السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«الإجابة مصر».. أهمية «قناة السويس الرقمية» كمركز لنقل البيانات في عصر التكنولوجيا

الرئيس نيوز

قال هيو مايلز، مؤسس Arab Digest في القاهرة، لموقع Middle East Eye: "لدينا اليوم ما يمكن أن نسميه قناة السويس الرقمية، فهناك 10 محطات هبوط للكابلات على سواحل مصر على البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر، وحوالي 15 طريقًا بريًا عبر البلاد، 10 منها تديرها شركة الاتصالات المصرية العملاقة، وتمتد منطقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط ​​حتى سنغافورة".

ومن حيث مركزيتها في الاتصال العالمي - تقدر المصرية للاتصالات أن 17% من حركة مرور الإنترنت تتدفق عبر مصر بينما يشير بعض المحللين إلى أنها قد تصل إلى 30%، وتربط بين 1.3 مليار و 2.3 مليار شخص - أدت إلى اعتبار مصر مركزًا للكابلات.

داخليا يسميها الخبراء "عنق الزجاجة" على البحر الأحم، حيث تربط أكثر من عشرة كابلات آسيا بأوروبا وأفريقيا بأوروبا، فيما يقول جاي زيبي، مؤسس شركة أبحاث السوق Xalam Analytics في جنوب إفريقيا: "التحدي مع مصر هو السرعة في التعامل مع أي انقطاع في خدمة الإنترنت وتدفق البيانات، وكذلك التعامل الذي يجب أن يكون سيعًا وفوريًا مع أي شكوك تنظيمية، فمنع حركة المرور، أو انقطاع الخدمة يعني الاختناق لجزء كبير من حركة الإنترنت في جميع أنحاء العالم".

محاولات لتمديد كابلات جديدة في مصر

كانت هناك موجة من الكابلات الجديدة التي تم تمديدها في جميع أنحاء مصر في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك شبكة باكستان شرق أفريقيا كيبل إكسبريس (PEACE)، وشبكة 2Africa، وشبكة كيب تاون إلى القاهرة، ولكن الآن يقال إن طريقًا جديدًا بين الهند وإيطاليا يجري التخطيط له من قبل جوجل - على الرغم من أنه لا يزال غير مؤكد - وإذا تحقق قد يهدد السيطرة الحالية لمصر، بحسب مايلز.

ووفقًا للتقارير، فإن شبكة "بلو رامان" التي تبلغ تكلفتها 400 مليون دولار ستتألف من كبلين مرتبطين، وسيمتد الكابل "الأزرق" من جنوة في إيطاليا إلى إسرائيل، ثم يمر عبر منطقة السويس عبر كابل أرضي يمتد إلى ميناء العقبة الأردني، وسيمتد كابل "رامان" من العقبة عبر المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وعبر المحيط الهندي إلى مومباي.

وفي الوقت نفسه، يتطلع كل من جوجل وفيسبوك ومزودو خدمات الإنترنت على نطاق واسع إلى الحصول على مزيد من التحكم في حركة المرور الخاصة بهم بدلاً من شراء القدرة على الكابلات الموجودة.


يشار إلى أنه لا يوجد سوى عدد قليل من نقاط العبور الاستراتيجية التاريخية حول البحر الأبيض المتوسط: مضيق جبل طارق وقناة السويس والبوسفور،في حين أن قناة السويس هي جوهرة في تاج مصر منذ عام 1869، حيث حققت عائدات تقدر بنحو 5.6 مليار دولار في عام 2020 وحده، إلا أن أهميتها في العصر الرقمي لا تقل عن أهميتها بالنسبة لمسارات الشحن العالمية، إضافة إلى أن موقع مصر كمحور لكابلات الألياف الضوئية، يربط بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، يعني أن ما يصل إلى 30% من اتصال الإنترنت وحركة نقل البيانات لسكان العالم يمر عبر البلاد.

و يقول آلان مولدين، مدير الأبحاث في شركة أبحاث الاتصالات TeleGeography في واشنطن العاصمة، "إذا كنت ترغب في توجيه الكابلات بين أوروبا والشرق الأوسط إلى الهند.. فإن الإجابة الصحيحة المقبولة هي: عبر مصر، حيث توجد أقل مساحة من الأرض يمكن عبورها".

نجحت مصر، من خلال الشركة المصرية للاتصالات (TE) في الاستفادة من موقعها لإغراء مالكي كابلات البيانات بعبورها الأراضي المصرية،
وفي عصر التحول الرقمي، تحول الموقع الجغرافي إلى "أحد الأوراق الرابحة التي تمتلكها مصر الكبيرة، تمامًا مثل الأهرامات، التي لا ينتهي الاهتمام بها ولا تسليط الضوء عليها أبدا".

ويعتقد الصحفي المستقل المقيم في بيوت "بول كوشرين" أن "المصريين الذين اعتادوا على ممارسة الأعمال التجارية من عبور البضائع والسياحة، سيفعلون نفس الشيء الآن ولكن في مجال نقل بالبيانات".