«مرض الرئيس».. سر مراقبة الولايات المتحدة خصومها بعد إصابة ترامب بـ«كورونا»
دائما ما تكون الحكومات التي توشك على إجراء انتخابات أو في طور الانتقال من زعيم إلى آخر أكثر عرضة للاستغلال والتدخل الخارجي، ورغم مرور الولايات المتحدة منذ فترات طويلة بالانتخابات ونقل السلطة دون أي اضطرابات كبيرة، إلا أن تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه قد يرفض النتائج إذا خسر أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن أضافت توترًا غير عادي لانتخابات هذا العام.
واليوم، بعد أصابة ترامب بفيروس
كورونا، فإن ذلك تسبب في مزيد من عدم اليقين قبل أسابيع من الانتخابات أو أي
انتقال محتمل، ويقول كريس لو، المدير التنفيذي لجهود باراك أوباما الانتقالية لعام
2008: "هناك إجراءات راسخة تسير أعمال الحكومة حتى لو أصيب الرئيس بالعجز
لسبب أو لآخر"، مضيفا أن تشخيص إصابة ترامب بفيروس كوفيد مستوى إضافيًا من
عدم اليقين في وقت نعلم أن الخصوم الأجانب يحاولون استغلال نقاط ضعفنا.
جهاز الأمن القومي الأمريكي يراقب عن
كثب محاولات الخصوم الأجانب استغلال إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا، والتي
يصفها البعض بأنها نقطة ضعف محتملة رئيسية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات
الرئاسية.
وقال مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون في الأمن القومي صباح أمس
الجمعة إنهم يراقبون بعناية كيف تتفاعل إيران والصين وكوريا الشمالية وروسيا مع
الأنباء الواردة من البيت الأبيض، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتأثير على
العمليات والمعلومات المضللة التي يحاولون ضخها في الحوار الأمريكي الوطني في لحظة
مليئة بعدم اليقين.
المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، العقيد ديف باتلر، أكد أن لجيش
الأمريكي على استعداد للدفاع عن البلاد ومواطنيها، مشيرا إلى عدم وجود أي تغيير في
جاهزية وقدرة القوات المسلحة،
إلا أن مسؤولي وزارة الدفاع أقروا بشكل منفصل عزمهم
مراقبة الأنشطة الانتهازية من قبل أعداء الولايات المتحدة، سواء على الأرض أو في
الفضاء الإلكتروني أو في شكل حرب المعلومات.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع، لمجلة Politico: "هناك احتمال أن يسعى
الخصوم إلى استغلال فضاء المعلومات وأتحدث عن الدعاية، نحن بالتأكيد نراقب ونواكب
ردود الأفعال، موضحا أن مسؤولي البنتاجون يراقبون قنوات التواصل الاجتماعي للخصوم مثل إيران
وروسيا والصين لحملات التضليل وجهود استغلال أي ضعف محسوس في القيادة الأمريكية
لنشر النفوذ في جميع أنحاء العالم.
وأضاف مسؤول آخر: "ما نتوقعه أن
اللاعبين الروس وربما الإيرانيين سيلعبون هذا الأمر"، رغم أنه لا يزال من غير
الواضح ما هي الزاوية التي سيتخذونها، مؤكدا أنه تمت استشارة خبراء خارجيين
يراقبون هذا النوع من النشاط وأن مجتمع الاستخبارات يراقب ما يناقشه الخصوم من
خلال قنوات الاتصال الخاصة بهم.
المتحدث باسم فيسبوك، آندي ستون، أكد أن الشركة بدأت في تتبع
المعلومات المضللة المحتملة والمعلومات المضللة على المنصة المتعلقة بإصابة ترامب
فور إعلانه في وقت مبكر من صباح الجمعة.
أما السيناتور ماركو روبيو (الجمهوري من فلوريدا)، القائم بأعمال
رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، غرد أمس الجمعة على "توتير"، ثائلا:
"أي خصم يرى أخبار إصابة ترامب فرصة لاختبار الولايات المتحدة سوف يرتكب خطأ
فادحًا".
ولفت المراقبون، حتى الآن على الأقل،
أن ترامب لا يزال في السلطة، وقال توماس شانون، نائب برلماني سابق: "ما لدينا
الآن هو رئيس في الحجر الصحي، لكن ليس رئيسًا عاجزًا، لذلك فهو قادر تمامًا على
التواصل، وتوجيه الحكومة، والتحدث والمشاركة مع موظفيه وأعضاء حكومته
وغيرهم". وأكد مسؤول في وزارة الخارجية. "أعتقد أننا الآن بخير، والرئيس
لا يزال لديه 'معنويات جيدة'، في حين أكد مسؤول في إدارة ترامب إن مستشار الأمن القومي
روبرت أوبراين يطلب من جميع موظفي مجلس الأمن القومي ارتداء أقنعة في المناطق
المشتركة.
في غضون ذلك، من المرجح أن يبحث مسؤولو المخابرات عن ما وصفه
مارك بوليمروبولوس، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي تقاعد في عام
2019 بأنه "زيادة طفيفة في النشاط ضد مصالح الولايات المتحدة، مع العلم أننا
منشغلون، والأعداء عثروا على فرصة لاختبارنا، ربما".
وأشار إلى أن الإيرانيين ربما يفكرون، على سبيل المثال، في ما
إذا كان رد الولايات المتحدة قد يكون أضعف إذا أطلقوا المزيد من الصواريخ على
السفارة الأمريكية في بغداد أو قاموا بخطوة عدوانية مفاجئة أخرى، وتوقع أن ينشر
الروس معلومات مضللة حول ضعف الحكومة الأمريكية وعجز ترامب.
يذكر أنه ثبتت إصابة ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا منذ
مساء الخميس، بعد تسعة أشهر من تسجيل أول إصابة بمرض كوفيد-19 بالولايات المتحدة
وقبل 32 يومًا فقط من الانتخابات. كشف الرئيس البالغ من العمر 74 عامًا عن تشخيصه
في تغريدة في الساعة 12:54 صباحًا يوم الجمعة، بعد ساعات من ورود أنباء عن إصابة
هوب هيكس مساعدة البيت الأبيض.
