الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"دبلوماسية القمة".. خبراء يكشفون رسائل زيارة السيسى لليونان

الرئيس نيوز

اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، زيارته إلى اليونان، بعد سلسلة من اللقاءات الهامة التي عقدها مع كبار المسؤولين اليونانيين.

والتقى الرئيس السيسي بكونستانتين تاسولاس رئيس البرلمان اليوناني، حيث رحب الأخير بزيارة الرئيس إلى اليونان، مستعرضًا العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المصري واليوناني، والتي شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، من تعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.

كما التقى الرئيس السيسي، مع أليكسيس تسيبراس، رئيس وزراء اليونان السابق والرئيس الحالي لحزب سيريزا اليوناني.

ومن جهته أكد أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجى، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس لليونان تحمل أربع رسائل أولها أنها تأكيد على اتباع مصر واليونان لإجرءات القانون الدولى فيما يخص اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية وذلك لكون تلك الزيارة هى الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لليونان بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين فى أغسطس الماضى، مشيرا إلى أن ذلك يقابل الرعونة التركيا فى تعديها على القانون الدولى فيما يخص اتفاقيات البحار.

وأشار أحمد إلى أن الرسالة الثانية التى حملتها الزيارة هى التأكيد على وجود تحالف قوى وعلاقات قوية تربط بين مصر واليونان فى إطار الثلاثية الدولية (مصر-قبرص-اليونان) والتى شهدت ثمانى قمم وهى تقدم نموذج للتعاون الدولى والمنافع المتبادلة للدول الثلاثة بما يعتبر أتجاه دوليا للتعاون المشترك.

وعن الرسالة الثالثة التى حملتها الزيارة قال خبير العلاقات الدولية: "تأكيد على تفاهم مشترك بين مصر واليونان فيما يتعلق بالاستفزازات التركية فى شرق المتوسط بجانب وقوف اليونان بجانب مصر وتبنى رؤيتها فيما يخص القضية الليبية ورفض مصر للتدخل التركى وتمويل الميلشيات هناك، وهو تأكيد لإتجاه دولى واحد فى مقابل العزلة الدولية لتركيا لقيامها بأعمال استفزازية فى شرق المتوسط تؤدى لتهديد أمن واستقرار المنطقة".

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن الرسالة الرابعة هى التأكيد على وجود شراكة استراتيجية بين البلدين(مصر-اليونان) باعتبار أن مصر بوابة اليونان وأوربا لأفريقيا فى مقابل أن اليونان بوابة مصر لأوربا.

زيارة لصنع قرار مشترك تجاه قضايا المتوسط 

من جانبه قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لليونان، تأكيد على الروابط الوثيقة التى تربط بين البلدين وهى تندرج تحت مسمى "دبلوماسية القمة" وهى نوعا من الزيارات الدبلوماسية قصيرة الزمن ولكنها ذات نتائج شديدة الأهمية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه تم بحث العديد من الأمور المشتركة فى مجالات الاستثمار والطاقة والغاز خاصة فيما يخص حقول الغاز فى شرق المتوسط  وكذلك تناول العديد من القضايا الإقليمية الهامة ومنها حديث السيسى عن كون قضية الإرهاب تتطلب مواجهة دولية للدول الداعمة للإرهاب سواء من خلال الإعلام أو من خلال المد العسكرى والأسلحة أو من خلال التمويل المعلوماتى أو المالى.

وأوضح إكرام بدر الدين أن تلك الزيارة أكدت أن مصر حليف قوى ليس فقط لليونان ولكن للاتحاد الأوربى حسبما ذكر رئيس الوزراء اليونانى فى كلمته أمس.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن تلك الزيارة تتمثل أيضا أهميتها فى كون السيسى التقى بجميع صناع القرار هناك ومنهم رئيسة الدولة ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وهى ما يدل على كونها زيارة لصنع قرار مشترك بين مصر واليونان والاتحاد الأوربى فيما يخص الاستفزازات التى يتعرض لها شرق المتوسط لكون ذلك تهديد لأوربا وليس لمصر واليونان فقط.

اليونان تحتاج إلى مصر أكثر فى هذه الفترة 

أكد جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن اليونان ترتبط بمصر بعلاقات وثيقة وتاريخية وأن اليونان فى هذه الفترة تحتاج لمصر أكثر من أحتياج مصر لها، وذلك نظرا للتهديدات التركية لليونان فى شرق المتوسط.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن المصالح المشتركة والتعاون المشترك بين البلدين زاد فى السنوات الأخيرة، وذلك مع فكرة التعاون من أجل استقرار شرق المتوسط ضد أي تهديد وكذلك مع فكرة منتدى غاز المتوسط.

وأشار جمال سلامة إلى أن اليونان يمكن فى المرحلة القادمة أن تلعب دور تنسيقى لصالح مصر داخل دول حلف الناتو وكذلك داخل الأتحاد الأوربى نظرا لوجود المزيد من المصالح المشتركة بينها بين مصر والتى عمل الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال تلك الزيارة ومن قبلها على توطيدها.

وكانت الأيام الماضية شهدت زيارة السيسى لليونان وتم تقليد الرئيس عبد الفتاح السيسى وسام الشجاعة اليونانى تكريما له ولدور مصر فى نشر الاستقرار فى منطقة شرق المتوسط.