الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«هل تسعى إثيوبيا لامتلاك القنبلة المائية؟»..استمرار مفاوضات سد النهضة منتصف سبتمبر

الرئيس نيوز

فشلت المفاوضات الثلاثية بين السودان و مصر و إثيوبيا، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة و المشروعات المستقبلية على النيل الأزرق، فى التوافق على مسودة الاتفاق المدمجة المفترض تقديمها لرئاسة الاتحاد الإفريقي، كما سيترك الخيار لكل دولة من الدول الثلاث، بمخاطبة رئاسة الإتحاد الأفريقي بشكل منفرد، وجاءت الجولة الأخيرة من المفاوضات بمشاركة وزراء الري و الموارد المائية في الدول الثلاث، ورعاية الاتحاد الإفريقي، فضلا عن حضور الخبراء و المراقبين من قبل الاتحاد الإفريقي، الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية، 

جولة  مباحثات جديدة
قدم خبراء الدول الثلاثة خلال الجلسة تقريرا عن أعمال اللجان، في محاولة الخروج بمسودة اتفاق موحد، من المسودة المدمجة لمقترحات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث.

و بعد تقييم دقيق لتطور المفاوضات ومراجعة عمل فرق الخبراء على مدى الأيام الماضية، تعثرت مسيرة دمج المسودات الثلاث، فيما كشفت مصادر مطلعة، أن إثيوبيا اقترحت جولة جديدة من المفاوضات بين الدول الثلاث، حول أزمة ملء وتشغيل سد النهضة،  وذلك فى 14 سبتمبر المقبل، مؤكدة ضرورة عدم العودة إلي طاولة المفاوضات مطلقا، لأنه إذا كانت نتيجة ثماني سنوات من التفاوض هي تراجع في المواقف والاختلاف علي مجمل الاتفاقية، فما هو الشئ الجديد  الذي سوف يضيفه الاستمرار في المفاوضات سوى خدمة الأجندة الإثيوبية.


مفاوضات بلا جدوى
 قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين: "الاتحاد الإفريقي لن يقدم الحل الذي يرضينا وأخشي أن تكون مجرد سلسلة من المفاوضات بدون جدوى وهى اللعبة التي أجادتها إثيوبيا"، مشيرًا  لأن عدم الإتفاق على المسودة المدمجة لمقترحات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث، يؤكد أنه لا أمل فى مفاوضات وهي مجرد استهلاك جديد للوقت، وحتى فى حالة الوصول إلى شبه اتفاق ستتهرب إثيوبيا كالمعتاد ثم تقترح طريقة أخرى لمفاوضات جديدة لا تنتهي.

من جانبه، قال الدكتور أحمد المفتى، خبير الموارد المائية السودانية وعضو اللجنة الفنية سابقا، أن الموقف الأخير يعطي إثيوبيا الفرصة في امتلاك القنبلة المائية التي سوف تملي بها إرادتها علي السودان ومصر، خاصة أن مواقف الدول الثلاثة تراجعت، وأصبحوا يختلفون علي مجمل الاتفاقية، وليس علي 5 نقاط فنية و 3 نقاط قانونية، كما كان في السابق، مضيفًا:" لا جدوي من مسار التفاوض الحالي، حيث يري السودان أنه ينبغي إعطاء دور للمراقبين، والخبراء في تقريب وجهات النظر، إضافة إلي أن يبت في الموضوع بواسطة رؤساء الدول، لأنه لا توجد حاليا إرادة سياسية، كما تأكد عدم جدوي المفاوضات وتراجع عن ما تم الاتفاق عليه".

إثيوبيا والقنبلة المائية

وأشار المفتى، إلى أن ما يعبر عنه وزير الري الإثيوبي، ليس هو موقفه بل هو موقف الدولة الإثيوبية وقد تم التعبير عنه عشرات المرات علي لسان رئيس  الوزراء الأثيوبي، موضحًا أن مقترح السودان عديم الجدوي، ويؤدي إلي ضياع  مزيدا من الوقت، كما ترغب إثيوبيا حتي يتم الملء الثاني، ومن ثم تمتلك إثيوبيا " القنبلة المائية "، التي تمكنها من إملاء إرادتها علي السودان ومصر.

وأكد خبير الموارد المائية السودانية، أن الرؤية الاستراتيجية الأمنية تؤكد أن إثيوبيا سوف تكمل المرحلة الثانية من ملء السد  بإرادتها المنفردة، ليصبح جملة ما يخزنه السد من مياه، أكثر من 18 مليار متر مكعب العام المقبل، ويفوق جملة ما تستطيع كل السدود السودانية من تخزينه من مياه، ولذا فمن ضمن الخطوات المهمة هى المطالبة بتفريغ سد النهضة من الملء الأول قبل فيضان 2021، لأنه لم يتم وفق القانون الدولي، وهو يشكل الجزء الأول من القنبلة المائية الإثيوبية.