الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«عملية المخلب».. هل يصبح العراق أرضًا جديدة في حرب النفوذ التركي؟

الرئيس نيوز

لسنوات طويلة، سعت أنقرة وبغداد إلى تجنب حدوث خلاف بشأن العمليات العسكرية التركية عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني؛ المحظورمن قبل أنقرة، بينما تعتقد تركيا بأن بغداد ليست في وضع يسمح لها بالاعتراض على العمليات، لأنها غير قادرة على منع تحركات حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية. 

وعندما رفع العراقيون حقوقهم في السيادة، كانت أنقرة تتحداهم لاقتلاع حزب العمال الكردستاني، وهو ما لم تستطع بغداد فعله، بعبارة أخرى، "ستحتج بغداد لحفظ ماء الوجه لكنها ستذعن لتوغلات تركيا"، ومع ذلك، يبدو أن هذا الأمر الواقع يتغير وسط الحملة العسكرية التركية منذ العام الماضي، مع تزايد صوت اعتراضات بغداد وحزمها.

وفي إطار "عملية المخلب"، التي تتكشف على مراحل منذ منتصف عام 2019، تقدمت القوات التركية إلى عمق 15 كيلومترًا  داخل العراق وأنشأت أكثر من 50 موقع انتشار، في حادثة غير مسبوقة، وقتلت غارة تركية اثنين من كبار مسؤولي حرس الحدود العراقي في منطقة سايدخان، بطائرة مسيرة، بينما انتشرت التكهنات في تركيا بأن القائد البارز لحزب العمال الكردستاني، جميل بايك، قد قتل، وتم التعرف على الضحايا على أنهم لواء وعميد من حرس الحدود، بينما أصيب عقيد وجندي آخرين.

وبحسب رئيس بلدية سيديخان، إحسان الجلبي، فقد استهدفت الطائرة المسيرة القادة أثناء لقائهم بأعضاء حزب العمال الكردستاني، لنزع فتيل التوتر بعد مواجهة حول محاولة حرس الحدود إقامة نقطة تفتيش في المنطقة، وأكد حزب العمال الكردستاني مقتل عضو بارز في الجماعة، هو أغيت جارزان، في الضربة التركية.

مهمة حرس الحدود
وأوضح مصدر كردي لموقع "المونيتور" إن العميد العراقي الذي راح ضحية الهجوم، زبير حلي، من مواليد المنطقة "التي يعرفها حزب العمال الكردستاني جيدًا"، وبدأ الاجتماع بعد أن فتح حزب العمال الكردستاني النار على الاقتراب من حرس الحدود في اليوم السابق، قائلًا: "لقد تناولوا العشاء بعد الاجتماع.. وقع الهجوم بينما كانت المركبات تغادر.. بينما كان  في سيارة مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) يتم مراقبتها ومعروفة جيدا".

في غضون ذلك، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، إن حرس الحدود كانوا في مهمة لإقامة نقاط تفتيش لسد فجوة أمنية على امتداد 50 كيلومترا على طول الحدود واقتربوا من منطقة تركية عسكرية تعتبر منطقة "محظورة"، وأدانت الرئاسة العراقية والبرلمان ووزارة الخارجية الهجوم، بينما تلقى السفير التركي مذكرة احتجاج رسمية، وهي الثالثة منذ بدء عملية المخلب، علاوة على ذلك، رفضت بغداد دعوة وزير الدفاع التركي، الذي كان من المقرر أن يزورها في 13 أغسطس.

الصراع الإيراني الأمريكي 
احتدام الصراع مع أحد الجيران هو آخر ما يوده رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، خاصة في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع الإيراني الأمريكي بشكل خطير وتستمر التحديات الداخلية، بما في ذلك الغضب الشعبي المتزايد  وعودة محتملة لتنظيم داعش، ووباء فيروس كورونا. 

وحرصًا على تخليص العراق من الوقوع كرهينة للخصومات الإقليمية، أعطى الكاظمي الأولوية لطهران والرياض وواشنطن في أولى رحلاته الخارجية، بعد أن أصبح رئيسًا للوزراء في مايو، وإبقاء الاستقرار في كردستان بعد العمليات التركية التي أودت بحياة المدنيين أيضًا.

ومع ذلك، فإن الظروف التي ضمنت لفترة طويلة قبول بغداد للتوغلات العسكرية التركية تتغير، وفوق كل شيء، فإن المناخ السياسي الجديد، الذي يتسم بالحساسية المتزايدة للعراقيين ضد التدخلات الأجنبية، يترسخ في العراق بعد سنوات من الخراب الذي أحدثه تنظيم داعش والصراع الطائفي 
والاحتلال الأمريكي.

قلق أكراد العراق
في السياق نفسه، أصبح الأكراد العراقيون قلقين من أن تركيا يمكن أن تهدف إلى ما وراء حزب العمال الكردستاني كجزء من مخططات لتقويض الأكراد في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك حكومتهم المستقلة. 
مثل هذه المخاوف دفعتهم إلى السعي للتعاون مع بغداد في حماية الحدود، على الرغم من أن حرس الحدود يتكون من الأكراد، إلا أنه ذراع للحكومة المركزية، كما يبرز العراق كأرضية جديدة في حرب النفوذ بين تركيا وخصومها العرب بعد سوريا وليبيا.