السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى نفيه.. عمر مكرم "أبو الثوار"

الزعيم عمر مكرم
الزعيم عمر مكرم

تمر اليوم ذكرى إبعاد محمد علي باشا، والي مصر لزعيم الإرادة الشعبية السيد عمر مكرم، نقيب الأشراف بطنطا في مثل هذا اليوم 5 أبريل من العام 1822، وقت ثورة القاهريين على الضرائب الباهظة التي فرضها الوالي الكبير، خشية توهج الثورة بوجود ملهمها المخضرم منذ أيام المماليك، لتكتمل أركان الأسرة العلوية التي حكمت مصر قرابة قرن ونصف قرن.


(محمد علي باشا)

ظهر نقيب الأشراف عمر مكرم عبر ثورته ضد المماليك وقت حكم، "مراد بك" و"إبراهيم بك" ثم مقاومته للفرنسيين من العام 1798 وحتى 1800، حيث غادر مصر إلى الشام، عقب خفوت شرارة ثورة القاهرة الثانية، ضد "كليبر" الحاكم العسكري للقاهرة، وظل هناك حتى رحيل الحملة في العام 1801، ليعود مجددًا كشرارة لا تنطفئ ضد الظلم والجبروت.


(تمثال عمر مكرم بالتحرير)

يعتبر مكرم، مؤسسًا لأول مصنع بارود ببولاق بالقاهرة، عبر منزله وقت مقاومة الفرنسيين في ثورة القاهرة الثانية، بداية نهاية الحملة ثم أصبح مفجر ثورتها الجديدة في العام 1805 ضد الوالي خورشيد باشا، الذي عزله هو والشيخ عبدالله الشرقاوي، أحد مشايخ الأزهر الأجلاء وتم اختيار الجندي الألباني الطموح محمد علي، حاكمًا لمصر المحروسة بإرادة شعبية  وبدعم من الزعامة الشعبية بقيادة نقيب الأشراف.


(حاكم القاهرة العسكري في الحملة الفرنسية كليبر)

قام الحاكم الجديد، بفرض الضرائب على الشعب مما أدى إلى ضجرهم لاجئين إلى زعيمهم عمر مكرم، ليشعر الباشا بوصاية نقيب الأشراف عليه وتكبيله في أخذ القرارات التي تشعره بالاستقلال بحكم مصر، ودبت الخلافات بينهما مع استغلال خصوم مكرم من الباشا بالإيقاع به عبر إغداقهم بالمال، ليصل الأمر إلى نفيه لدمياط في يونيه من العام 1809، وعزله من نقابة الأشراف.


(الشيخ عبدالله الشرقاوي)

ظل مكرم منفيًا بدمياط حتى جاء يوم 10 يناير من العام 1819 ليُفك أسره بالعودة للقاهرة، ويبتهج الجميع بعودته كدلالة على توهج قبلته الزعامية التي لم تخفت من جدران المنفى، ويستمر بتواجده بالمحروسة ثلاث سنوات، إلى أن جاءت ضرائب محمد علي الباهظة تنعش قبلته الزعامية وقت إستغاثة القاهريين به، لينتاب القلق قلب الباشا ويتم نفيه مجددًا في 5 أبريل من العام 1822 بطنطا.

ظل مكرم منفيًا بطنطا حتى وفاته في نفس العام 1822، ولا زال اسمه خفاقًا في عالم الثورة والحماس ضد الظلم والطغيان بوجود اسمه بالجامع الشهير بالتحرير، مع وجود تمثاله في نفس المكان ليتذكره الجميع على الدوام في تاريخ مصر الحديث.