الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أزمة الكهرباء تهدد الوضع السياسي الهش في غزة

الرئيس نيوز



تتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، لأكثر من 20 ساعة يوميًا، على نحو يصيب جميع قطاعات الرعاية الصحية والاقتصاد بالشلل، وينتظر سكان غزة السماح لإسرائيل بدخول الوقود إلى القطاع لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة لديهم.

ورصد موقع المونيتور الأمريكي عمال شركة الكهرباء الفلسطينية يتفقدون منشآت الطاقة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، كما أجرى حواراً مع مواطن يدعى "خميس مراد"، البالغ من العمر 61 عامًا، حيث قال: "إنه يحتاج إلى جلسات غسيل كلوي منتظمة في مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة لمدة أربع ساعات متواصلة.. ولكن خلال جلسته الأخيرة، توقف الجهاز الطبي فجأة بعد أقل من ساعتين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى".

 يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تأجيل أو إلغاء جلسات غسيل الكلى، ما يعرض حياة العشرات من المرضى لخطر كبير، إذ ينام العديد من المرضى في أروقة المستشفى وحتى في حديقتها، في انتظار عودة التيار الكهربي.

في السايق نفسه، أعلن المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، محمد ثابت، أن إمدادات الكهرباء للمنازل والمنشآت انخفضت إلى ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم، بأكثر من 20 ساعات من انقطاع التيار، مشيرًا لأنه تم تقنين جدول التوزيع السابق حوالي 8 ساعات من الإمداد مقابل 8 ساعات من انقطاع التيار الكهربائي.

وأوضح ثابت أن الإجراء الجديد جاء بعد أن أبلغت شركة توليد الكهرباء في غزة رسميًا أن عملية التوليد، في مخطط الكهرباء الوحيد، في غزة قد توقفت تمامًا، بسبب نفاد الوقود.

وفي 11 أغسطس الجاري، أوقفت إسرائيل شحنات الوقود إلى القطاع المحاصر، بسبب تكرار إطلاق بالونات حارقة من غزة باتجاه جنوب إسرائيل.

 

الموت في انتظار الكهرباء

وقال عبد الله القيشاوي، رئيس قسم أمراض الكلى في مستشفى الشفاء، بغزة: "هناك 820 مريضًا يعانون من الفشل الكلوي في قطاع غزة، يخضع معظمهم لعمليات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الأكبر في القطاع".

 

وتابع أن القسم غير قادر على تقديم الخدمات الطبية لهؤلاء المرضى بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على تشغيل مولدات الكهرباء لأن إسرائيل تحظر دخول الوقود إلى غزة.

وحذرت وزارة الصحة في غزة من الانعكاسات الخطيرة لتشغيل محطة الكهرباء، وتأثيرها على الأقسام الطبية والعلاجات في مستشفياتها، مثل وحدات حديثي الولادة، والعناية المركزة وأمراض الكلى وغسيل الكلى والعمليات الجراحية والولادة القيصرية.

من جانبه، قال نبيل البرقوني، رئيس شبكة حديثي الولادة في مستشفيات غزة: "إن أزمة انقطاع التيار الكهربائي تهدد حياة 120 مولوداً يحتاجون إلى رعاية الأطفال حديثي الولادة من أجل البقاء على قيد الحياة.. تشمل المستشفيات في غزة سبع وحدات رعاية حديثي الولادة، و135 حاضنة كلها في حاجة للكهرباء ".

وأشار البرقوني إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر أيضًا على الأجهزة الطبية، الأخرى المتعلقة بحديثي الولادة، مثل أجهزة الإنعاش وأجهزة التنفس الصناعي، مما يزيد من المخاطر على حياتهم.

وأضاف: "توفير الطاقة البديلة للحاضنات عن طريق الطاقة الشمسية مكلف للغاية وليس لدينا القدرة المالية لتنفيذ ذلك.. ولا يمكننا الاعتماد على مولدات كهربائية بسبب نقص الوقود".

 

نظام هش

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة عبر فيسبوك من تداعيات تشغيل محطة الكهرباء، قائلة إنها ستزيد من العبء الذي يعاني منه نظام الرعاية الصحية الهش في قطاع غزة.. مشيرة لأن أزمة الكهرباء ستعيق الوصول إلى المياه وستؤدي إلى مشاكل بيئية كبيرة.

كما حذرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني من "الانعكاسات الخطيرة لانقطاع التيار الكهربائي المستمر على أوضاع الرعاية الصحية والبيئية والاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة"، لافتة لأن انقطاع التيار الكهربائي والحظر الإسرائيلي على دخول الوقود إلى غزة سيؤثر بشكل خطير على الخدمات الأساسية، خاصة قطاع الرعاية الصحية وخدمات الصحة البيئية وإمدادات مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي، المقدمة لأكثر من مليوني نسمة من سكان غزة.

وفي بيان صادر عن اتحاد بلديات قطاع غزة، 17 أغسطس الجاري، حذر من أن خدمة توصيل المياه إلى منازل المواطنين ستتأثر، وأن جداول توزيع المياه ستتعطل بشكل كبير، نظرًا لأن الآبار تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء لضخ المياه، موضحًا أن هذه الأزمة عطلت محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما سينتج عنه كارثة صحية وبيئية.

وأدى تعليق العمل بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي إلى تصريف  أكثر من110 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر، ما أدى لتلوث شبه كامل لساحل قطاع غزة، بحسب ما  ذكرت سلطة جودة البيئة في غزة.

 

خسائر اقتصادية كبيرة

في غضون ذلك، قال وكيل وزارة الاقتصاد الوطني رشدي الوادي لـ "المونيتور": "إن تعليق العمل في محطة الكهرباء في غزة يلحق خسائر كبيرة بالصناعة والاقتصاد في غزة"، مشيرًا لأن انقطاع التيار الكهربائي في المصانع سيزيد من تكلفة الإنتاج ويقلل الطاقة الإنتاجية ويزيد تكاليف صيانة المعدات، ما يؤدي لارتفاع أسعار السلع الأساسية".

وتابع: "أزمة انقطاع التيار الكهربائي الممتدة ستؤثر على معيشة المواطنين.. فعندما لا تعمل الثلاجات، يمكن أن تتلف المواد الغذائية مثل اللحوم والألبان والأسماك.. وهذا تهديد للأمن الغذائي للمواطنين".