الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«رياح التغيير».. تأثير «صديق كوشنر» بالأردن على موقف التطبيع

الرئيس نيوز

رجح خبير إسرائيلي أن بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني الجديد، الذي يعتقد أنه صديق لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره قد يساهم في تغيير موقف الأردن من خطة السلام الأمريكية المقترحة في 2020، كما قد يساهم في تغيير موقف بلاده تجاه إسرائيل، مضيفًا: "هذا لن يحدث بسرعة، لأنه سيحتاج أولاً إلى التعامل بحكمة مع الرأي العام للأمة والمعارضة من داخل الحكومة".

وأشارت وكالة سبوتنيك الروسية في تقرير نشر اليوم، بعنوان "رياح التغيير" إلى أن رئيس الوزراء الأردني الجديد، بشر الخصاونة، وحكومته، التي تولت السلطة في منتصف أكتوبر، سيحتاج إلى معالجة عدد من القضايا الملحة.

تغييرات الموقف الأردني 
محليًا، سيحتاج رئيس الحكومة الجديد إلى التركيز على مكافحة جائحة كورونا الوبائية التي أودت بحياة ما يقرب من 450 أردنيًا، إضافة إلى معالجة قضية الاقتصاد المتعثر في البلاد، ومن المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الأردني بنسبة 6 % بنهاية العام الجاري.

على الصعيد الدولي، ستكون مساهمته كدبلوماسي محنك ومفاوض سابق مع إسرائيل ضرورية بشأن القضية الفلسطينية، لا سيما بالنظر إلى التوسع المستمر للدولة اليهودية في الضفة الغربية واتفاقيات التطبيع الأخيرة مع ثلاث دول إسلامية، مما يساهم في دعم السلطة الفلسطينية. 

وعلى مر السنين، كانت المملكة الهاشمية داعمة للفلسطينيين، الذين يشكلون، وفقًا لبعض التقديرات، حوالي 70 في المائة من إجمالي سكان البلاد. وعلى الرغم من أن العلاقات الفلسطينية الأردنية تعرضت لضربة قاسية في السبعينيات منذ أحداث ما يعرف بـ"سبتمبر الأسود"، تمكن الجانبان من التغلب على هذا التحدي.

القضية الفلسطينية 
أيد الأردن مرارًا فكرة حل الدولتين، ورفضت الحكومة خطة الدولة اليهودية لفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وانتقد الملك عبد الله الثاني خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام، التي تفترض مسبقًا تبادل الأراضي وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها على مشارف القدس، وليس في الجزء الشرقي من الضفة الغربية.

قد يتغير هذا الموقف الآن تجاه الصفقة التي اقترحها الأمريكيون، كما يعتقد بنحاس عنباري، المحلل في مركز القدس للشؤون العامة، والسبب في ذلك هو "صداقة" رئيس الوزراء الجديد لكوشنر، صهر الرئيس ترامب، الذي لعب دورًا محوريًا في وضع مبادرة السلام التي اشتهرت باسم "صفقة القرن" والعقل المدبر للاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والبحرين في منتصف سبتمبر 2020. 

وأضاف عنباري: "ما نعرفه أنه في نصف العام الماضي، زار رئيس الوزراء الحالي المملكة العربية السعودية والخليج في عدة مناسبات، وما نعرفه أيضًا أنه صديق جيد لكوشنر، مما يعني أن الأردن قد يرغب في ذلك. غير مسارها وانضم إلى معسكر ترامب".

لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، لا سيما بالنظر إلى أن الرأي العام الأردني عارض بشدة المقترحات التي قدمتها إدارة ترامب، ففي يوليو، أظهر استطلاع أجراه معهد واشنطن أن 68% من الأردنيين "قلقون" من أن خطة السلام تهدف إلى تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية بديلة، فيما قال 38% إنهم يريدون رؤية حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود.

واختتم عنباري تعليقه قائلاً: "إذا كان الفائز في هذا السباق هو ترامب، فسنشهد تغييرات. كيف سيفعل ذلك؟ الإجابة بسيطة وهي: بالمال وبالكثير من المال". في الأشهر الأخيرة، انغمس الاقتصاد الأردني في أزمة طارئة أعمق بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.

يشار إلى أن اقتصاد الأردن انكمش بنسبة 3.6% في الربع الثاني من العام، إذ فقد الكثيرون وظائفهم بسبب القيود التي تهدف إلى الحد من تفشي الوباء ويتوقع الخبراء أن ترتفع معدلات البطالة إلى 35٪ بحلول نهاية عام 2020.

 وبسبب الأزمة رجحت سبوتنيك أن المقترحات النقدية من قبل واشنطن قد تجذب عمان، وتقدم الولايات المتحدة بالفعل للمملكة أكثر من مليار دولار سنويًا.