الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الموقف الإقليمي من مفاوضات سد النهضة.. لماذا تراوغ إثيوبيا؟

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة The National الإماراتية الضوء على بيان وزارة الخارجية المصرية الصادر اليوم الثلاثاء، بشأن المحادثات الأخيرة بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد الإثيوبي الذي تبنيه أديس أبابا، والتي لم تحرز أي تقدم.

وألقى البيان باللوم على إثيوبيا في فشل المفاوضات في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث رفضت إثيوبيا مرة أخرى اقتراحاً سودانياً مصرياً بأن تتوسط الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في المحادثات المتعثرة.

كما رفضت إثيوبيا اقتراحًا من الرئيس الكونغولي لرعاية المحادثات بمشاركة مراقبين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كما كان الحال في العام الماضي.

هذا الموقف يكشف مرة أخرى غياب الإرادة السياسية من جانب إثيوبيا للتفاوض مع توافر حسن النية وتبني موقف معوق سيزيد من تعقيد أزمة السد ويزيد التوتر في المنطقة.

تعتقد مصر والسودان أن الرباعية الدولية سيكون لها نفس التأثير على الاتحاد الأفريقي، الذي رعى المحادثات خلال العام الماضي دون إحراز أي تقدم.

ولفتت الصحيفة بشكل خاص إلى أن تصريحات الرئيس السيسي الأسبوع الماضي عكست إصراراً مصريًا على حماية حصة البلاد من المياه بشتى الوسائل، قائلاً إنه لا ينبغي لأحد أن يعتقد أنه بعيد عن متناول "قدرات" البلاد.

فيما أقام الحليفان؛ السودان ومصر بالفعل في الأشهر الأخيرة علاقات عسكرية وثيقة، وأجريا مناورات حربية ووقعتا اتفاقية تعاون. ويسعى كلاهما إلى اتفاق ملزم قانونًا بشأن ملء خزان السد بالإضافة إلى معالجة الجفاف المستمر والنزاعات المستقبلية.

لكن إثيوبيا تصر على أن إعلان المبادئ يجب أن يكون كافيًا. وتقول إنها ستمضي قدما في يوليو بملء ثانٍ وأكبر بكثير - 13.5 مليار متر مكعب، أو ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم الملء الأول - بغض النظر عما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق.

ووصلت محادثات سد النيل الإثيوبية إلى طريق مسدود مع اقتراب أزمة ملء الخزان، ومضت إثيوبيا قدما في الملء الأول في يوليو الماضي دون إخطار القاهرة أو الخرطوم. تم بناء السد الإثيوبي على النيل الأزرق على بعد أقل من 20 كيلومترًا من الحدود السودانية.

وسلطت صحيفة آراب نيوز الضوء على تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغبة مصر في التوصل إلى اتفاق لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. وتتزامن تصريحات الرئيس مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن المتوقع ان يختتم الاجتماع يوم الثلاثاء.

وبحسب بيان للخارجية المصرية، سلم وزير الخارجية سامح شكري رسالة من الرئيس السيسي إلى رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي أكد فيها "حرص مصر على إنجاح مفاوضات سد النهضة برعاية الرئيس الكونغولي".

وقال السيسي في رسالته إن مصر لديها إرادة سياسية صادقة للتوصل إلى الاتفاق المنشود في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل.
وأضاف أن مصر تدعم جهود الرئيس تشيسكيدي وتأمل في أن تطلق الاجتماعات في كينشاسا طريقا فعالا للمفاوضات بمشاركة شركاء دوليين.
سيمكن ذلك الدول الثلاث المعنية - مصر والسودان وإثيوبيا - من إيجاد حلول للمسائل الفنية والقانونية المثيرة للجدل، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل.

ولفت الرئيس إلى أن نجاح الجهود الجارية لحل قضية سد النهضة، وتجنب تفاقم الأوضاع في منطقة تعاني بالفعل من الاضطرابات وعدم الاستقرار، يتطلب توافر الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف.  

وأكد السيسي في رسالته إلى تشيسكيدي، رغبة مصر في إنجاح مفاوضات سد النهضة التي يرعاها الرئيس الكونغولي، موضحًا إن مصر تقدر الجهود التي تبذلها جمهورية الكونغو الديمقراطية لإطلاق عملية مفاوضات أدت إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونًا يأخذ في الاعتبار مصالح الدول الثلاث ويعزز علاقات التعاون.

فيما قال الرئيس تشيسكيدي في وقت سابق إن الدول المشاركة في مفاوضات سد النهضة مصممة على إنهاء النزاع، مشيرًا إلى أن الخلاف فرصة للتقارب بين مصر والسودان وإثيوبيا.