الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل ستجدد قطر المساعدات لقطاع غزة؟

الرئيس نيوز

صرح رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، محمد العمادي، خلال الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، بأن هناك تحديات وعقبات مستمرة أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، والتي تهدف إلى تخفيف آثار الحصار المفروض على الفلسطينيين. مشيرا لأن الاتصالات مع إسرائيل مستمرة من أجل تسهيل دخول المساعدات إلى غزة. 

جاءت تصريحات العمادي ردًا على تقارير إعلامية إسرائيلية عن وجود اتصالات بين الموساد الإسرائيلي وكبار المسؤولين القطريين، كما أشارت محطة "كان'' الإسرائيلية العامة في 23 أغسطس الجاري، بأن رئيس الموساد يوسي كوهين، كان على اتصال مع كبار المسؤولين القطريين، لمناقشة التصعيد الأخير في قطاع غزة والتأكد من أن قطر ستستمر في توجيه الأموال إلى غزة، مع انتهاء الدفعة الأخيرة الشهر المقبل.

المنحة القطرية 
تم تمديد المنحة القطرية، التي كان من المفترض أن تنتهي في مارس، لمدة ستة أشهر بعد زيارة كوهين لقطر في فبراير، في غضون إطلاق الفلسطينيين للبالونات الحارقة من غزة باتجاه إسرائيل، والتي ردت عليها إسرائيل بضربات جوية على مواقع لحركة حماس داخل القطاع، وكان آخرها في 3 أغسطس.
 وتجددت الضربات الجوية بعد ساعات من إطلاق مسلحين في غزة صاروخا باتجاه بلدات إسرائيلية شمال القطاع في وقت متأخر، من يوم 3 أغسطس، وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل سترد على هجمات الحرق الجوي بالطريقة نفسها التي تقوم بها في حالات هجمات الصواريخ" محذرا من احتمال حدوث تصعيد كبير آخر.

وقال موقع "والا" الإسرائيلي  إن إطلاق البالونات الحارقة يهدف إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق تفاهمات التهدئة والسماح بمشاريع البنية التحتية، مشيرًا لأن الإجراء الفلسطيني مرتبط بتأخير وصول المساعدات القطرية إلى غزة.

وفي حديثه إلى "المونيتور"، رفض الناطق باسم حماس، حازم قاسم، فكرة ربط استئناف البالونات الحارقة بتأخير دفع المنحة القطرية لهذا الشهر، وقال إن البالونات كانت رد فعل شعبي على حقيقة أن الحصار مستمر منذ 14 عامًا حتى الآن، لافتًا لأن "هناك حصاراً مستمراً يضغط على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وإسرائيل تشدد حصارها بين الحين والآخر".

وأضاف قاسم أن "إسرائيل تؤجل تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من تفاهمات الهدنة التي رعتها مصر والأمم المتحدة والتي تم التوصل إليها في أواخر مارس 2019"، مشيرا لأن قاسم إلى وجود اتصالات مستمرة بين حماس وجميع الوسطاء لإطلاعهم على الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وردا على سؤال حول ما إذا كانت قطر قد أعطت موافقتها الرسمية على تجديد المنحة أم لا، رفض قاسم التعليق.
وتعليقا على الخيارات التي تمتلكها حماس في حال توقف الدعم القطري في ظل استمرار الحصار، قال "خيار شعبنا هو الاستمرار في المقاومة بكل الوسائل المشروعة حتى رفع الحصار".


الغضب الشعبي 
في السياق نفسه، قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي المقرب من حماس، ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين، لموقع "المونيتور" الأمريكي إن قضية الأموال القطرية مرتبطة بقطر بشكل صارم ولا علاقة لها بالبالونات الحارقة، لافتًا لأن الغضب الشعبي في غزة أدى إلى استئناف إطلاق البالونات.
أضاف الصواف أنه حتى لو تم تسليم الأموال إلى غزة، فسيستمر إطلاق البالونات الحارقة ما دامت إسرائيل لم تنفذ شروط اتفاق الهدنة، لافتصا لأن أدوات القتال القاسية ستجبر إسرائيل على القيام بذلك.

ويعتقد الصواف أن قطر لن تتوقف عن تحويل مدفوعات المنحة في حال اعتبرتها تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، واستبعد الصواف أن تنهي قطر المساعدات خاصة في ظل الظروف الصعبة في قطاع غزة.

من جانبه، قال إبراهيم المدهون، المحلل السياسي، لموقع "المونيتور" إن إطلاق البالونات الحارقة ليس له علاقة بالمنحة القطرية، بل لفشل إسرائيل في تنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية المتفق عليها، لرفع عدد حمولات شاحنات التصدير والاستيراد ورفع القيود المفروضة على المواد المسموح بدخولها إلى غزة. وأثار ذلك، على حد قوله، غضبا واسعا في قطاع غزة.
 وأضاف المدهون: "في حال لم تفهم إسرائيل حالة الغضب وتعمل على التهدئة حتى إلى الحد الأدنى ستستمر الاشتباكات مع غزة أو تتصاعد".

الحرب بديل للانهيار الداخلي
وقال تيسير محسن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، لـ"المونيتور" إن سكان غزة أجبروا على اللجوء إلى أدوات قاسية لأن إسرائيل فشلت في تنفيذ تفاهمات الهدنة، مشيرًا لأن هذا سيضغط على رعاة هذه التفاهمات لجعل إسرائيل تفي بالتزاماتها.

وأشار محسن إلى أن تصريح كوهين أحرج قطر، إذ جعل الدوحة تبدو تابعة لإسرائيل وتضغط من أجل المساعدة من أجل تهدئة الوضع الأمني على الحدود، موضحًا أن ذلك دفع العمادي إلى توضيح أن الأموال القطرية التي يتم تسليمها إلى غزة تخدم غرضًا إنسانيًا وخدميًا في ظل الحصار، وأنها لا تأتي استجابة للمطالب الإسرائيلية.
 وأضاف أن "قطر وحماس كانتا على اتصال، والأخيرة حصلت على وعد حقيقي بتجديد المنحة القطرية".

وأوضح أن إسرائيل حريصة على احتواء الموقف وتجنب المواجهة العسكرية مع غزة، خاصة أنها سلمت لحماس رسالة غير مباشرة تبرر التأخير في تنفيذ المشاريع وتنسبها إلى انشغال المجتمع الدولي بوباء فيروس كورونا، لافتًا لأن إسرائيل طرحت هذه المشاريع أمام عدة أطراف من أجل تغطية تكاليفها، وكأنها تقول لغزة إنها ليست مسؤولة عن التأخير.

وقال حسن عبده، الكاتب المستقل والمحلل السياسي المقرب من حركة الجهاد الإسلامي، لـ "المونيتور" إن حماس تخشى أي تحول في الدعم المالي الذي تحصل عليه، مشيرًا لأن المواجهة العسكرية مع إسرائيل ستكون خيارًا في حال توقف الدعم المذكور، لأن حماس لا تستطيع تحمل ثورة شعبية في غزة احتجاجًا على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية السيئة.
وأكد أن حماس ستتجه نحو حرب مع إسرائيل كبديل للانهيار الداخلي في قطاع غزة.