الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«مفاوضات الحلقات المفرغة».. رسلان:مساعي إثيوبية لانسحاب مصر والسودان من التفاوض

الرئيس نيوز

 

تستكمل الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، اليوم، مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقى، وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وخبراء مفوضية الاتحاد الإفريقى، وذلك بعدما إنتهت كل منها أمس من تلخيص وجهة نظرها منذ بداية المفاوضات عام 2011 وحتى الآن، و تصوراتهم للإجراءات التي ستتبع خلال هذه الجولة من التفاوض، ووضعها فى مسودة إتفاقية، بحيث يتم دمج المسودات الثلاث فى اتفاقية واحدة وتقديمها، فى 28 أغسطس الجارى، إلى جنوب إفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقى.

وظهرت، خلال مفاوضات أمس، خلافات بين الدول الثلاث تتعلق بتفسير إجراءات دمج مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث، حيث فشلت فى الاتفاق عليها، وهو الأمر الذى التى تم الاتفاق عليه فى الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى، الأحد الماضى، كما تبادلت الدول الثلاث مقترحاتها للنص النهائي للاتفاقية بصورة متزامنة، واختيار ممثلين أحدهما قانوني والآخر فني للمشاركة في دمج النصوص.

خلافات حول إجراءات دمج الاتفاقية

من جانبه قال الدكتور هانى رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السودان أعلن عن وجود خلافات تتعلق بتفسير إجراءات دمج مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث، لافتًا لأن ذلك يعد غموض غير بناء وغير قابل للتطبيق، خاصة أن  اثيوبيا لا ترغب فى أى اتفاق من شأنه أن يلزمها بكيفية التصرف فى المياه المحتجزة خلف السد، لأن هدفها الأساسى من السد ليس التنمية وتوليد الطاقة، وغنما الهيمنة المائية على النيل الأزرق، كتمهيد لهيمنة استراتيجية على منطقتى القرن الإفريقى وحوض النيل.

 

إثيوبيا تسعى لانسحاب مصر والسودان من التفاوض

وأوضح رسلان، أن مسالة الهيمنة هى السبب الأول للمراوغة والتعنت الإثيوبى المستمر، فضلًا عن التفاوض بسوء نية وغياب أى إرادة سياسية للوصول إلى اتفاق من أى نوع، مشيرًا لأنه ليس من المنتظر أن يتغير هذا الموقف، لا سيما بعد أن قارب السد على الانتهاء وتمت مرحلة الملء الأول بالفعل، كما أن الهدف هو أن تنسحب مصر ومعها السودان من المفاوضات، ومن تقدم إثيوبيا على اتهامهم بالتعنت ومحاولة فرض مطالب غير معقولة، عبر التهويل والتضليل الإعلامى الممنهج، وبذلك تستمر فى فرض الأمر الواقع مع تنصلها من تحمل أى مسئولية.

وأكد خبير المياه ومؤسس وحدة دراسات النيل، إن إثيوبيا تنفذ استراتجية تفاوضية منذ السنوات الماضية وحتى الآن تتلخص فى وضع عراقيل جديدة فى كل جولة تفاوضية، ثم الجلوس للبحث عن مخارج لها، ثم الاختلاف حول الأبعاد الإجرائية للمخارج المقترحة وهكذا فى حلقات مفرغة، بالإضافة إلى الإغراق فى التفاصيل والمسارات الجانبية والسير فى دوائر، لافتًا للإصرار الشديد على أن يكون التفاوض ثلاثيا فقط، من دون قبول أى وساطة.

 

الضغوط قد تغير موقف أديس أبابا

وأكد رسلان، أن إثيوبيا لن تغير موقفها من دون ضغوط جدية سواء كانت دولية أو إقليمية، أو من مصر والسودان، مشيرا إلى أن إثيوبيا تتعنت بشدة وتنعدم لديها الإرادة السياسية للوصول إلى اتفاق وتضع الأمور فى كل مرة أمام طريق مسدود، مع الاحتفاظ بمظهرها كدولة حريصة على التفاوض، موضحًا أنه يجب اتخاذ مواقف حازمة فى مواجهة الاتحاد الإفريقي لكى يقوم بدوره، أو يعلن الفشل والانسحاب ويحدد الطرف المسئول عن ذلك.

 

لجنة قانونية فنية لإنهاء الإتفاقية

من جانبه، قال الدكتور أحمد المفتى، خبير الموارد المائية وعضو اللجنة الفنية المستقيل، أن الدول الثلاث فشلت في مسألة الاتفاق علي تفسير إجراءات الدمج للمسودات الثلاثة، ولذلك من الضرورى التساؤل حول كيفية نجاح اللجنة في دمج الثلاثة نصوص في مشروع مشترك، وحل الأزمة الحالية، لأن كل المؤشرات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن المفاوضات ليست أكثر من مماطلة  كسبا للوقت، بينما تواصل إثيوبيا كل أعمالها المتعلقة بالسد والملء المنفرد.