الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«فخ أردوغان».. كيف تسعي أنقرة لأخذ دور مصر والسعودية في المنطقة؟

الرئيس نيوز

جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتهامه لتركيا بتبني موقف "عدواني"، تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي، متوقعًا أن تنحسر التوترات المسيطرة على العلاقات الثنائية بين البلدين إذا فقط أظهر أردوغان الاحترام، وتوقف عن الكذب بشأن نواياه، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

 وأدان ماكرون سلوك تركيا في سوريا وليبيا والبحر المتوسط، قائلًا: "تركيا لديها موقف عدواني تجاه حلفائها في الناتو".

وكشف تقرير أعده "أندرياس كلوث"، المتخصص في الشؤون الدبلوماسية، على منصة The Print  الرقمية، عن أنه بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من افتراض المفكر الراحل صموئيل هنتنجتون "صدام الحضارات" القادم، هناك من يرحبون بحرارة بذلك الصدام وعلى رأسهم أردوغان.

وتابع "كلوث": "هذا الشهر، اختار أردوغان أوروبا مرة أخرى كساحة لمعاركه، وتحديدًا فرنسا.. ويزعم أن باريس معادية للإسلام دستوريًا.. كما قال مرارًا إن الرئيس إيمانويل ماكرون يجب أن يخضع لفحص صحته العقلية.. وحث أردوغان المسلمين في كل مكان على مقاطعة البضائع الفرنسية، كما نصب نفسه متحدثًا بالنيابة عن أتباع الدين الإسلامي بأكمله.. لكن أردوغان يختار هذه المعركة، مثل العديد من معاركه الأخرى غير الضرورية، فقط لصرف نظر الأتراك عن فشله في الحكم، حتى يتمكن من الاستمرار في الظهور على أنه المرمم للعظمة التركية".

 وحذر "كلوث" المسلمين والأوروبيين من ديانات أخرى، من  الوقوع في فخ أردوغان، مؤكدًا أن قطع الرأس وجرائم القتل الأخرى هي جرائم بربرية في فرنسا، كما لو كانت في تركيا أو أي دولة أخرى، ويجب محاكمة مرتكبي هذه الجرائم، موضحًا: "ماكرون أو أي زعيم آخر يتحمل مسؤولية منع التطرف على الجانب المسبب لغضب المسلمين، وفقًا للقانون".
 
وتابع التقرير: "مرت أوقات لم يكن فيها أردوغان يرى الغرب على أنه عدو لتركيا، بل أراد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن، بعد أن شعر بالازدراء من قبل بروكسل وبرلين وباريس وعواصم غربية أخرى، فقد تحول إلى شعبوي ووحدوي ومشاغب، لقد استخدم محاولة الانقلاب الفاشلة في الداخل كذريعة للقضاء على الحريات المدنية بما في ذلك حرية التعبير التي تمثلها فرنسا الآن ولا شك في أنه قد أساء إدارة اقتصاد تركيا".


ويرى كلوث أن أردوغان يريد من تركيا أن تحل محل المملكة العربية السعودية ومصر باعتبارها القوة الحامية للإسلام السني، كما كانت الإمبراطورية العثمانية في السابق، كما يريد إبراز قوته في كل الاتجاهات، تجاه موسكو كما هو تجاه الغرب، مضيفًا: "هذا سبب تدخله في النزاعات حول المنطقة، من سوريا إلى ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط، والآن أيضًا في المعارك بين الأذربيجانيين (العرق التركي) والأرمن.. وفي العديد من هذه الصراعات يواجه فرنسا في الجانب الآخر".