الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«من أجل عالم أكثر أمانا».. ضغوط لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة

الرئيس نيوز

بين الحين والآخر، تتصاعد الدعوات في واشنطن لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي بسبب ممارسته أنشطة مريبة وضارة على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من تسليط العديد من السياسيين المحافظين ومراكز الفكر الاستخباراتية والنشطاء المناهضين لحركات الإسلام السياسي الضوء على خطر الحركة الراديكالية المتطرفة وكافة المنظمات التي تعمل بالوكالة عنها، لم تتخذ حكومة الولايات المتحدة أي قرار رسمي في هذا الصدد.

محاولات أمريكية
وفي وقت مبكر من ديسمبر الجاري، أعاد السناتور الجمهوري تيد كروز، المعروف بمحاولاته الحثيثة ضد الجماعة المتطرفة، تقديم مشروع قانون لإدراج الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، وإذا أصبح قانونًا، سيسمح للحكومة الأمريكية بفرض مجموعة واسعة من العقوبات على أي دول أو شركات أو أفراد يدعمون أو يمولون أو يتفاعلون مع التنظيم وأعضائه.

وقال كروز في بيان: "أنا فخور بأننا في ظل إدارة ترامب نستمر في الدعوة لمحاربة الإرهاب المتطرف، ويسعدني أن أنضم إلى زملائي اليوم في إعادة تقديم هذا التشريع"، مشددًا على أهمية محاسبة المنظمات الإرهابية الأجنبية على أعمالهم الإجرامية وتحديد إجراءات واضحة لتنفيذ ذلك.

اجندة عابرة للقارات
وقالت زميلة مركز السياسة الأمنية وهي المرشحة الجمهورية السابقة للكونجرس "داليا العقيد" إنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين تأسست في مصر على يد حسن البنا منذ أكثر من 90 عامًا، إلا أن تهديدها نما واتسعت قاعدتها بدعم من حليفين للولايات المتحدة، ولا شك أنها تقصد قطر وتركيا، إلا أن عدة دول عربية قريبة من واشنطن اتخذت إجراءات صارمة ضد الجماعة، معتبرة أنها التهديد الأول في المنطقة وخارجها.

وأضافت: "لقد تجاوزت طموحات البنا حدود بلاده، حيث رسخ أجندة الإخوان - لإعادة إنشاء الخلافة كأيديولوجية عابرة للقارات- يجب أن تُطبق على الصعيد العالمي، حيث يتمثل الهدف النهائي للجماعة في تكوين رابطة قائمة على أيديولوجية سياسية لاستعادة القوة والهيبة للتأثير على القرارات الدولية الرئيسية لخدمة مصالحها السياسية والاقتصادية.

استغلال المهاجرين
وكشف العقيد تفاصيل تغلل الإخوان في الغرب، موضحة أنه بين عام 1949 عندما اغتيل البنا وعام 2020، تعلم الإخوان التسلل إلى الغرب والسيطرة على اللعبة السياسية، حيث أدت الأحكام القضائية التي صدرت بحق مجرمي التنظيم بالإضافة إلى رغبة من لم تتم إدانتهم في السعي إلى حياة أفضل، إلى موجات من الهجرة، من خلال هروب الإخوان إلى بلدان مختلفة في الغرب، وخاصة أوروبا والولايات المتحدة.

ببطء، بدأ الإخوان يتغلغلون في الجاليات المسلمة ويهيمنون بحكم إتقانهم للتنظيم على مساجدها ومؤسساتها ومنظماتها، ولسوء الحظ، كان الأشخاص الأكثر اهتمامًا ببناء هذه المؤسسات مرتبطين بجماعة الإخوان أو الحركات المستوحاة منها.

تمويل قطر
استغل الإخوان نسبة كبيرة من التمويل السخي الذي يحصلون عليه من عدة دول للتلاعب بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم من خلال إنشاء مئات المنظمات لإبقائهم معزولين في مجتمعاتهم. في هذه الأثناء، بعيدًا عن الشعارات الإسلامية، استخدم التنظيم الدولي موارده للتأثير على المؤسسات الفكرية الدولية والمنظمات الخيرية وشركات العلاقات العامة والعديد من وسائل الإعلام في الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية للترويج للجماعة بشكل غير مباشر وتعزيز أيديولوجيتها.

الجزيرة.. بوق جماعة التطرف
قدمت قطر للجماعة المتطرفة أكبر منصة إعلامية في الشرق الأوسط، فقد لعبت قناة الجزيرة وأخواتها من وسائل الإعلام دورًا حيويًا في تطرف المسلمين الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، والتحريض على الكراهية ومعاداة السامية من خلال اللعب على مشاعر مشاهديها، الذين جاءوا في الأصل من منطقة غير مستقرة سياسيًا تمزقها الحرب.

من ناحية أخرى، فإن النسخة الإنجليزية من شبكة الجزيرة دابت على تجميل الوجه الديكتاتوري البشع لبعض حركات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية التي تجيد لعب دور الضحية وكسب تعاطف العالم الغربي.

في الولايات المتحدة، وبفضل الدعاية القادمة من وسائل الإعلام السائدة ذات الميول اليسارية، لم يحتاج الإسلاميون إلى أي جهد إضافي أو مساعدة في التأكيد على الرواية القائلة بأن أمريكا بلد ظالم وشرير كان يستهدف الأقليات المختلفة طوال تاريخه الحديث.

في غضون ذلك، انتشر الارتباك بين مصطلحي "إسلامي" و"مسلم" من قبل جماعة الإخوان نفسها، لقد خدمت استراتيجية وضع جميع المسلمين في فئة واحدة أجندة التنظيم وعززت حججه من أجل الإيهام بأن كل هجوم على الجماعة هو هجوم على الإسلام.

لكن لماذا ينحني العالم أمام المختبئين خلف ستار الدين؟
من أجل النجاح في محاربة الآراء المتطرفة التي انتشرت في الغرب بشكل عام، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، تحتاج أمريكا إلى التعلم من مصر والإمارات والسعودية واتخاذ إجراءات صارمة ضد الإخوان ومحاولاتهم تتسلل إلى مجتمعها.

وينصح تقرير مجلة "يواسيا ريفيو" المتخصصة في الأخبار والتحليلات، بأنه لا ينبغي لواشنطن أن تعامل الإخوان بشكل مختلف عن التنظيمات الإرهابية القادمة من الشرق الأوسط.  كما يجب أن ترسل تحذيرًا واضحًا من العواقب الوخيمة إلى البلدان التي تدعم الجماعة أو تمولها أو تؤويها أو توفر منهاجًا لها. فهل سيكون ذلك سهلا؟ بالطبع لا - على الأقل ليس في السنوات الأربع المقبلة.

يعتقد معظم الديمقراطيين، بمن فيهم أعضاء الإدارة المقبلة، بقوة أن تصنيف جماعة الإخوان سيكون له تأثير سلبي على علاقات واشنطن مع العديد من الدول العربية والإسلامية، لكن هؤلاء بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على نضالات الشعوب في الشرق الأوسط بسبب انعدام الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تسببه الجماعات المتطرفة مثل الإخوان.

وأكد التقرير: "إن اتخاذ قرار جريء وشجاع كهذا سيجعل العالم بالتأكيد مكانًا أفضل وأكثر أمانًا".