الفنان سعد عبدالوهاب "مؤذن السينما"
يعد الفنان الكبير سعد عبد الوهاب من أصحاب
الحناجر الذهبية في تاريخ الغناء المصري، تاركًا إرثًا غنائيًا وسينمائيًا لازال
متداولاً بين مختلف العصور والأجيال من خلال سبعة أفلام سينمائية ومسلسل إذاعي
واحد بعنوان "حياتي" عن عمه موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب.
(بوستر فيلم بلدي وخفة 1950)
بدأ الفنان سعد عبد الوهاب مشواره السينمائي عام 1949 من خلال فيلم "العيش والملح" عبر اكتشافه عن طريق المخرج
حسين فوزي، الذي اكتشف في نفس الوقت الفنانة نعيمة عاكف، ليقدمهما في أول
بطولاتهما المطلقة "العيش والملح" ليبدأ مشوارهما مع المجد والنجاح.
(بوستر فيلم بلدي وخفة 1950)
أراد فوزي استغلال نجاح فيلم "العيش
والملح"، وإستثماره في تجربة جديدة تجمع بين الثنائي الجديد مرةً أخرى، فكان
فيلم "بلدي وخفة" عام 1950 وشاركهما في البطولة: عباس فارس، لولا
صدقي، محمود شكوكو، زينات صدقي، إستيفان روستي، سعاد أحمد.
(لولا صدقي وسعد عبد الوهاب في فيلم بلدي وخفة)
يتناول الفيلم قصة الفتاة هنومة، التي تعيش
في حارة الهنا
والشفا المخطوبة
للموسيقي المثابر محروس، وفي يوم من الأيام تتعرف على المنتج السينمائي خالد بك
الذي يقرر أن يأخذها لعالم الشهرة وتتنكر لأهل حارتها، ومن هنا يتدخل ملاك الخير والشيطان في محاولة لجذب هنومة كل في اتجاه، فأحدهما
يغويها لكي تطيع رغباتها، والثاني يزجرها لكي تعود إلى جادة الصواب.
(سعد عبد الوهاب ومحمود شكوكو ولولا صدقي في فيلم بلدي وخفة)
أدخل حسين فوزي جانب الفنتازيا بوجود الملاك والشيطان في
ترقب خطوات هنومة، وأثناء الأحداث يأتي مشهد للموسيقار محروس (سعد عبد الوهاب)
يرفع فيه لآذان الفجر، وأثناء الآذان يصم الشيطان أذنيه أما الملاك فيتمتم بصيغة
الآذان في كل لحظة مسبحًا بحمد الله وفضله.
(نعيمة عاكف ولولا صدقي في فيلم بلدي وخفة)
أشاد النقاد وقت عرض الفيلم بآذان سعد عبد الوهاب، والذي أداه
عن علم ودراية وخبرة مستلهمًا الخبرة الوهابية في إخراج الآذان في أحسن صورة وشكل
مقتربًا من صيغة آذان الشيخ الجليل كامل يوسف البهتيمي.
تداولت شبكات التواصل الاجتماعي صيغة آذان الفنان الكبير الذي جاء على مقام الصبا، وأكد على حلاوة صوته الحنون والجميل القادم من الكنف الوهابي العتيد.
