الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«القضية الفلسطينية» بين ترامب وأوباما في خطة تحقيق السلام

الرئيس نيوز

تشكل اتفاقيات إبراهام الموقعة بين إسرائيل ودول الخليج؛ البحرين والإمارات في واشنطن، منتصف سبتمبر الجاري، لحظة نادرة في منطقة مزقتها الحروب في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان، فضلًا عن الصدمة التي سببتها وحشية تنظيم داعش الإرهابي، والنظام الإيراني والتدخلات التوسعية التركية في أكثر من دولة.

رصد تقرير للمرصد الأوروبي للتطرف، ومقره إيطاليا الاتفاق العربي الإسرائيلي دور اتفاقيات إبراهام،  التي اعتبرها "مهمة للغاية"، لتحديد التحالفات، وخطوط القتال في المنطقة، ولإلغاء الأنماط الفاشلة للوساطة والمفاوضات، التي أعاقت آفاق السلام لفترة طويلة.

واختبر التقرير الحكمة التقليدية بأن قبول إسرائيل واندماجها في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا بعد اتفاق الوضع النهائي مع الفلسطينيين، وتلبية المطالب الفلسطينية السياسية والإقليمية، وعلى الرغم من استمرار تمسك المملكة العربية السعودية بمبادرة السلام، التي لم ترد عليها إسرائيل حتى الآن، بعد مرور أقل من عقدين على إطلاقها. 

من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإنجاز الفعلي لاتفاقيات إبراهام إنجازاً ثقافيًا وخطوة غير مسبوقة، في قبول العرب للدولة اليهودية، بينما أكدت الصحيفة نفسها أن فكرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، لن تنفصل عن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ودللت على ذلك بحرص الإمارات العربية المتحدة ممثلة في سفيرها لدى واشنطن، التي حذرت نتنياهو من مغبة المضي قدماً في خطط ضم للأراضي في الضفة الغربية وغور الأردن.

نهج ترامب لصنع السلام
ومخاطبة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية، في مجلس النواب الأمريكي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والإرهاب الدولي، قالت "مارا رودمان"، مستشارة السياسة الخارجية في الإدارات الديمقراطية، للرئيسين بيل كلينتون وباراك أوباما ونائب الرئيس التنفيذي للسياسة في مؤسسة التقدم الأمريكي - American Progress، المعروف كمركز أبحاث أمريكي مرموق، إن رفض نهج إدارة دونالد ترامب لصنع السلام الإقليمي خطأ فادح لأن "الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يحل لتحقيق كامل التعاون الممكن بين إسرائيل والدول العربية".

القضية الفلسطينية
وكان وزير خارجية الرئيس أوباما، جون كيري، أكثر وضوحا وشجاعة عندما أكد أن السلام العربي الإسرائيلي الأوسع، مرتبط بشكل لا رجعة فيه بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية، موضحا لأنه لن يكون هناك سلام منفصل بين إسرائيل والعالم العربي، بمنأى عن القضية الفلسطينية.

لكن اتفاق إبراهام أظهر بشكل لا لبس فيه أن القضية الفلسطينية، رغم أنها لا تزال تستحق حلاً من أجلها، قد انفصلت عن الشؤون العالمية والإقليمية، من خلال فصل القضية الفلسطينية عن الاعتبارات الإقليمية الأوسع وإبراز إسرائيل كجزء شرعي من الشرق الأوسط، حققت إسرائيل مكسبًا ثقافيًا حظي باهتمام كافة المراقبين، وكان من المتوقع أن تكون تركيا والنظام الإيراني أكثر المعارضين للتطبيع الإسرائيلي.