الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

مبارك والمشايخ.. لماذا شكل الأزهر «نقطة ضعف» للرئيس؟

الرئيس نيوز



-مؤسستان شكلتا نقطة ضعف بالنسبة لمبارك
-حقيقة عرض مبارك مشيخة الأزهر على الشيخ الشعراوي 


يشير مصطفى الفقي في مذكراته إلى علاقة الرئيس الأسبق "مبارك" بالأزهر الشريف على مدار حكمه الطويل، مؤكدَا أن "مبارك" كان يضعف أمام مؤسستين: الدينية القضائية.

 أضاف الفقي عن علاقة مبارك برجال الدين: كان يُكِن كل التقدير والاحترام لرجال الدين والقضاء وهو ما شاهده في لقاءاته بالإمام الأكبر "عبد الرحمن بيصار"، "جاد الحق علي جاد الحق"، "محمد سيد طنطاوي"، "أحمد الطيب".

وبعد وفاة الشيخ "عبد الرحمن بيصار" يوم 7 مارس من العام 1982، وهو الذي تولى من قبل رئاسة المركز الإسلامي بواشنطن في العام 1957 بعد أن أسسه وافتتحه الرئيس الأمريكي "دوايت أيزنهاور"؛ بدأ التفكير فيمن سيخلفه.

 وأشار "الفقي" إلى ضرورة وجود من يتمتعون بقامة شامخة وكاريزما تقنع الجماهير، مقترحًا على الرئيس "مبارك" بأسماء كالشيخ "محمد متولي الشعراوي"، والشيخ "محمد الغزالي"، والشيخ "سيد سابق" نظرًا لمكانتهم العلمية والدينية في مواجهة التطرف والإرهاب عبر تجديد صحيح الدين لدى المواطن البسيط، بحسب تعبيره
رد الرئيس "مبارك" على اقتراحات "الفقي" قائلاً : "طلبت من فؤاد محي الدين في وزارته أن يعرض المشيخة على الشيخ الشعراوي، ولكنه رفض".

أكد "الفقي" على تأكده من صحة هذا التصريح، نظرًا لعلمه الشديد بكراهية "فؤاد محي الدين" للشيخ "الشعراوي"، وهو ما علمه من الشيخ "محمود عاشور" الذي أصبح وكيلاً للأزهر الشريف، والذي عرف من الشيخ الشعراوي إجابته الواضحة بأن "فؤاد محي الدين" لم يعرض عليه المشيخة، ولو كان عُرض عليه لقَبِله، فمن الذي يرفض مشيخة الإسلام؟! ويرفض أن يكون إمام أهل السنة في العالم الإسلامي كله.

وأشار تولى مشيخة الأزهر عقب وفاة "بيصار"، الشيخ "جاد الحق علي جاد الحق" الذي كان شقيق "فؤاد محي الدين" في الرضاع وعُرف عنه شدة مراسه وصلابة رأيه وعدم إنسياقه وراء أحد، نظرًا لخبرته الكبيرة في القضاء الشرعي وتوليه للمناصب الثلاثة المهمة في المسائل الدينية "مفتيًا"، ثم "وزيرًا للأوقاف"، ثم "شيخًا للجامع الأزهر".

ويشير "الفقي" إلى أنه ذهب إليه موفدًا من رئيس الجمهورية، بسبب بيان سوف يصدره الأزهر عن الفن، وأكد له أن البيان سوف يضع الإعلام المصري في حرج كبير.

أجاب "جاد الحق" بأن للرئيس ما يراه، وللأزهر ما يراه، وهو رأي صواب سوف يصدر بيانه أمام الجميع.
أيضًا كان "جاد الحق" رافضًا لفوائد البنوك وهو ما أحدث خلافًا نسبيًا مع الرئيس "مبارك"، لرؤيته بأن فيها شئ من الربا، مع إصراره الكبير بضرورة تسخير الفنون في خدمة الدين والأخلاق حتى تنهض الأمم بأخلاقها وعملها الصالح.

كان "مبارك" يحمل احترامًا كبيرًا للشيخ "جاد الحق" ووضح ذلك حينما جاءت له شكوى ضد الشيخ، وطلب من "الفقي" بالدخول بالشكوى عند دق الجرس في وجود الإمام ولكن لم يأتي صوت الجرس، وقال "مبارك" بعد انتهاء اللقاء بأن الشكوى بها أكاذيب وافتراءات على رجل زاهد وعالم جليل ورجل صلب في الحق.

توفي الشيخ "جاد الحق علي جاد الحق" في 15 مارس من العام 1996 وجاء بعده، الشيخ "محمد سيد طنطاوي" الذي جمعته صلات طيبة بالرئيس "مبارك" وكان طيَّعًا محبًا لإرضاء السلطة، ويقبل أسلوب البنوك الحديثة، ويرفض وصف فوائدها بالربا مع تصريحاته التي تماشت مع سياسة الدولة و"مبارك"، منها موقفه من النقاب مع الطالبة الصغيرة وشجاره مع صحفي أراد تحرير محضر ضده، ولكن الشيخ "الشعراوي" تدخل وأنقذ الأمر.

قدم "الفقي" شهادته بأن الرئيس "مبارك" لم تكن لديه مواقف بعيدة عن الأديان، وكانت تجمعه علاقة قوية بالشيخ "الشعراوي" الذي أثنى عليه يوم نجاته من محاولة اغتيال بأديس أبابا، في العام 1995 بقوله الشهير "إذا كنا قدرك أعانك الله علينا، وإذا كنت قدرنا أعاننا الله عليك"، وعند علمه بمرض الشيخ "محمد الغزالي" اتصل به وعرض عليه العلاج في أي مكان يريده، وذلك لمكانته الإسلامية الكبيرة.