الرئيس الجديد".


أجاب بيجن على تساؤلات المعاريف عقب عودته لإسرائيل، معلنًا عن إطمئنانه على استكمال مسيرة السلام، وهو ما رأه توكيدًا لما قاله الرئيس السادات عن الرئيس مبارك، وقت استقباله للسادات ونائبه ببئر سبع في 27 مايو من العام 1979، عند سؤال بيجن له عن سبب اختياره لمبارك نائبًا له، فرد السادات قائلاً : "ليحافظ على السلام معكم من بعدي".

كان الرئيس السادات، يأمل برفع العلم على سيناء وقت خروج أخر جندي إسرائيلي من الأرض المباركة، مع إقامة حفل عالمي أمام العالم أجمع ولكن جاءت رصاصات الغدر لتسدل الستار على الحفل الأسطوري الذي دُفن مع صاحبه.

شاءت الأقدار بأن تجعل رفع العلم على يد الرئيس الجديد محمد حسني مبارك، بطل الضربة الجوية مفتاح نصر أكتوبر العظيم، والذي صرح في اتصال هاتفي : "يومها كنت أتمنى أن يرفع السادات العلم لأنه كان صاحب قرار الحرب والسلام، ودفع حياته ثمنًا لتحرير الأرض".

لاتزال سيناء حتى الآن، تشهد دماء أبنائها المخلصين تروي رمالها الصفراء من الأجل التنمية والتعمير، لتجفيف منابع التطرف والإرهاب شيح البناء والتطور.