الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كواليس صراع ميليشيات طرابلس ومصراتة في غرب ليبيا

الرئيس نيوز

تتصارع ميليشيات طرابلس ومصراتة على النفوذ في مناطقها، خاصة مع وجود ولاءات مختلفة وانتمائات لتنظيمات، منها الموالي لتنظيم داعش أو القاعدة أو الإخوان، وتعاني العاصمة الليبية، طرابلس منذ سنوات من سيطرة الميليشيات، قبل أن يصل إليها المرتزقة الموالين لتركيا لتتضاعف معاناة الدولة الليبية.

وبين الحين والآخر، تتجدد الاشتباكات بين الميليشيات الموجود في غرب ليبيا والتابعة لحكومة الوفاق، ولعل آخرها، وقوع اشتباكات بين ميليشيات تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، وأخرى تتبع وزارة دفاع الوفاق في منطقة "ورشفانة" جنوب غرب طرابلس.

 

الاستيلاء على المناصب

كشفت وسائل إعلام دولية، نقلاً عن مصادر سعي "باشاغا" لإقصاء قائد للمنطقة الغربية، أسامة الجويلي من منصبه، إذ أصدر تعليماته لكتائب مصراتة باعتقال معمر الضاوي، زعيم ميليشيات ورشفانة التي وقفت أمام دخول الجيش الوطني الليبي من جهة الزاوية وغرب طرابلس، وذلك بعد أيام من تعليمات باعتقال عبدالرحمن ميلاد "البيدجا" المطلوب دوليا بتهمة تهريب البشر.

ويعد الضاوي أحد المخلصين للجويلي، لذا يرى المصدر أن خطوة اعتقاله تأتي تحت بند قطع أذرع الأخير في المنطقة الغربية، تمهيدًا للزج به في السجن بسبب قضايا عديدة أهمها دعم مافيا تهريب الوقود والمخدرات لدول الجوار وارتكاب جرائم حرب في ورشفانة عام 2018.

 

السيطرة على القرار

في أغسطس الماضي، تحدثت مصادر عن وقوع اشتباكات في منطقة شيل برقان بعين زارة جنوبي العاصمة بين مجموعة تتبع الميليشياوي المعروف باسم "بوراس"، ومجموعة أخرى من مليشيات مصراتة على خلفية اعتداء على عنصر من ميليشيا "المحجوب- مصراتة"، لكسره الطابور والدخول لشراء المحروقات.

هذه الخلافات تجلت في خطاب أرسله أحد أعضاء المجلس الرئاسي للجهات الرسمية والمعنية بالدولة، ومدير إدارة الشؤون القانونية بعدم اعتماد أي خطاب أو قرار يحمل اسم المجلس الرئاسي، إن لم يكن ناتجاً عن اجتماع للمجلس ككل وليس أحد أعضائه أو رئيسه، فيما بدا وأنها خطوة للحد من تفرد رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بالسلطة والذي ينوي الاستقالة نهاية الشهر الجاري.

كما ظهرت بوادر الخلافات بين باشاغا وميليشات طرابلس في يوليو الماضي، بعدما خرجت ميليشيا "ثوار طرابلس" بسيارات عسكرية وأسلحة ومقاتلين، في شوارع العاصمة الليبية طرابلس، في استعراض واضح للقوة من قبل إحدى الفصائل المنضوية ضمن قوات حكومة الوفاق، رداً على محاولات اخراجها من المشهد السياسي والأمني.

 

النفط

وفي ذات السياق، سقط عدد من القتلى أثناء مواجهات في ضاحية جنزور بالعاصمة طرابلس، في اشتباكات مع مليشيات أخرى تتبع نفس الوزارة، على تقاسم السيطرة في المنطقة، أمام مقر حرس "المنشآت النفطية" في جنزور وقرب مقر البعثة الأممية بالبلاد.

وأفادت تقارير إعلامية أن صراع الميليشيات كان بهدف السيطرة على محطات الوقود، ما أسفر عن مقتل عدد من قيادات هذه المليشيات.

 

مفاصل الدولة

وفي فبراير الماضي، كشفت تصريحات وزير داخلية الوفاق عن حجم الصراع الدائر في غرب ليبيا، إذ توعد من أسماهم بالمجرمين الذين يعتدون على الدولة ورجال الشرطة والوزراء قائلا:"نحن نريد تفكيك المليشيات والإجرام المنظم الذي تغلغل ومد جذوره"، متهماً ميليشيات طرابلس بالسيطرة على جهاز المخابرات العامة.

وكانت الخلافات قد تفجرت بين كتيبة "النواصي"، وداخلية الوفاق، وميليشيات مصراتة، وشنت النواصي وكتيبة ثوار طرابلس سلسلة اعتقالات بحق عدد من المسؤولين في وزارة داخلية الوفاق، والاستخبارات العسكرية وغيرها.

واعتبر المراقبون أن الغاية من تهديدات باشاغا هي فتح المجال أمام ميليشيات مصراتة للسيطرة على العاصمة ومفاصل الحكم فيها بعد استبعاد ميليشيات طرابلس، مشيرين إلى استجلاب المئات من العناصر الأمنية من مصراتة ونشرها حول عدد من المؤسسات بدعم من المرتزقة السوريون الذين دفعت بهم تركيا لتحقيق اطماعها في ليبي.