الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بجواز سفر "ملك سابق".. قصة زيارة "رمسيس الثاني" إلى باريس

الرئيس نيوز

شهدت مصر بالأمس دخول موكب المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وأطلق أحفادهم 21 طلقة نارية، كنايةً عن التقدير الوطني والإنساني لمن أناروا العالم بنورٍ لا ينطفئ أبدًا من مشكاة حضارتهم العتيقة.


(مومياء الملك رمسيس الثاني)

ما حدث بالأمس من احتفاء لمن سبقوا التاريخ في التواجد، والبزوغ كفجر حي لضمير البشرية، حدث من قبل في العام 1976 ببلاد الجن والملائكة، العاصمة الفرنسية باريس المعروفة بعشقها لتاريخ مصر القديمة عبر علمائهم في علم المصريات، وذلك باستقبال مومياء الملك رمسيس الثاني، الذي أطلق عليه العالم البريطاني "كنت أ. كتشن" في كتابه عنه لقب "فرعون المجد والانتصار".


(كتاب فرعون المجد والانتصار لكتشن)

جاءت قصة زيارة الملك العظيم لباريس، من خلال زيارة الرئيس الفرنسي الراحل فاليري جيسكار ديستان لمصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات في العام 1976، وبناءً على العلاقات الثنائية بين البلدين، طلب الرئيس الفرنسي من نظيره المصري زيارة مومياء الجد الأكبر لبلاده، وسيلقى من الشعب الفرنسي كافة مظاهر استقبال الملوك المبجلين.


(استقبال مومياء رمسيس الثاني بباريس)

جاءت رغبة الرئيس الفرنسي من خلال رغبة العلماء الفرنسيين، لفحص موميائه المميزة، وللكشف عن الأسرار الكامنة بها، وإجراء أبحاث عليها ومعرفة أسباب وفاته، إذ مات الملك في سن كبير وكان يعاني من أمراض الشيخوخة.


(فحص مومياء رمسيس الثاني بباريس)

سافر الملك رمسيس الثاني على متن طائرة عسكرية فرنسية، تحت إشراف كريستيان ديروش نوبلكور، مديرة القسم المصري بمتحف اللوفر وواحدة من أشهر علماء المصريات، ومعه جواز سفر أعدته الجهات المصرية دونت عليه في خانة المهنة "ملك سابق"، لإتمام الإجراءات القانونية لدخوله إلى الأراضي الفرنسية على هيئة "ملك مبجل"، ولمزيد من إضفاء الطابع الملكي على موميائه.


(الرئيس أنور السادات والرئيس فاليري جيسكار ديستان)

في يوم 26 سبتمبر من العام 1976، تم استقبال رمسيس الثاني بجثمانه كملك شامخ أطلقت من أجله 21 طلقة مع عزف السلام الوطني المصري، وخرجت موميائه من المطار وتم نقله لمتحف الإنثروبولوجيا بباريس لفحصه، ولعرضه على أبناء القرن العشرين ليروا في قلب قرنهم من أتى من قلب القرون العتيقة ببصماته المميزة حتى وهو فاقد للحياة.


(جواز سفر مومياء الملك رمسيس الثاني أثناء زيارته لباريس)

عثر على مومياء الملك رمسيس الثاني، ضمن اكتشافات خبيئة الدير البحري في العام 1881 من خلال الأثري أحمد كمال باشا تحت إشراف مدير المتحف المصري العالم الفرنسي جاستون ماسبيرو، وتم نقلها للمتحف المصري ببولاق في العام 1885.


(الرئيس أنور السادات أمام مومياء رمسيس الثاني بالمتحف المصري)

يُلقب الملك رمسيس الثاني بـ"ملك الملوك"، وذلك لتأسيسه الأسرة رقم 19 في الدولة الحديثة، طبقًا لتقسيمات المؤرخ السمنودي "مانيتون"، وأيضًا لإبرامه لأقدم معاهدة سلام في التاريخ، أثناء معركة "قادش" مع الحيثيين، علاوة على حكمه لمصر مدة ستين عامًا طبقًا للتقويم الفلكي المصري، وإنجابه لمائة من الأبناء من زيجاته المتعددة.