الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

"مستقبل عباس".. مخاوف فلسطينية من دور دحلان بعد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي

الرئيس نيوز

اجتمع ممثلو الفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع الماضي، وحضروا محادثات عبر الفيديو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلين آخرين في رام الله. 
وذكرت مصادر فلسطينية، أن التذبذب في مواقف قادة السلطة الفلسطينية بشأن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل لا يزال مستمرًا، وأكدت المصادر لفرانس 24 أن الصفقة التي رعتها الولايات المتحدة لم تكن قضية الخلاف الحقيقية، بل كان تواجد محمد دحلان، زعيم التيار الإصلاحي داخل فتح، في الإمارات والإشاعات المتداولة التي تفيد بأن دحلان من المقرر أن يقود المستقبل بمنظمة التحرير.
علاوة على ذلك، كانت رغبة عباس في المزايدة على حماس في موضوع التطبيع عاملاً آخر وراء التصعيد الكلامي. ويسعى الرئيس الفلسطيني للظهور على أنه زعيم "المعسكر المعارض للتطبيع مع إسرائيل"، على الرغم من أن السلطة الفلسطينية لها نصيبها من العلاقات المتقدمة مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بشؤون التنسيق الأمني.
اعتبرت المصادر الفلسطينية، التي راقبت عن كثب اجتماع جامعة الدول العربية، الأربعاء، في القاهرة، أن الرئيس محمود عباس مقتنع بأن بقاءه على رأس السلطة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة غير مضمون في ظل تسارع الأمور السياسية والتحركات حول القضية الفلسطينية والتوقيع المرتقب لاتفاقيات عربية جديدة مع إسرائيل، في الوقت الذي أصبح فيه القادة الفلسطينيون والعرب مقتنعين بأن أبو مازن ليس رجل المستقبل وبدلاً من ذلك يفضلون التعامل مع شخصية بديلة قادرة على تطوير أداء السلطة الفلسطينية ومؤسساتها لتكون جاهزة لمواجهة المستجدات.

في سياق المخاوف المشتركة لعباس وحماس من آفاق المرحلة المقبلة، شن عدد من المحسوبين على حماس، وكذلك وسائل الإعلام الداعمة للحركة، هجمات على محمد دحلان، متهمين إياه بأنه أداة في يد الخارج ومكلف بتنفيذ مخططات الإمارات وإدارة ترامب وإسرائيل.

وقال الباحث الفلسطيني في مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات: "الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعزز دور دحلان، وقد يحاول استغلاله لتقوية مجموعة من القوى أو الجماعات السياسية أو المؤسسات التي تعمل تحت غطاء الأنشطة الاجتماعية والخيرية في الضفة الغربية على وجه الخصوص لبناء قاعدة شعبية أو حاضنة لحركته، وهذا قد يسهل عودته عندما يتجسد الفراغ السياسي الذي كان ينتظره".
وأضاف بشارات أن العامل الحاسم والمحدد لصعود دحلان سيكون "قدرته المستقبلية على حشد الدعم المالي والسياسي الذي سيجعل الأحزاب السياسية الرئيسية في السلطة الفلسطينية تنظر إليه على أنه المنقذ من واقع يزداد سوءًا بمرور الوقت".
لكن جهات فلسطينية ترى أنه من الصعب على دحلان العودة إلى الواجهة ولعب دور القائد البديل بسبب معارضة الفصائل لدوره، فضلاً عن علاقته المتوترة مع الرئيس عباس. ويقلل أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، من أهمية الفرضية القائلة بأن دحلان وحركته هم أكبر المستفيدين من الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية. وقال يوسف: "لا أعتقد أن الاتفاق سيؤثر إيجابيا على تيار دحلان حيث أن عمق التيار في الشارع الفلسطيني لا يزال ضحلا".
لم ينجح التصعيد الخطابي للرئيس الفلسطيني ضد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، الذي وصفه بـ "الخيانة" و"طعنة في ظهر القضية الفلسطينية"، في لفت الانتباه على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية، مما دفع السلطة إلى التهدئة ومحاولة تجاهل الخلاف مع الإمارات، التي يحظى نهجها الجديد بتفهم ودعم عربي. وأصدر عباس تعليمات يوم الثلاثاء تحظر أي تصريحات أو تصريحات هجومية ضد القادة العرب، بما في ذلك قيادات الإمارات العربية المتحدة. وحرصت السلطة الفلسطينية على تقديم مشروع القرار الذي قدمته إلى الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية بهدوء ودون أي استفزاز أو صدام مع الإمارات.
نص مشروع القرار الفلسطيني على أن الإعلان الثلاثي بين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة "لا يقوض الإجماع العربي حول القضية الفلسطينية (...) أو يغير الرؤية العربية المبدئية بأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. هو حل الدولتين على أساس حدود عام 1967.