الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفريغ جزئي لمياه سد النهضة.. هل تتراجع إثيوبيا؟

الرئيس نيوز


كشفت صور الأقمار الصناعية لسد النهضة، عن بدء تجارب فتح وغلق البوابة الرابعة، مؤخرًا، حيث يضم أربعة بوابات، تم تشغيل بوابتين فعليا منها قبل بدء الملء الأول، كما تم إجراء اختبارات على فتح بوابات السد منذ أيام قليلة، لتفريغ كميات من الطمي المتراكم في سعة المرحلة الأولى لالملء الأول.

وأوضحت مصادر مطلعة على ملف المياه، احتمالية أن تكون إثيوبيا فى طريقها إلى تشغيل البوابات السفلية بالسد، وتفريغ جزء من المخزون أى حوالي 1.5 مليار متر مكعب، والذى يعنى إما التجهيز لتكملة غلق الممر الأوسط بالسد لتنفيذ الملء الأول فعليا، أو أن تفريغ جزء من المخزون مما يعد أمرا جيدا في حالة حدوث توتر لن يكون ما تم احتجازه قوة ضغط إثيوبية، كما أنه إذا حدثت هذه الخطوة سوف يتأثر السودان او تحديدا قدرات سد الروصيرص وهو تأثر كهربي بسبب كميات الطمي الواردة إليه وتأثر التوربينات بسد الروصيرص  في حال فتح بوابات سد النهضة .


هل تتراجع إثيوبيا؟
 

وأشارت المصادر إلى أن تغير لون المياه العابرة من سد النهضة في اتجاه سد الروصيرص بالسودان إلى اللون البني في بعض الأجزاء،  يعد كعلامة على بدء تمرير المياه المخزنة خلف السد من الممرات السفلية، أو ما يسمى "البرابخ"، كما أنه يظهر نتيجة مرور كميات الطمي المتراكم أمامها، وبالتالى إذا حدثت هذه الخطوة سوف يكون لها تأثير سلبي على رئيس الوزراء الاثيوبي داخليا،  لأنه سبق وأعلن تنفيذ الملء الأول للسد، بينما  سيتم تفريغ جزئي للخزان خلف السد حتى ينخفض منسوب المياه عن الجسم الخرساني للممر الأوسط، والذي يجب العمل فيه بزيادة إرتفاعه لتستوعب البحيرة الكمية المخطط تخزينها، اعتبارا من يونيو القادم.

وأوضحت أنه من الممكن أن تقدم اثيوبيا تراجع نوعي فى مطالبها؛ لاستكمال المفاوضات وتخفيف الضغط عليها فى ملف التيجراي، مطالبة السودان بإجراء اختبارات على جودة المياه، التي تم إطلاقها مشبعة بالطمي، بعد أن وصلت فعليا عند محطة الديم الحدودية، أقرب نقطة على الحدود الإثيوبية السودانية من سد النهضة.


تعثر المفاوضات

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى استمرار تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط فى سد النهضة حتى أمس، وذلك رغم انتهاء موسم الفيضان منذ أسابيع، مشيراً إلى أن هذه  المياه هى بعض مياه الأمطار الخفيفة فى حوض النيل الأزرق مع التدفق اليومى من بحيرة تانا والذى يصل الى حوالى عشرة ملايين متر مكعب. 

وأوضح أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن مفاوضات سد النهضة مجمدة للمرة الثالثة فى مرحلة الاتحاد الإفريقى التى بدأت فى 26 يونيو الماضى، بعد التعثر حتى فى الاتفاق على منهج التفاوض نفسه، مشيرًا إلى إنه كان من الممكن فتح البوابات الأربعة الصغرى، لتصريف هذه الكمية المتواضعة وتجفيف الممر الأوسط للبدء فى تعليته 30 مترا لكى يصبح قادراً على تخزين 18 مليار متر مكعب الصيف القادم.

وأوضح أنه لم تتم هذه الخطوة حتى الآن، ويرجع ذلك إلى أن الحكومة الاثيوبية منشغلة الآن فى حربها مع اقليم تيجراى، بالإضافة إلى  محاولة الحكومة الاثيوبية تجنب التصعيد  وزيادة التوتر الخارجى مع مصر والسودان، خاصة وأن الداخل مشتعل ليس فقط من تيجراى ولكن من أقاليم أخرى مثل أوروميا وبنى شنقول الموجود به سد النهضة، وأوجادين، واشتداد المعارضة ضد أبى أحمد خاصة، بعد تأجيله الانتخابات العامة الى العام القادم وبقائه فى السلطة.